مجلس الوزراء السعودي من دون الأمير سلطان لأول مرة منذ تأسيسه في عام 1954

لم يفقد عضويته منذ أول حكومة في تاريخ السعودية

TT

لأول مرة في تاريخ الدولة السعودية الثالثة ينعقد مجلس الوزراء دون أن يكون الأمير سلطان بن عبد العزيز عضوا له صوت محسوب على طاولة الاجتماع الأسبوعي منذ اجتماع أول حكومة في 7 مارس (آذار) 1954.

والمعروف على امتداد الحكومات المتعاقبة على طاولة مجلس الوزراء السعودي أن الأمير الراحل هو الوحيد الذي لم يغب في كل مرة يتم فيها تشكيل حكومة، على اعتبار أنه الوزير الوحيد الذي لم يفقد عضويته في مجلس الوزراء حتى افتقده الجميع بإعلان وفاته صباح السبت الماضي.

وخلصت دراسة توثيقية للدكتور عمر الخولي، وهو أكاديمي متخصص في مجال القانون، إلى أن أول حكومة عرفتها المملكة العربية السعودية تم تشكيلها بمرسوم ملكي أصدره الملك عبد العزيز في الأول من صفر عام 1373هـ الموافق العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1953، برئاسة الأمير سعود بن عبد العزيز الذي كان يشغل منصب ولي العهد آنذاك.

وبحسب المعطيات التاريخية المثبتة، كان عدد الوزارات عند تشكيل مجلس الوزراء لا يتجاوز 6 وزارات، هي: الخارجية، الداخلية، المالية، الدفاع والطيران، الصحة، والمواصلات، ولم يكن الأمير سلطان وزيرا عند تأسيس المجلس.

وأدت وفاة مؤسس البلاد في ذلك الحين إلى تأجيل انعقاد أولى جلسات مجلس الوزراء نحو 5 أشهر، وهي الفترة التي شهدت ولادة وزارة الزراعة التي حمل حقيبتها الأمير سلطان لينضم إلى عضوية مجلس الوزراء، وهو ما جعله حاضرا في أولى جلسات المجلس، بعد أن ارتفع عدد الوزارات إلى 8 بعد استحداث وزارة الزراعة، وإضافة وزارة المعارف (وزارة التربية والتعليم حاليا).

وتولى الأمير سلطان مهامه وزيرا للزراعة والمياه في 18 ربيع الثاني 1373هـ، واستمر فيها حتى 20 ربيع الأول 1375هـ، وهي الفترة التي شهدت تأسيس اللبنات الأولى لتوطين البدو في أرجاء البلاد. وخلف الأمير سلطان في وزارة الزراعة والمياه الوزير الأسبق عبد العزيز السديري.

وحمل الأمير سلطان حقيبة وزارة المواصلات خلفا للأمير طلال بن عبد العزيز في 20 ربيع الأول 1375هـ، ليكون بذلك ثاني وزير يحمل حقيبة هذه الوزارة التي استمر فيها حتى الثالث من رجب 1380هـ، ليخلفه فيها الأمير بدر بن عبد العزيز.

وفي الثالث من جمادى الآخرة 1382هـ الموافق 31 أكتوبر 1962 عرفت وزارة الدفاع والطيران خامس وزرائها، وهو الأمير سلطان الذي حمل حقيبتها منذ ذلك اليوم إلى أن توفاه الله صباح السبت الماضي.

وجاء الأمير سلطان إلى وزارة الدفاع والطيران بعد كل من: الأمير منصور بن عبد العزيز، الأمير مشعل بن عبد العزيز، الأمير فهد بن سعود بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سعود بن عبد العزيز.

يشار إلى أن وزارة الدفاع والطيران كانت تحمل اسم وزارة الدفاع حتى نهاية فترة الأمير محمد بن سعود، ثم تحول اسمها إلى وزارة الدفاع والطيران مع إسناد حقيبتها إلى وزيرها الراحل الأمير سلطان.

وبحسب الدراسة التوثيقية التي أجراها الخولي يحتل الأمير سلطان المرتبة الخامسة بين أصغر الوزراء سنا عندما تولوا الحقائب الوزارية في تشكيل أول حكومة في المملكة، على اعتبار أنه عين وزيرا للزراعة وهو في ربيعه السابع والعشرين.

وبحسب الخولي، يعتبر الأمير سلطان بن عبد العزيز عميد وزراء العالم على اعتبار عضويته في مجلس الوزراء السعودي التي لم يفقدها على امتداد 59 سنة هجرية، ما يعني أن وزراء العالم في مختلف أصقاع الأرض فقدوا عميدهم بإعلان وفاة أقدم الوزراء العاملين (بحقائب وزارية) وغير العاملين (وزراء الدولة دون حقائب وزارية) في مشارق الأرض ومغاربها.