الطلاب والطالبات يبكون سلطان في مدارس السعودية وجامعاتها

حولت القاعات والفصول الدراسية إلى استعراض مآثره في الحركة التعليمية بالبلاد

الأمير سلطان والأمير سلمان خلال تشريفهما حفل مرور 10 سنوات على تأسيس جامعة الأمير سلطان الأهلية («الشرق الأوسط»)
TT

الفاجعة التي ألمت بالشعب السعودي ودول العالم، فجر السبت، لم يكن تأثيرها مقصورا على زعماء دول العالم الذين بعثوا برقيات الحزن والأسى لخادم الحرمين الشريفين، والشعب السعودي كافة، بل امتدت إلى الفصول الدراسية وقاعات الدراسة الجامعية في الجامعات والمدارس.

وتبادل المعلمون والمعلمات في السلك التعليمي، خلال حصصهم الدراسية في اليوم الدراسي الأول بعد عطلة الأسبوع، العزاء، وحولوا قاعات التعليم إلى مجالس عزاء.

أمام ذلك، قالت عبير أحمد، إحدى الطالبات، إنها فوجئت بخبر وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، صباح يوم السبت، وقت ذهابها إلى مدرستها الصباحية.

وأشارت عبير إلى أن الحزن خيم على جميع الطالبات في فصلها الدراسي، وبينت أن إحدى صديقاتها أجهشت بالبكاء المستمر طوال يومها الدراسي.

وأضافت أن زميلاتها الطالبات خلال حصصهن الدراسية بدأن يعددن مآثر الفقيد على المستوى السياسي والاجتماعي والإنساني والخيري، وبصماته في السياسة السعودية داخليا وخارجيا، وحياته منذ صغره إلى وفاته.

من جانبه، أكد يوسف بن فيصل، أحد الطلاب الجامعيين في جامعة الملك سعود، أن القاعات الجامعية تحولت إلى مجالس للتعازي، وتبادل أعضاء هيئة التدريس مع طلابهم عبارات العزاء في وفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي.

وأضاف أن عبارات العزاء امتدت حتى مع الطلاب الجامعيين الذين لا نتواصل معهم، بينما خصصت ساعات أوقات الراحة بين المحاضرات إلى ممارسة واجب العزاء في الفقيد الراحل.

وليس ذلك ببعيد؛ فللأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي، عدد من المناشط التعليمية التي أسهم خلالها في نهضة التعليم العالي والتعليم العام، إضافة إلى دعمه اللامحدود لهذا القطاع.

الدكتور خالد بن محمد العنقري، وزير التعليم العالي، أكد خلال كلمته أن الأمير سلطان كان طيلة حياته قريبا من العلم والعلماء، حريصا على دعم التعليم العالي والبحث العلمي، ليس فقط داخل المملكة وإنما بتمويله ورعايته للكراسي العلمية في مجال الدراسات العربية والإسلامية حول العالم؛ حيث امتدت يده الكريمة بالرعاية لتشمل كراسي علمية عدة في جامعات الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، والملك عبد العزيز في مجالات هندسة البيئة وتقنية الاتصالات والمعلومات والبيئة والحياة الفطرية والدراسات الإسلامية المعاصرة، والأقليات الإسلامية، وجائزة الأمير سلطان بن عبد العزيز العالمية للمياه بجامعة الملك سعود، ومركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، وكرسيه، يرحمه الله، لذوي الاحتياجات الخاصة، ومركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، إضافة إلى دعمه، يرحمه الله، إنشاء جامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز بالرياض.

وتابع: «يرحمه الله، دعم حركة البحث العلمي في الجامعات العالمية، ومنها جهوده في مؤازرة منظمة اليونيسكو للتوعية الصحية وتدريب المعلمين، وبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم اللغة العربية في اليونيسكو، وبرنامجه للدراسات العربية والإسلامية بجامعة بركلي، كاليفورنيا، في الولايات المتحدة الأميركية، وبرنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد». وأضاف أنه كان موقنا بأهمية البحث العلمي في حل مشكلات الإنسانية، مؤمنا بأن بناء الإنسان هو التحدي الحقيقي؛ لذلك بذل، يرحمه الله، بسخاء في كل ما من شأنه تطوير التعليم والرقي بإنسان هذا الوطن.

من جانبه، قال الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم: إن منسوبي وزارة التربية والتعليم من مسؤولين ومسؤولات ومعلمين ومعلمات وطلاب وطالبات يشاطرون خادم الحرمين الشريفين الحزن في وفاة ولي العهد، ويتذكرون في هذه اللحظات ما بذله سموه لخدمة دينه ومليكه ووطنه، خاصة ما واكب منها العمل التربوي والتعليمي في السعودية.

واستعرض وزير التربية والتعليم سيرة ولي العهد السعودي العطرة التي نقلت لنا حرصه على ما فيه أمن ورخاء وطنه وأمته، ورعايته مصالح الوطن والمواطن، وقد كانت المناصب التي تقلدها - يرحمه الله - شاهدا على ما قدمه طيلة حياته مع والده الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - يرحمه الله - ومن بعده إخوانه ملوك السعودية.

وبالانتقال إلى جامعة الأمير سلطان، التي احتفلت في 2 مارس (آذار) 2010 بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيسها ووضع حجر الأساس لمشروع المدينة الجامعية وتخريج الدفعة السابعة من طلبة الجامعة درجة البكالوريوس وأول دفعة من برنامج الماجستير، تحت رعاية الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، قبل وفاته. واحتفاء جامعة الأمير سلطان بمرور 10 سنوات على إنشائها تضمن إطلاق الكثير من المشاريع التطويرية، من بينها تدشين مشروع المدينة الجامعية التي صادقت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على إنشائها، وتضم الكثير من المباني الأكاديمية، والمرافق الأخرى التي تلبي الاحتياجات المستقبلية للجامعة وتطورها، كما يتضمن الحفل الإعلان عن عدد من المشاريع الأكاديمية الجديدة، من بينها إنشاء كلية الهندسة، وبرنامج لإدارة النقل الجوي، وتوقيع عدد من اتفاقيات الدعم مع جهات عدة، وتخريج الدفعة الأولى من طلاب وطالبات برنامج الماجستير في إدارة الأعمال، بالإضافة إلى اتفاقيات الارتباط الأكاديمي مع عدد من أشهر وأعرق الجامعات العالمية تتولى بموجبها هذه الجامعات الإشراف على برامج الجامعة لضمان وفائها بأحدث وأفضل المعايير الأكاديمية.

هذا وقد اختارت مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع جامعة الأمير سلطان للمرة الثانية لاستضافة برنامج موهبة الصيفي؛ وذلك للنجاح المتميز الذي حققته الجامعة في تنظيم البرنامج العام الماضي تحت شعار «التكنولوجيا المتقدمة».

وقد أصدر الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، في 10 أغسطس (آب) 2005 توجيهاته الكريمة بضم 26 طالبا وطالبة من الـ10 الأوائل على مستوى المملكة لبرنامج المنح الدراسية الذين تقدموا لجامعة الأمير سلطان، وكان من بينهم 6 طلاب حصلوا على الأول مكرر على مستوى المملكة. ووجه الأمير سلمان بمعاملة جميع هؤلاء المتقدمين ضمن برنامج المنح الدراسية للأوائل، الذي تقدمه المؤسسة سنويا دعما وتشجيعا للطلاب والطالبات المتفوقين وأن تتحمل المؤسسة تكاليفهم الدراسية وتصرف لهم مكافآت وفق نظام المنح المعمول به في المؤسسة.