أسرة القذافي تعتزم مقاضاة الناتو بتهمة ارتكاب «جريمة حرب» والتسبب في مقتل العقيد

ضابط أسير يقول إن سيف الإسلام كان مرتبكا وكثير الاتصال بوالده

TT

تعتزم أسرة العقيد الليبي السابق معمر القذافي رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية تتهم فيها حلف شمال الأطلسي (الناتو) بارتكاب «جريمة حرب» بسبب مقتله، وفقا لما ذكره محامي الأسرة الفرنسي أمس (الأربعاء).

وفي مقابلة مع قناة «أوروبا 1» الإذاعية، اتهم المحامي مارسيل سيسالدي الناتو بـ«قتل» القذافي في 20 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأضاف «إنها مروحيات الناتو التي أطلقت النار على قافلته.. ولم تشكل تلك القافلة أي خطر على السكان (المدنيين). بالتالي فهو قتل مخطط له من قبل الناتو».

وأفاد المحامي بأنه رغم أن الضربات الجوية لم تقتل القذافي، فإنها أصابت العقيد القذافي، قبل أن «تجهز عليه» قوات المجلس الوطني الانتقالي في وقت لاحق.

وكان القذافي قد قتل الخميس الماضي بعد اعتقاله من قبل قوات المجلس الوطني الانتقالي، بينما كان يحاول الفرار من مسقط رأسه سرت. وسهلت الضربات الجوية للناتو اعتقاله، حيث حولت السيارات في قافلته إلى حطام محترقة، مما دفع بالقذافي وبعض من رجاله إلى البحث عن مخبأ في أنابيب الصرف الصحي، حيث أمسكت به القوات التابعة للمجلس الانتقالي.

وذكر مسؤولو المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن القذافي توفي متأثرا بإصاباته بعد أن اخترقت رصاصة رأسه خلال تبادل لإطلاق النار بعد اعتقاله بوقت قصير.. لكن شرائط الفيديو التي ظهر فيها حيا - وغارقا في دمائه - بعد وقت قصير من اعتقاله، أثارت تكهنات بأنه جرى قتله بدم بارد، وخارج نطاق القانون.

وفي سياق ذي صلة، قال ضابط برتبة ملازم في جيش القذافي، كان برفقة سيف الإسلام ابن الزعيم الليبي السابق وأحد أفراد طاقمه الأمني، لوكالة «رويترز» إن سيف الإسلام كان يتصل هاتفيا بوالده كثيرا عبر هاتف بالأقمار الصناعية، وإنه كان يخشى التعرض لقذيفة مورتر أثناء محاولته الفرار الأسبوع الماضي من مدينة بني وليد الليبية التي كانت محاصرة آنذاك.

وقال الضابط، ويدعى السنوسي شريف السنوسي، إن سيف الإسلام كان عصبيا وبدا مرتبكا، وإنه كان يؤكد على المحيطين به ألا يخبروا أحدا بمكانه وألا يدعوا أحدا يرصده.

وأشار السنوسي، والموجود حاليا بسجن مؤقت في مطار بني وليد منذ إلقاء القبض عليه مع قوات أخرى موالية للقذافي الأسبوع الماضي، إلى أن سيف الإسلام فر من المدينة تقريبا في اليوم الذي دخلتها فيه قوات المجلس الانتقالي، موضحا أن ضربة جوية استهدفت قافلة سيف الإسلام وهو يغادر بني وليد، لكنه نجا منها.

وقال عمر المختار، قائد القوات المناهضة للقذافي في شمال بني وليد والمسؤولة عن السجن والمطار في المدينة، إنه هو ووحدته كانا يطاردان سيف الإسلام يوم 19 أكتوبر عندما شن حلف شمال الأطلسي ضربة جوية استهدفت موكبه. وأضاف أن سيف الإسلام كان في سيارة مصفحة ونجا، وساعده شخص على الهرب. وذكر المختار، أن قواته مشطت المنطقة لكنها لم تجد سيف الإسلام فيها.

وما زال البحث جاريا عن سيف الإسلام، الذي ترددت أقوال عن وفاته في ذات اليوم الذي أعلن فيه مقتل أبيه وأخيه المعتصم.. قبل أن يتم نفي هذه الأنباء. وقال مسؤول في المجلس يوم الاثنين، إن «سيف الإسلام موجود بالقرب من حدود ليبيا مع النيجر والجزائر، وإنه يخطط للخروج من ليبيا باستخدام جواز سفر مزور».

وأوضح السنوسي أنه كان يرى سيف الإسلام كثيرا إلى أن فر من بني وليد، كما أنه حضر معه الكثير من الاجتماعات، بينما قال سكان في بني وليد، إن سيف الإسلام كان مختبئا في منزل آمن بحي الطبول بالمدينة، قبل أن يفر منها الأسبوع الماضي.

ووصف السنوسي الفوضى التي دبت في قوات القذافي مع انهيار دفاعات بني وليد، وقال إنه كان يحارب على الجبهة، وألقي القبض عليه في اليوم الذي دخلت فيه قوات المجلس المدينة. وأضاف أن قادة قوات القذافي ظلوا يقولون لهم إن التعزيزات في طريقها لبني وليد، وإنهم سيرسلون المزيد من المقاتلين.. لكن هذا لم يحدث. وأشار إلى احتجاز نحو 70 آخرين من قوات القذافي في سجن المطار.

وعلى صعيد ذي صلة، قال مصدر من الصليب الأحمر، أمس (الأربعاء) لصحيفة «قورينا الجديدة» الليبية، إنه عثر على نحو 267 جثة في مدينة سرت وضواحيها، يعتقد أن أغلبهم من أنصار العقيد الراحل معمر القذافي، مشيرا إلى أن الكثير منهم أعدم ودفن في مقابر جماعية بالقرب من سرت.

وأضاف المصدر أن الجهات المختصة في بنغازي والموجودة بسرت قامت بإحصاء جثث الضحايا بإعطائها أرقاما وتصويرها قبل دفنها وحفظها في الأرشيف، لتزويد ذوي الضحايا بها لاحقا في حال طلبوا التأكد من ذلك، حسب الصحيفة.

وأكد المصدر أن المجلس الوطني الانتقالي تعهد بإجراء تحقيقات في ملابسات مقتل هؤلاء الضحايا، والعمل على معاقبة الجناة. وكان أحمد باني، المتحدث باسم المجلس الانتقالي، قد قال خلال مؤتمر صحافي أول من أمس، إن «(الانتقالي) لن يغفل أو يتسامح مع أي جريمة ارتكبت خلال الصراع الأخير».

إلى ذلك، ذكر مصدر مطلع من المجلس العسكري في مدينة مصراتة لذات الصحيفة أمس، أن كتيبة السرايا الحمراء، التابعة لائتلاف «17 فبراير» بمدينة مصراتة، أرسلت خطابا إلى رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أكدت فيه حل نفسها.

وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن الكتيبة تضم 600 فرد من الثوار، ممن شاركوا في عمليات تحرير طرابلس وسرت، وفقا للصحيفة. وأوضح أن الكتيبة سلمت أسلحتها لوزارة الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي، مضيفا أن هناك عددا من كتائب الثوار سوف يقومون بمثل ذلك في الأيام المقبلة.