مسؤول ليبي لـ «الشرق الأوسط»: سيف الإسلام والسنوسي يحاولان كسب الوقت.. ولن يسلما نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية

عائلة القذافي تفكر في مغادرة الجزائر.. والوجهة الأرجح جنوب أفريقيا

TT

شكك مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي لـ«الشرق الأوسط» في صحة ما تردد عن عرض سيف الإسلام القذافي، بالإضافة إلى صهره ورئيس جهاز المخابرات الليبية السابق، عبد الله السنوسي، الهاربين، تسليم نفسيهما للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بينما علمت «الشرق الأوسط» أن بقية عائلة العقيد الليبي المقتول معمر القذافي الموزعة ما بين الجزائر والنيجر، تخطط للانتقال للإقامة في جنوب أفريقيا، إحدى الدول الحليفة لنظام القذافي سابقا، بعدما حصلت على ضمانات بمنحها وضع اللجوء السياسي هناك.

وقال مسؤول واسع الاطلاع في المجلس لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف، إنه يعتقد أن محاولة نجل القذافي ومدير المخابرات السابق الإيحاء برغبتهما في الاستسلام، مجرد حيلة لإطالة الوقت والحصول على مساحة زمنية للهرب إلى خارج ليبيا.

وأضاف: «يعلمان جيدا (سيف الإسلام والسنوسي) أن السلطات الليبية الجديدة ستطالب بهما لمحاكمتهما على الأراضي الليبية، هذا حق مشروع للشعب الليبي ولا يجادلنا فيه أحد، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية».

وتابع: «أغلب الظن أنها حيلة جديدة للمراوغة وكسب الوقت، إذا سلما نفسيهما فعلا فسنطلبهما للمحاكمة في لبيبا».

وكان المسؤول الليبي يرد لـ«الشرق الأوسط» على ما نقلته وكالة «رويترز»، أمس، على لسان عبد المجيد مليقطة، وهو مسؤول عسكري رفيع في المجلس، من أن سيف الإسلام والسنوسي يقترحان طريقة لتسليم نفسيهما للمحكمة في لاهاي.

إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن تفكير عائلة القذافي التي تضم زوجته السيدة صفية فركاش، وابنته عائشة، وابنيه محمد وهانيبال، في مغادرة الجزائر التي تقيم على أراضيها منذ الشهر الماضي، جاء بعدما تقدم المجلس الوطني الانتقالي بطلب رسمي إلى حكومة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لتسليم ابني القذافي، واستثناء ابنته وزوجته من نفس الطلب.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المجلس الوطني الانتقالي قد أرسل وفدا رسميا يمثله إلى الجزائر، حيث التقى مسؤولين في الحكومة الجزائرية، وقدم طلبا رسميا لتسليم عائلة القذافي تمهيدا لمحاكمة أفرادها بتهمة فساد مالي وسياسي واستغلال النفوذ والتربح على حساب أموال الشعب الليبي.

وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات الجزائرية أبلغت الوفد الليبي أن عائلة القذافي حصلت بالفعل على عرض بمنحها حق اللجوء السياسي في سلطنة عمان، شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي أو إعلامي، مشيرة إلى أن العرض قاصر فقط على السيدات والذكور دون سن الـ18، مما يعني أن العرض يشمل صفية زوجة القذافي وابنته عائشة وأحفاده فقط، لكنه يستثني أبناءه الآخرين الأكبر محمد من زوجته الأولى بالإضافة إلى هانيبال.

وكان المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، قد أبلغ «الشرق الأوسط» مؤخرا أن المجلس يعتزم طلب تسليم عائلة القذافي من الجزائر، مشيرا إلى أنه سبق تقديم طلب مماثل بالفعل وعبر القنوات الرسمية والدبلوماسية إلى النيجر لتسليم الساعدي القذافي.

لكن عبد الحميد بوزهير، سفير الجزائر في العاصمة الليبية، طرابلس، نفى لصحافيين ليبيين، أمس، تلقي حكومة بلاده حتى الآن أي طلب بخصوص تسليم عائلة القذافي، معتبرا أن كل ما يشاع عن مصير عائلة القذافي في الجزائر غير صحيح.

ونقل صحافي ليبي في طرابلس لـ«الشرق الأوسط» عن بوزهير قوله إن الجزائر ستتعامل مع أي طلب رسمي من المجلس الانتقالي بشأن مصير عائلة القذافي فور وصوله، من دون أن يكشف النقاب عما إذا كانت بلاده تعتزم الاستجابة بشكل إيجابي للطلب من عدمها.

وقالت مصادر ليبية مقربة من عائلة القذافي لـ«الشرق الأوسط» إن العائلة ربما تتجه خلال أيام إلى جنوب أفريقيا، على أن ينضم إليها لاحقا الساعدي، النجل الآخر للقذافي، المقيم حاليا في النيجر، مشيرة إلى أن اختيار جنوب أفريقيا يرجع للرغبة في لم شمل العائلة وعدم تشتتها مجددا، بالإضافة إلى العلاقات الشخصية والوطيدة التي كثيرا ما جمعت العقيد القذافي مع حليفه جاكوب زوما، الرئيس الجنوب أفريقي.

وأوضحت أن الأرجح أن تعتذر عائلة القذافي عن قبول حق اللجوء السياسي في سلطنة عمان وأن تتجه ربما الأسبوع المقبل إلى جنوب أفريقيا، التي تردد في السابق أن القذافي قبل سقوط نظامه السياسي واجتياح الثوار معقله الحصن في ثكنة باب العزيزية بطرابلس قد نقل إليها كميات ضخمة وغير معلومة من الذهب والأموال السائلة.