افتتاح طريق قاري يربط السودان وإريتريا بدعم قطري.. وبحضور أمير قطر والرئيس الإريتري

الرئيس السوداني يعترف بأن بلاده قدمت السلاح للثوار الليبيين للإطاحة بالقذافي

TT

فتتح الرئيس السوداني عمر البشير بحضور الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر والرئيس الإريتري اسياس افورقي الطريق القاري بين مدينتي كسلا السودانية واللفة الإريترية بطول 26 كيلومترا، بتمويل من دولة قطر بقيمة 9 ملايين دولار في إطار دعم الدوحة لمشروعات شرق السودان، في وقت اعترف البشير لأول مرة بتقديم بلاده السلاح للثوار في ليبيا للإطاحة بحكم العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، كاشفا عن أن السلاح الذي دخل به الثوار الليبيون إلى العاصمة طرابلس كان سودانيا مائة في المائة، مبررا خطواته ردا على القذافي، باعتبار أنه قدم السلاح والذخائر والأموال لحركات التمرد في جنوب وغرب السودان، ومنها دعم دخول حركة العدل والمساواة العاصمة الخرطوم في العاشر من مايو (أيار) 2008.

وقال البشير في كلمة له بثها التلفزيون الرسمي من مدينة كسلا شرق البلاد خلال حفل افتتاح طريق يربط بين السودان وإريتريا بتمويل قطري وبحضور الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر والرئيس الإريتري اسياس افورقي إن ليبيا خلال فترة حكم الراحل معمر القذافي قد لعبت دورا في زعزعة استقرار السودان. وأضاف أن ليبيا وفرت السلاح لحركة التمرد في جنوب السودان خلال الحرب الأهلية. وتابع: «كما أن ليبيا وفرت الدعم والسلاح والذخائر لحركات دارفور التي تمكنت من دخول الخرطوم». وقال: «نحن رددنا الزيارة في ليبيا بالسلاح والذخائر التي أوصلناها للثوار في الكفرة». وأضاف: «الأسلحة التي دخل بها الثوار العاصمة طرابلس كانت سودانية مائة في المائة وتمكنا من رد الصاع صاعين».

وترددت الهتافات ضد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي تمكن من إصدار مذكرة توقيف بحق البشير من المحكمة الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وضد الإنسانية في دارفور. وقال البشير إن أول دولة استقبلته كانت إريتريا بعد صدور قرار اوكامبو بالقبض عليه وإنها كسرت قرارات اوكامبو. وأضاف: «اوكامبو قال إن أسمرة دولة قريبة وتحدى أن أذهب إلى دولة أبعد وسافرت إلى الدوحة للمشاركة في القمة العربية». وقال إن كثيرين قالوا إن هناك خطورة في السفر إلى الدوحة وإن الأميركان لديهم وجود في قطر. وتابع: «قلت طالما أنها دعوة من الشيخ حمد وفي وجوده لن يمس أحد شعرة من رأسي»، مشيرا إلى دور قطر في تحسين وعودة العلاقات بين أسمرة والخرطوم. وقال إن دولا عديدة حاولت أن تفشل تحقيق السلام في دارفور من على منبر الدوحة، ولكنها تحملت كل ذلك وبصبر إلى أن تحقق السلام في وثيقة الدوحة التي تم الاعتراف بها إقليميا ودوليا. وأضاف أن قطر دعمت سلام الشرق كما رعت سلام دارفور وتبرعت بملياري دولار.

وامتدح البشير الرئيس الإريتري اسياس افورقي، وقال إنه قبل أن يصبح رئيسا لبلاده كان يعيش في مدينة كسلا إبان فترة الثورة الإريترية. وأضاف أن البلدين قررا إنهاء الحدود الوهمية التي صنعها الاستعمار لتصبح حركة التجارة والمواطنين عادية ودون حواجز. وأوضح أن الطريق الذي يتم افتتاحه هدية من دولة قطر للشعبين السوداني والإريتري، هو الطريق الأول، وأن هناك طرقا أخرى ضمن عدد من المشاريع. وتابع: «المشاكل الأمنية بين البلدين انتهت وإلى الأبد والدور الآن لتبادل المنافع وتحقيق التنمية وفتح أكبر منطقة حرة في الحدود بين السودان وإريتريا».

من جانبه قال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر في كلمة مقتضبة أمام الاحتفال إن العلاقات بين السودان وإريتريا تمضي للأمام في التعاون بينهما في زمن أصبحت الأمم تتقارب لا تتباعد. وأضاف أن الطريق الذي يتم افتتاحه يضع صفحة جديدة لعلاقات أخوية بين شعبين تجمعهما الجغرافيا ولا يفرق بينهما التاريخ، مشيرا إلى أن إريتريا كانت قد شهدت الهجرة الأولى لأصحاب الرسول (ص) وأنها كانت معبرا للأفارقة إلى المنطقة العربية وبالعكس، متعهدا بأن تبذل بلاده الجهد في دعم البلدين لترسيخ التعاون بينهما.

وكانت العلاقات السودانية - الإريترية قد شهدت توترات منذ منتصف التسعينات عندما احتضن البلدان معارضة الآخر، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، واستمرت الحروب على الحدود بين المعارضة السودانية ضد الخرطوم من ناحية، والمعارضة الإريترية ضد أسمرة في الجهة الأخرى، إلى أن تم توقيع اتفاقية الشرق عام 2006 الذي أنهى سنوات من الحروب على حدود البلدين.