المجلس الوطني السوري يدعو لإضراب عام وتوفير حماية دولية عشية وصول الوفد العربي

الشيشكلي لـ «الشرق الأوسط»: لا تعنينا الزيارة ونرفض مبدأ الحوار مع النظام بالمطلق

صبي سوري يرفع لافتة تأييد لإعلان تحرير ليبيا، خلال مظاهرة في دير الزور للمطالبة بإسقاط النظام (أوغاريت)
TT

تستقبل المعارضة السورية اليوم، بالداخل والخارج، وفد جامعة الدول العربية، الساعي لوقف الاقتتال والبحث عن طريقة عاجلة لإقرار برنامج الإصلاحات السياسية المطلوبة، ولإطلاق عجلة الحوار بين المعارضة والنظام، بإضراب عام يشمل كل المحافظات السورية كخطوة أولى باتجاه إعلان العصيان المدني.

وقد دعا المجلس الوطني السوري «جميع أبناء الشعب في المحافظات والمدن والقرى السورية كافة إلى مشاركة إخوانهم في درعا وحمص ودير الزور وغيرها من المناطق من خلال إعلان الإضراب العام مقدمة لإضرابات أشمل وأكبر وصولا إلى العصيان المدني القادر على إسقاط النظام بالقوى الذاتية للشعب السوري». واعتبر المجلس أن «تنفيذ هذا الإضراب العام في مختلف أنحاء سوريا هو إيذان بأن ثورة الكرامة والحرية المجيدة تدخل مرحلة جديدة من نضالها لتحقيق أهدافها، وللتعبير عن الاستمرار في المقاومة السلمية حتى تحقيق النصر».

وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، أكد المعارض السوري عضو المجلس الوطني أديب الشيشكلي أن «قرار الإضراب العام اتُخذ من قبل الأمانة العامة للمجلس بغضّ النظر عن زيارة وفد جامعة الدول العربية»، لافتا إلى أن «هذا الإضراب هو النشاط الثوري الأول للمجلس وتجربة لنجاح التنسيق بين المعارضة في الخارج والناشطين في الداخل، كما أنه بمثابة أول مسعى لتوحيد الصفوف والقرارات».

وأوضح الشيشكلي أن «الإضراب العام سيكون مقدمة لسلسلة من الإضرابات المتوقع أن ترتفع وتيرتها، التي ليس مستبعدا أن تتحول لأسبوعية، وصولا لإعلان العصيان المدني».

وإذ جزم الشيشكلي بأن «المجلس الوطني يرفض مبدأ الحوار مع النظام بالمطلق»، أوضح أن «الشعب السوري قال كلمته خلال المظاهرات، رافضا الحوار مع نظام مجرم يفتقد لحد أدنى من المصداقية». وأضاف: «زيارة وفد الجامعة العربية لا تعنينا لأننا نرفض دعوتهم للحوار، ونحن لا نحملهم أي رسالة للأسد، بل نستغيث بهم للسعي لتوفير الحماية الفورية للمدنيين، ووقف العنف، وسحب الجيش من المدن والقرى، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، والطلب بدخول مراقبين عرب ودوليين، والسماح لكل وسائل الإعلام بدخول الأراضي السورية».

وشدد الشيشكلي على أن «كل من يقبل محاورة النظام لا يمثل المعارضة السورية ولا الشعب السوري»، مستغربا ما يحكى عن دعوة الرئيس السوري لمؤتمر حوار في الداخل، وقال: «أشبعنا النظام لفا ودورانا وألاعيب سياسية ومراوغة، ولو كان صادقا لأقرن وعوده منذ البدء بأفعال، وهو ما لم ولن يحصل».

وأصدر المجلس الوطني السوري المعارض بيانا عشية وصول وفد الجامعة العربية، جدد فيه رفض الحوار مع النظام، ودعا إلى توفير حماية دولية للمتظاهرين، والسماح بدخول مراقبين دوليين وعرب إلى سوريا.

وقد انكب الناشطون السوريون عبر صفحات التواصل الاجتماعي للتعبئة للإضراب، وعمموا أكثر من اقتراح لضمان نجاح الإضراب وأهدافه، ومنها: «عدم الذهاب إلى العمل إن كان ممكنا، وإن لم يكن بالإمكان فالتأخر قدر المستطاع صباحا، وإلقاء اللوم على الإضراب الذي قام به بعض سائقي التاكسي، وعدم التوجه للمدارس والجامعات، والامتناع كليا أو جزئيا عن استخدام الأجهزة الجوالة، والامتناع عن شراء الحاجيات والتبضع، وعدم ارتياد المقاهي وأماكن اللهو..».

ومن الشعارات التي اقترح الناشطون عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على «فيس بوك» رفعها اليوم: «اذهب لعملك تقتل شعبك.. أغلق دكانا تغلق قبرا، الإضراب الإضراب حتى يسقط الكذاب، أغلقت محلي لأني لا أشعر بالأمان بوجود الشبيحة»، وغيرها. وقد وزعت الهيئة العامة للثورة السورية بيانا أيدت فيه الإضراب على أن يحمل شعارين أساسيين: «أيها العرب لا توغلوا أيديكم في دمائنا أكثر.. ولن نرضى بأقل من تنحي بشار الأسد ومحاكمته». ودعت الهيئة جميع التنسيقيات وتجمعات الحراك الثوري والشعب السوري «للالتزام بالإضراب العام وملازمة المنازل باستثناء العاملين في المستشفيات والمراكز الطبية».