استقطاب كبير بين فتح وحماس بشأن الانتخابات

البردويل يتهم السلطة بعدم الجدية في قضية المصالحة

TT

تواصل السجال في الساحة الفلسطينية بشأن الموقف من دعوة قيادات في حركة فتح لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية قبل تنفيذ بقية استحقاقات المصالحة الوطنية. فقد اعتبر صلاح البردويل القيادي البارز في حركة حماس أن تشديد فتح على إجراء الانتخابات وتجاهل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة يدل على عدم جدية الحركة في التوصل لمصالحة وطنية حقيقية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال البردويل إن فتح تدرك أنه لو أجريت انتخابات في الوقت الحالي لاكتسحتها حركة حماس في ظل حالة الالتفاف الشعبي غير المسبوقة التي تحظى بها الحركة حاليا عقب صفقة تبادل الأسرى «المشرفة»، وفي ظل إدراك الفلسطينيين فشل البرنامج الذي يدعو إليه الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

وأكد البردويل أن حماس، كما هو الحال بالنسبة لبقية الفصائل الفلسطينية تصر على تطبيق بنود اتفاق المصالحة كرزمة واحدة، مشددا على رفض الانتقائية في تطبيق بنود المصالحة. وأوضح البردويل أن اتفاق المصالحة تضمن خمسة ملفات أساسية، وهي: تشكيل الحكومة الانتقالية وإجراء الانتخابات وإعادة صياغة منظمة التحرير وإعادة بناء المؤسسة الأمنية وإتمام المصالحة المجتمعية.

وتساءل البردويل: «كيف يمكن إجراء الانتخابات في حال عدم إنجاز ملف المصالحة المجتمعية، وكيف يمكن حسم البرنامج السياسي لقيادة الشعب الفلسطيني في حال لم تتم إعادة تشكيل منظمة التحرير على أسس تعكس التمثيل الحقيقي للشعب الفلسطيني». وأوضح أن إجراء الانتخابات يجب أن يسبقه تشكيل حكومة انتقالية تشرف على إجرائها وتضمن نزاهتها، علاوة على أن مثل هذه الحكومة ستكون مطالبة بالإشراف على مشاريع إعادة الإعمار في غزة. وشدد على الأهمية الكبيرة للانتهاء من إعادة بناء المؤسسة الأمنية، لا سيما في ما يتعلق بالاتفاق على الأسس الناظمة للعقيدة الأمنية لهذه الأجهزة.

وأشار البردويل إلى عدم وجود جاهزية مؤسساتية لإجراء الانتخابات حتى لو تم التوافق على إجرائها، لافتا إلى ضرورة تشكيل محكمة الانتخابات بشكل يضمن نزاهة الانتخابات. واعتبر البردويل أن المشكلة تكمن في أن أبو مازن ما زال متعلقا بمشروع التسوية، وبالإرادة الأميركية، مشيرا إلى أن هذه الإدارة تفرض «فيتو» على المصالحة، مما يجعل إمكانية تحقيقها في الوقت الحالي أمرا متعذرا.

من ناحيته قال جمال محيسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن حركته مستعدة لخوض الانتخابات التشريعية والرئاسية إذا ما تم التوافق عليها في إطار إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية. وأضاف: «إذا ما تم التوافق على إجراء الانتخابات فإن الجهود ستكثف وسنخوض الانتخابات الرئاسية والتشريعية لإثبات الحياة الديمقراطية».

وأوضح محيسن أن فتح ستخوض الانتخابات بشكل موحد، وخاصة بعد الاستفادة من التجارب السابقة، وظهور قيادات المستقبل، مشيرا إلى أن عدم الالتزام ووجود أعداد كبيرة في الانتخابات السابقة هي التي أدت إلى عدم نجاح الحركة. وتوقع محيسن أن «سلبيات حكم حماس في غزة بعد السيطرة عليها ستؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات المقبلة»، مشددا على أن حركته ستكثف جهودها لخوض هذه الانتخابات. وأوضح محيسن أن حركة فتح تعمل في الوقت الحالي على إعادة ترتيب أوضاع قطاع غزة، مشيرا إلى أن اللجنة التي شكلتها الحركة للإشراف على أوضاع فتح في القطاع، التي يشارك في عضويتها كل من زكريا الأغا ونبيل شعث، تعمل على ترتيب أوضاع الحركة في غزة. ونوه بأن الحركة تقوم بتحركات حثيثة لترتيب الأقاليم لإجراء انتخابات محلية فيها، إذا ما سمحت الظروف بذلك، وإن لم تسمح سيتم التكليف. واعتبر محيسن منع حكومة حماس أعضاء في المجلس الثوري لفتح من الوصول للضفة الغربية للمشاركة في اجتماع للمجلس، مؤشرا سلبيا على عدم رغبة حماس في إتمام المصالحة.