بعد اكتظاظ السجون.. ملاعب ومدارس ومؤسسات عامة تتحول إلى فروع أمنية

ناشط حقوقي: شل حركة الناشطين أسلوب جديد في التعذيب

TT

لا يخفى على أحد ما تنقله منظمات حقوق الإنسان عبر وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة لعمليات القتل والتعذيب بحق المدنيين والمتظاهرين السوريين. «الملاعب والحدائق العامة والمدارس الشرعية تحولت إلى (فروع) أمنية للتعذيب» هذا ما يؤكده ناشط حقوقي سوري لـ«الشرق الأوسط»، مضيفا أن «السجون لم تعد تتسع للمعتقلين، فصارت كل الأبنية الحكومية والرسمية التابعة للجهاز الرسمي أمكنة متاحة للتعذيب».

يشير الناشط إلى أن «النظام السوري يتعامل مع المحتجين والمتظاهرين بعد اعتقالهم بطرق فجّة».

يروي ما جرى للصحافي عامر مطر، الذي اعتقل منذ 3 سبتمبر (أيلول) للمرة الثانية، ولا يزال قابعا في فرع تنظيم «كفرسوسة» التابع مباشرة لإشراف اللواء رستم غزالي والواقع قرب وزارة التعليم. يؤكد أنه يعذب بآلات حادة ولديه فجوة في رأسه من جراء التعذيب كهربائيا». موضحا أن «رأسه فجت مرات عدة بالحائط أثناء التحقيق معه». وقال إنه يتعرض مثله مثل عدد كبير من الصحافيين لشتى أعمال التعنيف والضرب والتعذيب بأبشع الطرق، «حيث إن بعضهم يهان ويضرب إلى حد الإغماء، لمجرد أنه شارك في تظاهرة أو كتب عنها أو صوّر حوادث القمع فيها عبر الهواتف النقالة».

الشاب العشريني الذي يتابع التطورات السورية عن كثب يتحدث عن «محاولات بشعة للنظام لضرب الحركة الثورية غير المسلحة عبر وسائل إرهابية هدفها القضاء على حركة الشباب المتظاهرين من خلال اعتقالهم وتعذيبهم داخل السجون»، مشيرا إلى أن «أحدث أعمال التعذيب السورية داخل مراكز الاعتقال هو عطب المعتقلين لشل حركتهم ولإبقائهم أحياء يتعذبون من دون القدرة على القيام بأي شيء». موضحا أن «النظام السوري يتبع سياسة تعذيب متطورة لترك آثار تعذيب دائمة تعيق الشباب عن الحركة بدلا من قتلهم نهائيا، حتى لا يرتفع عدد القتلى». معتبرا إن «بشار الأسد تعلم من التجربة الليبية عبر استعمال (البواري) (آلات حديدية) لضرب المعتقلين على أرجلهم وأيديهم حتى يتم إعاقة حركتهم لفترة طويلة وهي أساليب جديدة من قبل قوات الأمن السورية للقمع والتعذيب القسري».

يوضح الشاب الذي يعمل في مؤسسة إعلامية عربية أن «المعتقلين موزعون في فروع أمن المحافظات، ومستشفى تشرين العسكري ومقر الفرقة الرابعة على اتوستراد السومرية القريب من بلدة المعضمية». مشيرا إلى أن «معمل السكر الموجود في منطقة جسر الشغور قد تحول إلى فرع أمني.

وتحقيق واعتقال منذ 3 أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة للمدرسة الشرعية في الرستن، حيث تحولت إلى فرع أمني للاعتقال يضم نحو 4500 معتقل من الرستن وحدها».