آشتون لـ «الشرق الأوسط»: التغيير وبناء المؤسسات الديمقراطية لن يتحققا في جولة انتخابات واحدة

دعت إلى طي صفحة الماضي في ليبيا والمصريين إلى التمسك بطموحاتهم

كاثرين آشتون
TT

اعتبرت كاثرين آشتون، منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الانتخابات التي جرت في تونس، «تاريخية»، وتمثل بداية لحقبة جديدة في البلاد، وجرت في مناخ من الحرية. وقالت: «تدفق المواطنون على صناديق الانتخاب ليقرروا مستقبلهم وبطريقة سلمية، وكانت الفرصة الأولى للمواطن للاختيار بحرية وديمقراطية».

وحرصت المسؤولة الأوروبية على تهنئة الشعب التونسي والإشادة به وبـ«نضاله السلمي، للحصول على حقوقه وتحقيق تطلعاته».

وقالت آشتون، في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» جرى بمكتبها في بروكسل، قبل ساعات من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات في تونس: «في البداية، أحب أن أعبر عن تمنياتي للشعب التونسي بالتوفيق. وأقول إن الذهاب إلى صناديق الانتخاب كان أمرا مهما للغاية للمواطن التونسي، حتى يعبر عن اختياراته لقياداته المستقبلية. وأقول لكل القادة السياسيين إنني أتمنى لهم النجاح والتوفيق، سواء حققوا النجاح أم لم يحالفهم ذلك، لأن النجاح والتوفيق في النهاية، سيكون لهذا البلد العظيم ولمستقبله».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك استراتيجية أوروبية واضحة للتعاون والعمل المستقبلي مع تونس الجديدة، قالت آشتون: «لقد زرت تونس من قبل، والتقيت بالوزير الأول ووزير الخارجية وفعاليات أخرى سياسية، وناشطين في المجتمع المدني ورجال أعمال.. والحقيقة أنني لاحظت أن الجميع يريد المساهمة في بناء ديمقراطية واقتصاد جديدين، ونحن عبرنا لهم عن موقفنا بأننا سنكون دائما إلى جانب الشعب التونسي ونساعد وندعم الديمقراطية والمجتمع المدني وبناء الاقتصاد». وحول أصول وأموال النظام السابق المجمدة في أوروبا، ووجود قضايا ضد بن علي أمام القضاء التونسي، قالت: «نحن لنا موقف واضح بشأن تحقيق العدل، ونريد أن تتحقق العدالة. وعلى سبيل المثال، نحن نعمل من أجل إعادة الأصول والأموال المجمدة في الخارج إلى الشعب التونسي، ونتعاون في هذا الصدد مع سويسرا. وخلال لقاءاتنا الأخيرة في تونس، شاركت سويسرا وعلى أعلى المستويات في نقاش حول هذا الأمر، وهناك فريق أوروبي في بروكسل وفريق آخر في تونس للمساعدة في هذا الملف. ونقول إن الاتحاد الأوروبي جاهز لإعادة الأموال والممتلكات المجمدة للشعب التونسي».

وفي الشأن الليبي، سألت «الشرق الأوسط» الوزيرة الأوروبية عن مرحلة ما بعد مقتل القذافي، وما يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يقدمه لليبيا الجديدة، فقالت: «من المهم أن نطوي صفحة الماضي والعهد السابق، وهناك فرصة الآن للتوحد وبناء مجتمع مدني بالطريقة التي يرغبونها. وسبق أن التقيت في بنغازي، بالعديد من الليبيين وبالمجلس الانتقالي، وهنا أيضا في بروكسل وفي أماكن أخرى من العالم، وتأكدنا من وجود رغبة لديهم في بناء ديمقراطية واقتصاد جديدين؛ اقتصاد يعود كما كان قويا، ويكون هناك دور فعال للمجتمع المدني. ونحن أكدنا لهم رغبتنا في التعاون معهم وبطرق مختلفة لدعمهم في مجالات عدة».

وكان سؤالنا الأخير لآشتون حول مصر، التي ستشهد انتخابات بعد أسابيع، وما يتوقعه الاتحاد الأوروبي، فأجابت آشتون قائلة: «ما نأمله للشعب المصري، هو ما نأمله للشعبين الليبي والتونسي، وعلى المصريين أن يتمسكوا بخيار الديمقراطية، والانتخابات ستكون فرصة لاختيار القيادة الجديدة وبناء المستقبل، وتحقيق الطموحات التي أكدوا عليها في ميدان التحرير، حيث عبروا عن رغبتهم في الحرية واحترام حقوق الإنسان والتغيير وبناء المؤسسات وتحقيق الديمقراطية. لكن هذه الأمور لن تتحقق في يوم انتخاب واحد ولكن في كل الانتخابات المقبلة».