صالحي لـ «الشرق الأوسط»: لدي زيارة «مؤجلة» للسعودية.. ولم أبحث موضوع اغتيال السفير

وزير الخارجية الإيراني قال إن «شياطين الغرب» دبروا مخطط الجبير.. وواشنطن تسعى لإيقاعنا مع السعوديين

صالحي خلال حواره مع («الشرق الأوسط») (تصوير خالد الخميس)
TT

نفى علي أكبر صالحي وزير الخارجية الإيراني في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» أجرته معه قبل مغادرة الرياض أمس، أن يكون قد بحث مع المسؤولين السعوديين في موضوع محاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن عادل الجبير والذي تتهم واشنطن طهران بالضلوع خلفها، لافتا إلى أن زيارته الحالية والتي تعتبر الأولى، جاءت لتقديم واجب العزاء بوفاة ولي العهد السعودي الراحل.

واتهم صالحي في حديثه، من وصفهم بـ«شياطين الغرب» ويقصد بها أميركا وبعض الدول الغربية، بأنهم يحاولون أن يحدثوا وقيعة بين بلاده والسعودية من خلال ترويج مثل هذه المسائل، لافتا إلى أن ربط طهران بالأعمال الإرهابية لا ينفصل عن محاولة واشنطن لاستقصاد طهران دوليا، سواء كان ذلك على خلفية ملف حقوق الإنسان أو برنامجها النووي.

وأبدى صالحي، والذي تحدث إلينا من منزل السفير الإيراني في الرياض، ثقته بأن إيران والسعودية قادرتان على تجاوز هذا الموضوع قريبا، مؤكدا أن واشنطن ستسعى للوقيعة بينهم وبين السعوديين.

وفي الشأن السوري، قال صالحي بأن طهران مع إعطاء بشار الأسد فرصة لإجراء الإصلاحات التي وعد بها الشعب، من إجراء انتخابات برلمانية، وإعداد دستور جديد للبلاد، موجها اتهاما لبعض المجموعات داخل سوريا بأنها مدعومة من الغرب لإحداث حالة من عدم الاستقرار في البلد العربي الحليف لطهران.

وعراقيا، قلل وزير الخارجية الإيراني من شأن الاتهامات التي تطال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الثوري الإيراني، بأنه هو من يدير العملية السياسية في العراق نيابة عن العراقيين، قائلا إن هذا أشبه بمعجزة «عصا موسى»، فكيف لشخص واحد أن يدير البلد في وقت يستعصي فيه على واشنطن من خلال جيشها المكون من 150 ألف جندي إدارة البلد.

وفي شأن متصل بالمخاوف المحتملة من قيام الحجاج الإيرانيين بما يمكن أن يعكر صفو حج هذا العام، قال صالحي إن كل هذه الأمور هي «تخيلات وفرضيات»، متمنيا أن يكون موسم حج هذا العام من أفضل المواسم على الإطلاق. وإلى نص الحوار..

* دعنا نبدأ حوارنا من هذه الزيارة التي تقومون بها إلى السعودية لتقديم واجب العزاء في ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز، أولا: كيف تنظرون إلى شخصية الراحل، وثانيا، هل هناك أجندات أخرى في هذه الزيارة أم لا؟

- بسم الله الرحمن الرحيم، قبل كل شيء أود أن أنقل تحياتي لجريدة «الشرق الأوسط»، لأنني عندما كنت في السعودية كنت أستفيد منها يوميا، فهي جريدة مرموقة، ولو أن لدي نقدا عليها وخصوصا في طريقة تعاطيها مع ملف العلاقات السعودية الإيرانية، ولكن على كل حال هي جريدة مرموقة، ونتمنى لكم الخير، الأمر الثاني: نحن عندما تلقينا الخبر المحزن بوفاة الأمير سلطان بن عبد العزيز، كان خبرا فوجئنا به، والحكومة الإيرانية قررت أن تبعثني إلى السعودية لكي أحمل وأقدم تعازينا من قبل الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني، للحكومة السعودية والشعب السعودي. الأمير سلطان شخصية معروفة، لا يحتاج أن أتطرق إلى شخصيته، فهو شخصية عالمية من الناحية السياسية كان شخصا محنكا سياسيا، ولكن أنا باعتقادي أنه إضافة إلى ذلك، أعطى جانبا آخر لشخصيته، بأنه كان شخصية مهتمة بالأمور الخيرية، وكان له دور كبير في دفع الازدهار والتقدم بالمملكة العربية السعودية، فالأمير سلطان كان لديه مسؤوليات كبيرة ومتعددة، ولذلك خلق آثارا جيدة سوف تبقى بعد رحيله كتذكار له، والشعب السعودي سوف يذكره دائما بالخير، ونحن نسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.

* وماذا عما تبقى من هذه الزيارة، هل هناك أجندات أخرى لها؟

- لا. هذه الزيارة خاصة لتقديم التعازي للأسرة الملكية، والحمد لله، توفقت اليوم بأن أقدم هذه التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين، وإلى الأمير نايف، ونظيري الأمير سعود الفيصل، والكثير من الشخصيات السعودية الذين توفقت في مقابلتهم هذا اليوم. هذه الزيارة خاصة بتقديم التعازي وخصوصا لأسرة الراحل الفقيد رحمه الله، وإلى الشعب السعودي من قبل الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني.

* اسمح لي بالانتقال لملف الساعة، وهو موضوع محاولة اغتيال السفير السعودي بواشنطن والتي اتهمتم بها، هل فتحتم أي اتصالات مع الجانب السعودي حول هذا الأمر، أم لا؟

- تقصد المشكلة الأخيرة التي أثيرت من قبل أميركا.. أنا حينما سمعت الخبر حاولت الاتصال بالأخ سعود الفيصل هاتفيا، ولكنه كان بالطريق من فيينا إلى واشنطن، ولكن نحن نرفض هذه الاتهامات، وليس هناك أي تبرير لهكذا عملية من بلد شقيق للسعودية كإيران، يعني ما الذي يمكن تحقيقه من مثل هذه العملية، وهذا اتهام من قبل الأميركان، وطبعا هم يريدون خلق وزرع الاختلافات بين الدول الإسلامية وخصوصا أكبر دولتين في الأمة الإسلامية السعودية وإيران، فهاتان الدولتان هما جناحا الأمة الإسلامية، ونحن دائما أعلنا أننا نتمنى توطيد العلاقات وتعميق العلاقات وتطويرها، لأنه ليس هناك أي مشكلة ثنائية بين البلدين، يعني هناك مشكلات عادة بين بلدان أخرى، مثل المشكلات الحدودية وغيرها، ولكننا كبلدين ليس بيننا مشكلات فيما بيننا، يعني عندما نتطرق إلى الموضوع بشكل دقيق لا نرى أي مشكلة، قد يكون هناك اختلاف في الرؤى بالنسبة للتطورات العالمية والإقليمية، وهذا أمر لا بأس به، حتى بين الإخوة في الأسرة الواحدة يمكن أن يكون بينهم اختلاف في الرؤى، ولذلك أنا عندما استلمت هذه المهمة منذ سنة، أعلنت في أول يوم أن الأولوية بالنسبة لي لتطوير العلاقات مع السعودية.

* طيب.. اسمح لي، ماذا عملت خلال هذه الفترة من أجل تطوير العلاقات مع الرياض؟

- أنا عملت كل جهدي لأطور هذه العلاقة، وكان مفروضا أن أقوم بزيارة السعودية، ولكن حصل أن الأمير سعود الفيصل كان لديه زيارة للقاهرة للمشاركة في اجتماع طارئ لدول الجامعة العربية، ولذلك أجلت زيارتي، ومن ثم حدثت مشكلات وتطورات أخرى أعاقت سفري إلى السعودية.

* النفي الإيراني كان موقفا واضحا منذ البداية، ولكن تلاه مواقف أخرى، كإعلان طهران استعدادها للتعاون في التحقيق بهذا الملف، ومن ثم اتهام منظمة مجاهدين خلق بالوقوف خلف العملية، وصولا إلى وصف بعض الساسة الإيرانيين للمتورط في العملية بـ«المعتوه»، هذه الربكة الإيرانية في التعاطي مع هذا الملف، كيف يمكن تفسيرها؟

- أي إنسان عاقل، يفكر في الموضوع، يرى أن أميركا بدأت الهجمة على إيران من جوانب مختلفة، أولا من ناحية حقوق الإنسان، فتقدموا بمشروع قرار للأمم المتحدة بملف حقوق الإنسان، ومن ثم توالت الاتهامات بقضية الاستفادة من الطاقة النووية السلمية، بالإضافة إلى ضغط واشنطن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإصدار تقرير يدين إيران في ملفها النووي، ومن جهة أخرى جاء موضوع إقحام طهران في العمليات الإرهابية، يعني هل من المعقول أن إيران تقوم بهكذا عملية وفي واشنطن وبالتالي وتستهدف السعودية بالذات، يعني الإنسان لا بد أن يسأل لماذا، هل مثل هذه العملية في مصلحة إيران، هل يعني لا سمح الله لو افترضنا هكذا أمر ما هي المصلحة التي ستنتج من هكذا عملية بالنسبة لإيران، يعني العقل السليم لا يقبل شيئا كهذا، ودائما الشياطين يعملون بالنسبة للأمة الإسلامية لزرع الاختلافات فيما بين دولها.

* عذرا، ولكن من تقصد بالشياطين في جملتك السابقة؟

- أقصد شياطين الغرب، لأنه ولله الحمد ليس لدينا شياطين في الشرق، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية والدول الموجودة في الشرق الأوسط يعيشون سوية بحكم الجغرافيا والجيرة منذ آلاف السنين، فاشتراكاتنا أكثر بكثير من اختلافاتنا، ومن ثم ها هو المتهم في القضية في أول جلسة للمحكمة، نفى هذه الاتهامات، وهذا الشخص يعيش في الولايات المتحدة الأميركية منذ 30 سنة، ويحمل الجنسية الأميركية، ومتزوج ويعمل وترعرع هناك، يعني هل سنلجأ إلى شخص مثل هذا ويتدخل مع صاحب المخدرات مقابل مليون ونصف مليون دولار من أجل القيام بعملية اغتيال، هل من المعقول أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقوم بمثل هكذا عمل.

* إذن أنتم ترفضون هذه العملية جملة وتفصيلا، طيب.. لماذا تغير الموقف الإيراني، من النفي إلى الاستعداد للتعاون، واتهام مجاهدين خلق بعد ذلك؟

- نحن منذ البداية رفضنا ذلك جملة وتفصيلا، ولكننا طلبنا معلومات بالنسبة للإيرانيين المتورطين، يعني إذا هم إيرانيون أعطونا معلوماتهم.

* هل قدمتم طلبا رسميا لواشنطن بهذا الأمر؟

- لا أتصور أننا تقدمنا بطلب رسمي، ولكننا أعلنا ذلك بالإعلام، ودعونا واشنطن لأن تقدم لنا معلومات عن الشخص الذي تحتجزه على ذمة هذه القضية، وتسهيل لقاء القنصلية الإيرانية بهذا الشخص بحسب ما هو متبع في مثل هذه الحالات، واشنطن أبدت استعدادا لإعطائنا المعلومات، ومنحنا فرصة للالتقاء بالمعتقل، ولكنه لم يتم شيء حتى الآن، ولم نستلم شيئا من الجانب الأميركي.

* ولكن، في ذات الموضوع، هل لديكم أدلة على تورط منظمة مجاهدين خلق في هذه العملية، بحسب ما تم التصريح به مسبقا؟

- الشخص الآخر الذين أعلن تورطه في العملية، يدعى غلام شكوري، وهناك 150 غلام شكوري، فلقد وردنا تساؤل من الإنتربول لجهاز الإنتربول الإيراني عن هذا الاسم، واتضح أن هناك شخصا يدعى غلام شكوري يعيش في أميركا من منظمة مجاهدين خلق.

* كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات بين الرياض وطهران على خلفية القضية الأخيرة التي تتهمكم بها واشنطن بالتخطيط لاغتيال السفير السعودي عادل الجبير؟

- أنا اليوم تحدثت مع خادم الحرمين الشريفين، وأبلغته تعازينا، وأنا متأكد من أن المسؤولين السعوديين حكماء أكثر وعقلانيون أكثر من أن يقبلوا هكذا اتهامات، أو أن يعطوا مجالا للدخول في مشكلة لا مبرر لها، وليست في صالح أحد، وأنا متأكد إن شاء الله أننا سنمر من هذه المشكلة التي أثارتها أميركا، كما أتنبأ بأن تخلق واشنطن مشكلات أخرى بيننا وبين جارتنا السعودية، فدائما أميركا تخلق المشكلات.

* ولكن ما هي المصلحة الأميركية من زرع الفتنة بين السعودية وإيران، طالما أنك تعتقد بأنها تسعى دوما لخلق المشكلات بين البلدين؟

- كلما تكون الفتنة أكبر في المنطقة، سهل الأمر أمام الأميركيين للمداومة في المنطقة والسيطرة عليها والبقاء فيها.

* بما أنك تحدثت عن السيطرة الأميركية على المنطقة، أعلنت واشنطن عن سحب كامل جنودها من العراق بنهاية العام الجاري، وهذا الأمر كان محل ترحيب من قبل طهران، ولكن هناك تخوف وقلق عربي من أن إيران هي من تحكم العراق الآن عبر رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، كما أن هناك اتهاما مباشرا للجنرال قاسم سليماني بأنه من يدير العملية السياسية والعسكرية في العراق نيابة عن العراقيين، كيف تردون على هذا الاتهام؟

- هذا غير صحيح، سبحان الله، هذا كلام مرفوض، يعني بلد عريق كالعراق لديه 6 آلاف سنة من التاريخ، وشعب عظيم من 30 مليون نسمة، هل من المعقول أن كل هذا الشعب العريق والحكومة العريقة، أنها تستند إلى شخص واحد حتى يدير العراق، هل هذا من المعقول، وأميركا مع 150 ألف جندي، لا يستطيعون القيام بشيء، وشخص واحد إيراني يعمل هذا الشيء، هذا أشبه بمعجزة عصا موسى، هذا كلام لا أساس له، والشعب العراقي شعب عظيم وعريق ومثقف، وحصلوا على استقلاليتهم وخلصوا أنفسهم من الطاغية صدام، ودخلوا في مشكلات حصلت بعد سقوط صدام.

* ولكن.. سيد صالحي، الولايات المتحدة هي من خلصت العراق من صدام، وليس العراقيون؟

- لكن لا نغفل المقاومة العراقية، يعني صحيح بأن أميركا هي من ساعدتهم، ولكن كم كان عدد المعارضين العراقيين كم حاربوا وكم سجنوا وكم قتلوا، ليس صحيحا أن أميركا هي من خلصت العراق، نعم كان لها دور بتسريع هذه العملية، ولكن الشعب العراقي وقف بوجه صدام، يعني فلنفترض بأن الشعب العراقي كان مؤيدا لصدام، هل كان بالإمكان لأميركا أن تدخل للعراق بهذه السهولة، طبعا لا.

* كيف تنظرون لمستقبل التعاون العربي الإيراني في العراق، في مرحلة ما بعد رحيل القوات الأميركية، نحن نعلم بأن هناك فراغا عربيا في العراق يقابله وجود إيراني كثيف؟

- نتمنى أن إخواننا العرب يدخلون إلى العراق، وكان لي 3 زيارات للعراق خلال الأشهر الماضية، وكلما دخلنا في حديث لمست رغبة من الحكومة العراقية بأن إخوانهم العرب يعيدون العلاقات مع بغداد ويطورونها، لأن العراق بلد عربي ومسلم وجار للكثير من البلدان العربية، ولا أحد يستفيد من الفراغ العربي، فلا بد أن يتم سد هذا الفراغ، وإذا كان هناك اختلافات سياسية فليجلسوا على طاولة واحدة لحل مشكلاتهم.

* إذن أنتم تدعمون المبادرة الرباعية التي تقدم بها رئيس البرلمان العراقي لعقد اجتماع في بغداد لممثلين برلمانيين عن السعودية وإيران وتركيا، لبحث التباين في وجهات النظر إزاء الحالة العراقية؟

- نعم، هذه المبادرة جيدة، ونحن مستعدون لمساعدة الجيران في المنطقة، نحن سياستنا في إيران مبنية على أن نجتمع ونتعاون مع بعضنا البعض لصالح استقرار الأمن والسلام في المنطقة، لأن ذلك في صالح الجميع، ونحن نتمنى الأمن والسلام للمنطقة، ولجيراننا جميعهم، وخصوصا جيراننا العرب، ونقولها من صميم قلبنا، وليس كبروتوكول سياسي، وهذا من عقلانية السياسة.

* ليس بعيدا عن العراق، لماذا تأخر رد الفعل الإيراني على ما يجري في سوريا، فالرئيس أحمدي نجاد لم يدن أعمال القتل والعنف إلا منذ أيام قليلة، وهل تراهنون في علاقاتكم بالحالة السورية على الشعب أم النظام؟

- نحن نراهن على أسس مبنية على الأصول، وهي، أنه في أي بلد يكون هناك مطالب مشروعة من الشعب، على الحكومة أن تلبي المطالب المشروعة بالنسبة للشعب، الأمر الآخر، نحن ضد تدخل أجنبي في أي بلد، كما كان موقفنا بالنسبة للبحرين، فدائما نقول إن على الحكومة البحرينية أن تلبي مطالب شعبها وألا يكون هناك أي تدخل أجنبي في الشؤون البحرينية الداخلية، وفي سوريا نقول نفس الكلام، فعلى الحكومة السورية أن تلبي مطالب شعبها وألا يكون هناك أي تدخل أجنبي فيها.. الآن السيد بشار قدم إصلاحات وفي الآونة الأخيرة أعلن أنهم يدرسون دستورا جديدا للبلاد، وعينوا تاريخا للانتخابات، دعنا نمنحهم فرصة.

* يعني أنتم مع إعطاء بشار الأسد فرصة للقيام بإصلاحات؟

- نعم، لازم نعطي فرصة، فالسيد بشار أعلن مرات أنه سيقيم انتخابات برلمانية، وأنه يعد دستورا جديدا للبلاد، فماذا يريدون بعد.

* من تقصد بماذا يريدون بعد، الشعب أم المعارضة السورية في الخارج؟

- عندما نتحدث عن المعارضة، يجب أن نفهم بأن هناك قسما كبيرا من الشعب السوري يخرجون في مظاهرات مؤيدة للسيد بشار، فهذا أمر حقيقي، وهناك جماعة لديهم مطالبات مشروعة.

* كذلك سيد صالحي، هناك في البحرين من خرج بمظاهرات مؤيدة للملك حمد والحكومة البحرينية، ما هو الاختلاف إذن؟

- لا. فهناك فرق بين المظاهرات والاحتجاجات والانقلاب، في ليبيا حدث انقلاب فتغير كل شيء، وهناك احتجاجات يقوم بها أكثر من نصف الشعب ويثور، وهناك مظاهرات متقطعة، كما يحدث في إنجلترا وفرنسا وفي وول ستريت، الآن في سوريا، هل يصنف الحراك الشعبي مظاهرات أو احتجاجات لأكثر من نصف الشعب أو انقلابا، بماذا يصنف.

* أنتم بماذا تصنفونه؟

- أنا أعتقد بأنه بين المظاهرات والاحتجاجات العالية، يعني هناك جماعة لديها مطالب مشروعة، وهناك جماعة مسنودة من الخارج تسعى لتعكير صفو الأوضاع في سوريا، وهذا ما لا نريده، فعليهم إعطاء فرصة للسيد بشار الأسد ليجري الانتخابات ويغير الدستور، هل هذا أفضل أو لا سمح الله تدخل سوريا في فراغ، طبعا التجاوب مع الإصلاحات أفضل.

* السؤال الأخير لكم، واسمح لي بطرحه، هناك هاجس كبير ومخاوف من قيام الحجاج الإيرانيين بأعمال تعكر صفو موسم حج هذا العام، وهناك خلفية تاريخية للموضوع لا نريد أن نخوض فيها، كيف تنظرون إلى هذه الهواجس والمخاوف؟

- إن شاء الله حج هذا العام يمر بأحسن شكل ممكن ودون أي مشكلات.

* وماذا عن المخاوف من الحجاج الإيرانيين واحتمالية قيامهم بأعمال تعكر صفو الحج؟

- كل هذا الأمر تخيلات وفرضيات وإثارة، وهل نحن مجبرون أن نجاوب عن كل التخيلات التي تحصل في أذهان الناس، لا. فالحجاج قادمون لأداء فريضة الحج، ونتمنى أن يكون الحج هذه السنة من أحسن مواسم الحج على الإطلاق.