الجيش السوري يزرع ألغاما بمحاذاة الحدود اللبنانية الشمالية

مصادر ميدانية لـ «الشرق الأوسط»: هدفها منع فرار جنوده باتجاه لبنان * مخاوف على حياة النازحين

TT

أكد مسؤول لبناني أن الجيش السوري يقوم بزرع ألغام في منطقة محاذية للحدود مع منطقة وادي خالد شمال لبنان، فيما كشفت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «هذا التطور يأتي بعد عمليات فرار عناصر من الجيش باتجاه لبنان».

وقال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية، التي حجبت اسمه، إن «الجيش السوري بدأ منذ ساعات الصباح بوضع ألغام داخل الأراضي السورية عند الساتر الترابي الفاصل بين بلدتي البويت وهيت (في محافظة حمص) من الجهة السورية وبلدتي الكنيسة وحنيدر (في منطقة وادي خالد) من الجهة اللبنانية». وأضاف «راجعنا بعض الجهات المعنية في لبنان وقالوا لنا إن السوريين يقومون بهذه الإجراءات لمنع تهريب السلاح». ووقعت خلال الأسابيع الأخيرة حوادث إطلاق نار عدة من الأراضي السورية وعمليات توغل طالت أراضي لبنانية حدودية في الشمال. وتقول السلطات السورية إنها تتصدى لعمليات تهريب أسلحة عبر الحدود. لكن مصادر ميدانية كشفت لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذا التطور في عمل الجيش السوري على الحدود يأتي بعد عمليات فرار عناصر من الجيش باتجاه لبنان». وأكدت هذه المصادر نقلا عن نازحين سوريين أن «أعدادا لا بأس بها من الجنود تركوا سلاحهم وفروا إلى الأراضي اللبنانية بعد رفضهم الانخراط في عمليات إطلاق النار والقصف على المحتجين في مدينة حمص التي تشهد عمليات عسكرية يوميا»، مشيرة إلى أن «الجيش السوري لجأ إلى هذه الوسيلة (الألغام) للحد من عمليات فرار وتسلل جنوده إلى الأراضي اللبنانية، إن لم يكن ثمة إمكانية لمنعها بشكل كامل».

ولجأ منذ منتصف مارس (آذار) تاريخ بدء الانتفاضة الشعبية السورية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد نحو 5 آلاف شخص إلى لبنان، بينهم معارضون وجنود منشقون عبر معابر ترابية غير نظامية أو مسالك جبلية وعرة.

ويقول عضو كتلة المستقبل النائب معين المرعبي تعليقا على عملية زرع الألغام «إن ما يعنينا أن تكون هذه الألغام داخل الأراضي السورية وليس في الأراضي اللبنانية، على الرغم من العلاقات الاجتماعية المتداخلة بين العائلات في البلدين». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخطر الوحيد الذي ينتج عن هذه الألغام هو إعاقة وصول النازحين السوريين الفارين من الموت إلى مكان آمن، وإعاقة وصول الجرحى والمصابين من سوريا إلى لبنان لتلقي العلاج، وربما هذا النظام (السوري) يرغب في زيادة عدد ضحايا قمعه، سيما أنه يستعمل أسلحة وذخائر خطيرة، والمثال على ذلك وصول طفل في السنة الرابعة من عمره مصابا بطلق ناري حارق في ساقه، والحروق تمتد على أكثر من 5 سنتيمترات حول موقع الرصاصة التي أصابته».

ورأى أنه «ليس غريبا علن هذا النظام الذي لا يفهم إلا بالألغام وبمنطق الرصاص والدبابات، وقتل الأطفال والشيوخ والنساء اللجوء إلى هذا الأسلوب». وجدد المرعبي مناشدته الأمم المتحدة «العمل على ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، وإرسال قوات دولية لضمان حماية المناطق الحدودية مع سوريا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا».

ومع ذلك فقد تم خلال الأسابيع الماضية توقيف عدد من اللبنانيين والسوريين في مناطق مختلفة من لبنان بتهمة تهريب سلاح إلى سوريا. ويجمع خبراء على ازدهار حركة تهريب السلاح الخفيف إلى الداخل السوري من دول حدودية بينها لبنان، مشيرين إلى أنها تتم «بمبادرات فردية» وليس برعاية سياسية أو إقليمية وتبتغي الربح قبل كل شيء.