تحذيرات من هدم جسر باب المغاربة.. واتهامات لإسرائيل بالعبث بالتراث والتاريخ

بعد إعلان المجلس البلدي اليهودي للقدس نيته إعادة بنائه خلال 30 يوما

TT

رام الله: كفاح زبونثار إعلان المجلس البلدي اليهودي للقدس المحتلة نيته هدم جسر باب المغاربة في غضون 30 يوما، ومن ثم إعادة بنائه من جديد، ردود فعل كبيرة في أوساط الفلسطينيين، الذين وصفوا ذلك بأنه هدم جزء من المسجد الأقصى، وحذروا من تداعياته.

وكان مهندس بلدية القدس، شلومو أشكول، قد كشف عن نية هدم الجسر وإعادة بنائه في رسالة بعث بها إلى «الصندوق الخاص بتراث حائط المبكى (البراق)»، بصفته «راعي المكان»، وأبلغه بأنه بموجب القانون ينبغي أن يتم هدم هذا الجسر المؤقت ومن ثم إعادة بنائه من مواد غير قابلة للاشتعال وفقا للمعايير والمقاييس والمواصفات التي يحددها مهندسون.

ويتحدث الإسرائيليون عن جسر مؤقت بني من الخشب، في 2007، على خلفية انهيار الجسر القديم الدائم الذي كان في المكان.

وفي ذلك العام هبت مظاهرات واسعة وتفجرت مواجهات أوسع بين الفلسطينيين والإسرائيليين على خلفية إعادة بناء الجسر، وتحت ضغوط دولية وعربية، قررت إسرائيل وقف العمل في الجسر الذي يقع على تلة تابعة للوقف الإسلامي.

وفي مارس (آذار) الماضي، أكد مسؤول في بلدية القدس أنه سيتقرر، قريبا وبشكل قاطع، موضوع بناء جسر باب المغاربة، وأخيرا تقرر بناؤه خلال أقل من شهر.

وحذر عبد العظيم سلهب، رئيس مجلس الأوقاف في القدس، من تداعيات الخطوة الإسرائيلية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الموقف خطير، ونحن نحملهم مسؤولية الاعتداء على واحد من أقدس مقدسات المسلمين». وأضاف: «هدم جسر باب المغاربة، هو هدم لجزء من الأقصى.. التلة والجسر والباب جزء من الأقصى». وأوضح أن الجهة الوحيدة المخولة بترميم جسر باب المغاربة، هي الأوقاف. وقال: «موقفنا واضح، نحن الجهة الوحيدة المخولة بترميم باب المغاربة».

واعتبر سلهب أن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى تخريب تراث وحضارة المسلمين في القدس، من خلال «العبث» المستمر أسفل الأقصى وفي محيطه. وأضاف: «هدم جسر باب المغاربة جزء من ذلك، إنه عبث بالتراث والتاريخ.. إسرائيل تريد أن تعبث بالمدينة وتاريخها».

وطلب سلهب تدخلا مباشرا من منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة والمعنية بالتراث، بعد وضعها القدس على قائمة التراث العالمي قبل نحو 30 عاما بطلب أردني، وتعترف إسرائيل بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في المدينة.

ويرى الفلسطينيون أن إعادة بناء جسر المغاربة له أهداف أخرى غير معلنة، ومن بينها تسهيل اقتحام الأقصى في أي وقت، وقال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، محمد حسين، أمس: «هذا العدوان يهدف إلى السيطرة على مداخل المسجد الأقصى المبارك، وبالتالي السماح لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى المبارك في الوقت الذي يشاءون دون حسيب ولا رقيب، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تمس أمن المسجد الأقصى والمصلين المسلمين». وحمل حسين السلطات الإسرائيلية مسؤولية تخريب جسر باب المغاربة، من خلال «الحفريات المستمرة التي تتم أسفلها»، محذرا من المس «بالتلة التي تحوي الكثير من الآثار الإسلامية التاريخية».

من جهتها دعت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في القدس، العالمين الإسلامي والعربي إلى التحرك العاجل لإنقاذ المسجد الأقصى من مخططات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت المؤسسة: «إن الإخطار الصادر عن أذرع الاحتلال بهدم طريق باب المغاربة، معناه بكل وضوح الإصرار على هدم طريق باب المغاربة، أي هدم جزء من المسجد الأقصى ومن الوقف الإسلامي التابع للمسجد، وليس كما يمكن أن يفهم أن المعنى هدم جسر خشبي مؤقت فحسب».

وأضافت: «تنفيذ هذا الهدم هو حلقة من حلقات استهداف المسجد الأقصى، ومحاولة السيطرة على أسفل المسجد، بفتح الأنفاق والكنس اليهودية، كما هو جزء من تنفيذ مخطط شامل لتهويد منطقة حائط البراق، بالإضافة إلى أن مثل هذا الهدم والحفر قد يؤدي إلى أضرار وتشققات وتصدعات في بناء المسجد الأقصى، خاصة في الجدار الغربي، كما حدث في سنين سابقة».

وانضمت أصوات إسرائيلية للفلسطينية، فقد حذرت حركة «السلام الآن» من تداعيات هدم جسر باب المغاربة، وقالت إن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة.

واتهمت الحركة، في بيان لها، رئيس بلدية القدس، نير بركات، باللعب بالنار والقيام بأعمال استفزازية في منطقة حساسة، من شأنها أن تؤدي إلى نشوء أزمة سياسية ودينية خطيرة.

ورد المتحدث باسم بركات مدعيا أن الجسر المؤقت قائم منذ فترة طويلة، ويعرض حياة ملايين الزوار للخطر.

وقال ستيفن ميلر في بيان: «إن اهتمام رئيس البلدية يكمن، في المقام الأول، في سلامة سكان وزوار القدس.. السياسة لا تلعب دورا في القرارات المتعلقة بالسلامة والأمن».