اللواء الأحمر: 8 طيارين سوريين قتلوا في عملية انتحارية لطيار يمني

السفير الأميركي في صنعاء: الأنباء عن استعداد صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية غير دقيقة

محتجات يمنيات يحرقن أغطية رؤوسهن في صنعاء أمس احتجاجا على ما سمينه استمرار قمع نظام الرئيس علي عبد الله صالح للمظاهرات السلمية (إ.ب.أ)
TT

نفى السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فايرستاين، الأنباء التي تحدثت عن أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح التزم في اجتماع تم بينهما بالتوقيع على المبادرة الخليجية.

وقال السفير الأميركي لدى اليمن، في حوار مع أسبوعية «الصحوة» الناطقة باسم حزب الإصلاح المعارض ينشر اليوم، تعليقا على سؤال ورد فيه أن المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية أوضحت أن الرئيس صالح التزم بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي تؤدي إلى تنحيه، ومدى صحة ذلك «نحن في حقيقة الأمر لم نتحدث بشأن توقيع المبادرة الخليجية، ودعني أوضح أن هنالك وثيقتين ستحكمان الفترة الانتقالية، إحداهما هي المبادرة الخليجية التي تم التفاوض عليها في فصل الربيع ووقع عليها كلا الطرفين في 21 و22 مايو (أيار)، والتي توفر مظلة واسعة لنقل السلطة.. والثانية هي الآلية التنفيذية التي يتفاوض عليها كلا الطرفين، وبالطبع فإن الشيء المهم حول هذه الآلية هو أن الطرفين يتفاوضان حولها بنفسيهما، وقد كان المجتمع الدولي دائما واضحا بأن أي شيء يتفق عليه كلا الطرفين سيكون قرارا نهائيا، ولذلك فإن الآلية التنفيذية مهمة جدا.. ما أراد الرئيس مناقشته هو الآلية التنفيذية وليس المبادرة الخليجية، وكذا استعداده لاتخاذ بعض هذه القرارات الجوهرية التي ستسمح بالمضي قدما». ورد السفير الأميركي على سؤال حول ما إذا كان ما تناولته وسائل الإعلام الدولية ليس دقيقا بقوله «للأسف نعم».

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد ذكرت، حسب وكالات الأنباء، أن صالح استدعى السفير الأميركي جيرالد فايرستاين لإبلاغه بالهدنة ونيته توقيع خطة مجلس التعاون الخليجي لتحقيق انتقال للسلطة في اليمن. وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند إن الولايات المتحدة متفائلة بهذه التطورات. وأضافت قائلة «نعتبر أنها خطوة جيدة أن الرئيس صالح يعيد تأكيد التزامه باتفاق مجلس التعاون الخليجي، وأنه يتفهم ويدعم حقيقة أن العنف يجب أن ينتهي حتى يمكننا أن نهيئ الظروف لمناقشات بشأن المستقبل الدبلوماسي لليمن».

إلى ذلك، اتهمت السلطات اليمنية القوات العسكرية المنشقة بقصف مدينة صنعاء القديمة والتسبب في مقتل 3 مدنيين، فيما اتهم مكتب اللواء الأحمر، من جهة ثانية، الرئيس صالح بالاستعانة بطيارين سوريين لقصف الثوار، في وقت تجددت فيه الاشتباكات بين القوات المؤيدة والمناوئة للرئيس اليمني في صنعاء وتعز. وأعلن الجيش المؤيد للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر أن حادث تحطم الطائرة العسكرية في قاعدة العند الجوية، أول من أمس، لم يكن عرضيا، وإنما كان عبارة عن عملية انتحارية نفذها قائد الطائرة ويدعى عبد العزيز الشامي، وأنه قتل في الحادث 11 طيارا سوريا، كان النظام اليمني استقدمهم لـ«ضرب الشعب اليمني بعد رفض الطيارين اليمنيين القيام بذلك». وأضاف بيان صادر عن قيادة الجيش المنشق، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن الطيارين اليمنيين رفضوا نقل زملائهم السوريين من صنعاء إلى قاعدة العند، غير أن الطيار عبد العزيز الشامي وافق على نقلهم وأسر لزملائه بأنهم لن يصلوا إلى القاعدة مهما كان الأمر، ووصفت قيادة الجيش الطيارين السوريين بالمرتزقة.

على صعيد آخر، وفي سياق التحركات التي يقوم بها المجتمع الدولي لحل الأزمة في اليمن، بحث نائب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مع سفير الاتحاد الأوروبي في صنعاء، أمس، الأزمة اليمنية. وأكد هادي، خلال اللقاء، أنه «لا يمكن حل الأزمة عن طريق القوة»، وأن «أي مغامرة من هذا القبيل سيكون مآلها الفشل على أساس أن الحل العسكري لن يجدي ولن يحل الأزمة بقدر ما يزيدها تفاقما وتعقيدا فوق ما هي عليه». وأشار نائب الرئيس اليمني إلى أن «استكمال الحوار والخروج الآمن من هذه الأزمة اللعينة لن يكون إلا بالاصطفاف والتعاون والتكاتف والتسامح، لإيجاد حل وطني يرتكز على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية ووفقا لما أجمع عليه المجتمع الدولي لأول مرة بصورة لم يسبق لها مثيل، وذلك من أجل أمن واستقرار ووحدة اليمن، وعلى الجميع اغتنام هذه الفرصة التي أتاحها المجتمع الدولي».

وعلى الصعيد الأمني، تواصلت التطورات الأمنية في اليمن، أمس، حيث قتل وجرح العشرات في مواجهات مسلحة وقصف مدفعي، في الوقت الذي أعلن فيه الجيش المؤيد للثورة المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس علي عبد الله صالح، أن حادثة سقوط الطائرة العسكرية في جنوب البلاد كانت عبارة عن عملية انتحارية. وقتل قرابة 7 من أنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، في قصف مدفعي على منطقة الحصبة وحي صوفان بشمال العاصمة صنعاء، وفي اشتباكات دارت بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح وأنصار الأحمر، وذلك إثر انهيار الهدنة المبرمة بين الجانبين. وجددت القوات الموالية لصالح، مساء أمس، قصف مناطق جديدة في منطقة أرحب الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال صنعاء، وذلك بعد أن أعلنت «قبيلة احكم» انضمامها وتأييدها للثورة، غير أنه لم تتوافر أي معلومات بشأن سقوط قتلى وجرحى. وجاء قصف تلك المنطقة بالطيران الحربي في سياق العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة أرحب منذ بضعة أشهر، حيث تتهم السلطات مسلحين قبليين بمهاجمة المواقع العسكرية في المنطقة. وفي محافظة تعز، واصلت قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس صالح قصفها لعدد من أحياء مدينة تعز، وبحسب مصادر محلية، فقد قتلت امرأة ورضيعتها وأصيب زوجها جراء القذائف التي تساقطت على الأحياء السكنية.

وكان مسؤولون في الحكومة اليمنية قد ذكروا الأربعاء أن قصفا أسفر عن مقتل اثنين من اليمنيين في المنطقة القديمة من صنعاء التي تعتبرها منظمة التربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) التابعة للأمم المتحدة من مناطق التراث العالمي، في انتهاك لوقف إطلاق النار الذي وقعته الحكومة مع لواء منشق يساند المعارضة. وقال سكان إنهم سمعوا أصداء أعيرة نارية في أنحاء المدينة، وألقت المعارضة باللوم على قوات الأمن الموالية للرئيس علي عبد الله صالح، في حين اتهمت الحكومة قوات اللواء علي محسن المنشق عن الجيش الحكومي. وقال مصدر حكومي إن «مقاتلي علي محسن قصفوا المنطقة القديمة من صنعاء. سقطت إحدى القذائف على منزل مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة ثلاثة آخرين». ونجت المنطقة القديمة في صنعاء من الخسائر خلال الاشتباكات بين الحكومة وقوى المعارضة التي تطالب بإنهاء حكم صالح الذي استمر 33 عاما.

وفي وقت سابق، وقعت الحكومة اليمنية واللواء المنشق علي محسن اتفاقا لوقف إطلاق النار الثلاثاء في محاولة لإنهاء أسابيع من إراقة الدماء، لكن استمر سماع انفجارات وأصوات إطلاق نار متقطعة في شمال العاصمة. وقال مسؤول حكومي إن الاتفاق بين حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ومحسن توسطت فيه لجنة محلية يرأسها نائب الرئيس، لكن سكانا في حيي الحصبة وصوفان بصنعاء قالوا إنهم سمعوا دوي انفجارات بعد ذلك الموعد. وذكرت وسائل إعلام حكومية في وقت لاحق أن الهدنة متماسكة، وأن وسيطا عبر عن تفاؤله بشأن استمرارها.