الأزهر يدخل على خط ميدان التحرير بمظاهرة ضد السلفيين

مليونية صوفية لدعم المفتي و4 مطالب لشباب الثورة من المجلس العسكري

TT

دخل الجامع الأزهر على خط «ميدان التحرير»، مسرح ثورة 25 يناير بالقاهرة؛ حيث يشهد اليوم مظاهرة حاشدة، دعا إليها الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية للتضامن مع الدكتور علي جمعة مفتي مصر، ضد ممارسات التيار السلفي يوم السبت الماضي أمام محكمة كفر الشيخ بوسط دلتا مصر، التي يحاكم فيها الداعية السلفي أبو إسحاق الحويني بتهمة سب وقذف المفتي.

وفيما بدا أنه محاولة لاستعادة «الشرعية الثورية»، أصدر 17 حزبا وحركة سياسية على رأسها ائتلاف شباب ثورة «25 يناير»، بيانا أكدوا فيه تنظيم مليونية غدا تحت شعار «جمعة الانتقام من بقايا النظام»، للتحذير من عودة رموز (فلول) النظام السابق لصدارة المشهد السياسي في ظل عدم صدور قانون العزل السياسي حتى الآن.

وقال البيان، الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه: «إن السياسة الحالية سوف تعيد إنتاج نظام مبارك بوجه جديد، وما يحدث استمرار لنفس السياسات الاقتصادية التي تجاهلت فقراء الوطن على مدى 30 عاما، بل تمادى النظام ليحاكم الثوار والمدنيين أمام المحاكم العسكرية، في الوقت الذي تساهل فيه مع قتلة الشهداء وأركان النظام السابق، وهو ما يجهض كل ما قاتلنا من أجله».

وكانت آخر مظاهرة مليونية شهدها ميدان التحرير بوسط القاهرة مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي في «جمعة استرداد الثورة».

وحدد ائتلاف شباب الثورة أربعة مطالب لمليونية الغد، وقال أحمد عبد الجواد عضو ائتلاف شباب الثورة لـ«الشرق الأوسط» إن المطالب هي: «تسليم المجلس العسكري السلطة لأخرى مدنية منتخبة بحلول أبريل (نيسان) من العام المقبل، وتقليص صلاحيات المجلس العسكري الحالية ومنح أوسع صلاحيات لحكومة وطنية تعمل على الاستجابة لمطالب كل المصريين مع توفير مناخ أمني مناسب لإجراء انتخابات نزيهة تعبر عن إرادة كل المصريين، وإقالة كل المتورطين في خداع المصريين في الفترة السابقة في جهاز الإعلام الرسمي، ومحاكمة كل المتورطين في استخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية للمصريين وإقرار حق التظاهر والاحتجاج السلمي تعبيرا عن الرأي».

وأضاف عمرو عبد الرحمن، عضو تحالف ثوار مصر لـ«الشرق الأوسط»: «إن المليونية رد فعل طبيعي لشعور المواطن المصري والقوى السياسية بعدم استقرار الأوضاع والمتمثلة في غياب الأمن وانتشار البلطجة وغلاء الأسعار والفشل في إقرار الحد الأدنى للأجور، فضلا عن إعادة رموز نظام الرئيس السابق حسني مبارك لتصدر المشهد انتخابيًا وإعلاميًا وسياسيًا وإداريًا على نطاقات واسعة يرتب لها بقوة».

من جانبه، استنكر الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية في بيان له شديد اللهجة الهجوم الذي شنه آلاف السلفيين على مفتي مصر في المظاهرة التي نظموها السبت الماضي أمام محكمة كفر الشيخ (140 كيلومترا شمال القاهرة)، وقيام الشيخ الحويني بسب وقذف مفتي مصر الدكتور علي جمعة، والتقليل من مكانته الدينية، خلال إحدى حلقات برنامج «حرس الحدود» على قناة «الحكمة» الفضائية الخاصة، وهو ما قابله الشيخ جمعة برفع دعوى قضائية للحكم في الواقعة.

وحذر الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية والذي ينتمي إليه عدد كبير من أعلام الأمة من الأزهر وغيره في شتى المجالات، الشعب المصري من الانسياق خلف أصحاب الأهواء، مطالبا بالتصدي لهم بكل الوسائل الممكنة شرعا وقانونا. داعيا جميع أنصار المنهج الأزهري للتضامن مع مفتي مصر «اليوم» في ساحة الجامع الأزهر.

وأكد الدكتور حسن الشافعي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الصوفية، أن المظاهرة التضامنية لاستنكار الأحداث المخزية لشباب التيار السلفي ضد الدكتور جمعة، والتي رددوا فيها السباب والشتائم، وطالبوا بإقالة رمزي الأمة الإسلامية مفتي مصر وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

وقال الدكتور الشافعي الذي يرأس المكتب الفني لشيخ الأزهر الشريف بالقاهرة لـ«الشرق الوسط» إن «مفتي الديار المصرية رمز ديني كبير ولا تجوز إهانته، وإن ما مارسه شباب السلفية بالاعتصام أمام باب محكمة كفر الشيخ، ونصب منصة لسب المفتي؛ ووصفه بأنه (جاهل وكذاب وآثم ويجيز مذهب التشيع)، فتنة كبيرة، ولا يجوز أخلاقيا ولا إسلاميا التعرض للمفتي بمثل هذه الألفاظ».

وقال الشيخ طارق الرفاعي شيخ الطريقة الرفاعية بمصر، إن الطرق الصوفية اختارت الجامع الأزهر للمظاهرة على اعتبار أن الدكتور جمعة رمز لجميع المسلمين بصفته مفتيا للديار قبل أن يكون رمزا عاما للطرق الصوفية.

وأكد الرفاعي أن الطرق الصوفية رفضت تنظيم مظاهرات ووقفات احتجاجية مثل السلفيين في الشوارع، حرصا على مصالح المصريين، لذلك ستكتفي بالتظاهر داخل الجامع الأزهر والمساجد المحيطة به تضامنا معه، لافتا إلى أن الصوفية لا تسعى إلى التسبب في احتقان واحتكاك باحتفاليتها مع السلفيين؛ لكن دفاعا عن رمزها الصوفي والديني لجميع المسلمين.

وأوضح مصطفى زايد منسق الائتلاف العام للطرق الصوفية، إن المتصوفة من جميع الطرق الصوفية رحبوا بالدعوة إيمانا منهم بدور دار الإفتاء في تبني الإسلام الوسطي المعتدل.

وفي السياق ذاته، تقدم أمس حسام مصطفى علي محامي مفتي الديار المصرية بمذكرة إلى محكمة كفر الشيخ لضم الشيخ وسام عبد الوارث، رئيس مجلس إدارة قناة «الحكمة» الفضائية، كمشكو في حقه في قضية سب الشيخ الحويني للمفتي.

وطالب مصطفى في المذكرة بضم رئيس قناة «الحكمة» كمتهم ثانٍ في قضية السب والقذف التي رفعها المفتي ضد الحويني، وذلك بصفته المسؤول عن القناة وبرنامج «حرس الحدود»، الذي شهد الواقعة ضد المفتي، كما حمل المحامي رئيس القناة المسؤولية القانونية عن محتوى البرنامج.

في المقابل، رفض التيار السلفي التعليق على مظاهرة اليوم التي ينظمها الصوفية، وقال الشيخ حسين سيد عضو التيار السلفي، إن مطالبنا واحدة وهي إقالة المفتي وإطلاق مساحة من الحريات للشيوخ على شاشات الفضائيات، نافيا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» وجود أي نية للدعوة السلفية تنظيم مظاهرة مقابلة «اليوم» للرد على مظاهرة الصوفيين. وأكد الشيخ سيد «إننا لسنا ضد رجال الأزهر الشريف؛ ولكن ضد الممارسات القمعية ضد شيوخ السلفية».