الخارجية الأميركية تطالب سوريا بوقف انتهاكات الأراضي اللبنانية وترسيم الحدود

عبرت عن قلقها من اعتقال وقتل منشقين سوريين قرب الحدود

TT

أعربت الخارجية الأميركية عن قلقها البالغ حيال التقارير الإخبارية التي تحدثت عن تعرض معارضين سوريين للقتل والاعتقال عند الحدود مع لبنان، وأدانت توغل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر «نحن ندين هذه الانتهاكات لسيادة لبنان، ونكرر مطالبنا بأن يقوم لبنان وتقوم سوريا بترسيم الحدود في أقرب فرصة، وفقا لقراري مجلس الأمن 1680 و1701». وأضاف «إننا قلقون للغاية من المؤشرات بشأن تعرض منشقين سوريين للاعتقال، وربما القتل، خلال عمليات قرب الحدود مع لبنان، وندعو دمشق لاحترام سيادة لبنان ووحدته واستقلاله السياسي تحت السلطة الوحيدة لحكومة لبنان، واعتبار قرار مجلس الأمن رقم 1559 هو أساس تحقيق الاستقرار في لبنان، وندعو لبنان للوفاء بالتزاماته الدولية وحماية الفارين من عنف ووحشة نظام الأسد».

وكانت تقارير قد أشارت إلى أن ثلاثة سوريين قد قتلوا برصاص الجيش السوري عند الحدود اللبنانية - السورية في منطقة البقاع، في عملية توغل للجيش السوري في الأراضي اللبنانية لملاحقة الفارين من سوريا. ومنذ بداية الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، هرب نحو خمسة آلاف سوري إلى لبنان. والتقى نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيك والاس أمس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان ونبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ومحافظ البنك المركزي رياض سلامة، ووزير المالية السابق محمد شطح. وأكد المبعوث الأميركي خلال اللقاء وجهة النظر الأميركية في ضمان ألا تخلق حالة عدم الاستقرار في سوريا، نوعا من التوتر في لبنان. وجدد التزام الولايات المتحدة بوحدة وسيادة واستقلال لبنان.

كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التحركات التي تقوم بها سوريا داخل الأراضي اللبنانية، ودعا إلى وقف فوري لكل عمليات التوغل واحترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه. وقال مون في تقريره لمجلس الأمن الدولي «أشجب بقوة عمليات التوغل والمداهمة التي تقوم بها القوات الأمنية السورية في المدن والقرى اللبنانية التي نتج عنها قتلى وجرحى». وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه من أن تؤدي هذه التحركات إلى إثارة مزيد من التوتر داخل لبنان وأبعد منه.

من جانبه، طالب رضوان زيادة، عضو المجلس الانتقالي السوري، الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بفرض حظر جوي على سوريا وتكرار سيناريو القضاء على نظام القذافي في ليبيا باستخدام القوة العسكرية. وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «يجب تطبيق فرض حظر جوي على سوريا، لأنه للأسف لا توجد خيارات أخرى، لأن النظام السوري لم يستمع إلى أي نداءات أو مطالبات برحيله، ويصر نظام الأسد على دفع السوريين للمطالبة بالحماية الدولية والتدخل العسكري من خلال استمراره في عمليات القتل والقمع الوحشية، فالوضع في سوريا أصبح غير محتمل، والمتظاهرون يطالبون باستخدام السلاح للدفاع عن أنفسهم».

واتهم الناشط السوري الحكومة اللبنانية بإعطاء الضوء الأخضر للقوات السورية للتوغل في أراضيها وملاحقة المنشقين السورين الفارين إلى لبنان. وقال «توغل الجيش السوري في الأراضي اللبنانية ليس المرة الأولى، لأن النظام اللبناني متواطئ مع النظام السوري، ويؤكد ذلك موقف الحكومة اللبنانية من عدم تأمين اللاجئين وتوفير الحماية الكاملة لهم وفقا للمعاهدات الدولية».

ويقول إليوت إبرامز، نائب مستشار الأمن القومي السابق والباحث بمعهد العلاقات الخارجية، إن «الهدف الأميركي والأوروبي والتركي هو إنهاء حكم عائلة الأسد، ويمكن لصانعي السياسة الأميركية بلوغ هذا الهدف من خلال أربع خطوات مهمة، أولاها تشجيع المعارضة لإثبات أنها تسعى إلى سوريا غير طائفية وديمقراطية، والثانية عزل نظام الأسد من بقية الطائفة العلوية التي تمثل 10 في المائة إلى 15 في المائة من السوريين الذين يتخوفون من انتقام السنة السوريين منهم إذا سقط نظام الأسد، وأن يتعهد المجلس الوطني السوري الذي تشكل من 140 عضوا في أوائل الشهر الحالي بتوفير الحماية لجميع الأقليات العلوية والأكراد والجماعات المسيحية.