مصادر أمنية تركية تؤكد وأخرى كردية تنفي حصول توغل بري في كردستان العراق

تقارير عن عبور مئات الجنود على مدرعات الحدود لملاحقة مسلحي العمال الكردستاني

TT

بينما قالت مصادر عسكرية وأمنية تركية إن نحو 500 جندي تركي عبروا الحدود إلى إقليم كردستان العراق على متن مدرعات أمس لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني، نفى قيادي في هذا الحزب وكذلك مسؤول في حكومة الإقليم حصول توغل بري.

وحسب المصادر، تتقدم القوات التركية في اتجاه معسكر لحزب العمال الكردستاني في منطقة خفتانين التي تبعد نحو 20 كيلومترا من موقع خابور الحدودي وقرب مدينة زاخو العراقية. وحسب وكالة «رويترز»، وصفت المصادر العملية بأنها أعقد عملية عسكرية على الحدود منذ توغل الجيش التركي عبر الحدود الأسبوع الماضي في أعقاب هجوم شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني وقتل فيه 24 جنديا تركيا في إقليم هكاري الواقع على الحدود العراقية. وأضافت المصادر أن الطائرات الحربية التركية قصفت أهداف حزب العمال الكردستاني في منطقتي خفتانين وخاكوركي. ويعتقد أن المئات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني يتمركزون في خفتانين.

ويجعل بعد المعسكر وصعوبة تضاريس المنطقة من الصعب تقييم مدى قرب القوات التركية منه. وذكر سكان قرية دشتاتاخ في دهوك التي تقع على بعد 10 كيلومترات شرق خفتانين أن 200 جندي تركي دخلوا الأراضي العراقية، لكنهم غادروها بعد نحو ساعة.

من جهته، نفى حزب العمال الكردستاني، أمس، توغل وحدات عسكرية تركية داخل الأراضي العراقية شمال البلاد. وقال أحمد دنيس مسؤول العلاقات الخارجية لحزب العمال الكردستاني إن «القوات التركية لم تدخل أراضي كردستان العراق». وأضاف أن «ما يقوم به الإعلام التركي هو بدء حرب إعلامية ضدنا ليس لها حقائق على الأرض»، مشيرا إلى أن «الهدف هو إخفاء الإخفاقات العسكرية التي واجهتها (تركيا) أمام مقاتلي حزب العمال الكردستاني في الأيام السابقة». وقال القيادي الكردي «ندعو الشعب الكردي إلى عدم تصديق الإشاعات التي يروجها الإعلام التركي». بدوره، نفى العقيد حسين تمر مسؤول حرس الحدود في محافظة دهوك حصول توغل، مؤكدا «لا يوجد أي توغل للجنود الأتراك داخل الأراضي العراقية».

لكن شهودا في مدينة دهوك أكدوا مشاهدة القوات التركية تتوغل في عدد من القرى التابعة للمحافظة. وقال فوزي إبراهيم محمد (50 عاما) الذي يسكن في قرية سكتن أوري، إن «القوات التركية دخلت عند الساعة الـ11.30 (8.30 تغ) قريتنا وبأعداد كبيرة». وأضاف أن «قوات من المشاة ترافقها مدرعات عسكرية لا تزال تنتشر هنا، لكن لم تحصل أي اشتباكات مع حزب العمال الكردستاني»، مؤكدا أنه «لا توجد معسكرات للحزب في هذه المناطق، لكننا نشاهد في بعض الأحيان أفرادا منهم يتجولون».

وكان الجيش التركي أعلن الجمعة الماضي مقتل 49 متمردا كرديا. إلى ذلك، نقلت قناة «إن تي في» التلفزيونية الإخبارية عن رئيس أركان حرب القوات المسلحة التركية الجنرال نجدت أوزل قوله إن الهجمات الجوية التركية قتلت ما بين 250 و270 مقاتلا كرديا وأصابت 210 آخرين ودمرت كثيرا من مخازن السلاح في شمال العراق منذ 17 أغسطس (آب).

من ناحية ثانية، تظاهر مئات من الأكراد الأتراك الموالين لحزب العمال الكردستاني أمس في وسط مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، منددين بـ«اعتداءات تركيا». وتجمع المتظاهرون، وأغلبهم يسكنون في مخيمات قرب أربيل وطلبة وعمال يعملون في أربيل أمام السفارة التركية حاملين صورا لأكراد قضوا في معارك مع تركيا. ورفع المتظاهرون الذين بلغ عددهم نحو 300 شخص، بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، صورا لزعيمهم المعتقل عبد الله أوجلان، وكذلك لافتات كتب عليها باللغتين التركية والكردية «ندين الاعتداءات من قبل تركيا على حزب العمال الكردستاني». وقال مام هازار، عضو الهيئة العاملة للحزب الديمقراطي الكردستاني المقرب من حزب العمال الكردستاني، إن «المظاهرة لإدانة الاعتداءات التركية، وندين جميع أعمالهم، ونؤيد حزب العمال». وشارك في المظاهرة، التي شهدت خطابات، عدد من رؤساء منظمات المجتمع المدني الكردية العراقية. وجرت المظاهرة وسط إجراءات أمنية مشددة، بينما انتشرت قوات مكافحة الشغب بين المتظاهرين ومبنى السفارة.

وفي اتصال مع مصدر عسكري كردي موجود حاليا في بغداد ضمن وفد حكومة إقليم كردستان الذي يجري مباحثات مع الحكومة العراقية أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ الصباح الباكر نحن على اتصال بمخافرنا الحدودية للتحقق من هذا التجاوز التركي على الحدود، ولكننا لم نتلق أية تقارير رسمية تؤكد وجود أي اختراق تركي لأراضي إقليم كردستان». وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «أن الموقع الذي تتحدث عنه التقارير التركية يقع على الحدود المشتركة التركية العراقية، وهي منطقة حدودية متداخلة ومتعرجة لا يمكن بسهولة تحديد الاختراقات التي تحصل فيها، ونحن لا نريد أن نتهم تركيا بانتهاكها للحدود قبل التأكد من الإحداثيات العسكرية، ولذلك طلبنا من مخافر الشرطة الحدودية الموجودة هناك رصد التحركات التركية وإبلاغنا بتطورات الموقف».