رئيسة «رابطة الناخبات»: المرأة التونسية تتمنى أن لا تمس «النهضة» مكاسبها الأساسية

محامية: إذا تم التعرض لمجلة «الأحوال الشخصية» فستحدث معارضة شديدة حتى من قبل الرجل في تونس

نزيهة رجيبة
TT

كشفت بسمة السوداني، رئيسة رابطة الناخبات التونسيات، عن أملها في ألا تطغى أجندة حركة النهضة التي تنتمي لها 20 امرأة فائزة في المجلس على المكاسب الأساسية للمرأة التونسية.

واعتبرت بسمة السوداني في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أن عدم نجاح حقوقيات تونسيات لهن نشاط معروف في مجال الدفاع عن حقوق المرأة، اللواتي ترشحن على رؤوس قائمات في الانتخابات الماضية, أمرا مقلقا بالنسبة للجمعيات الناشطة منذ عقود في مجالات حقوق الإنسان.

وأضافت أن ذلك قد يكون أيضا مؤشرا سلبيا على إمكانية تهميش حقوق المرأة، وقالت إن هذا الأمر سيمثل لاحقا أحد أهم مشاغل المرأة التي تنشط خارج دائرة المجلس التأسيسي.

وأضافت رئيسة رابطة الناخبات التونسيات أن عددا كبيرا من النساء المنتمين لحركة النهضة قد نجحن في انتخابات المجلس, وتساءلت إن كان عددهن يعكس مدى التزامهن بالدفاع عن حقوق المرأة، وهل تلقين تدريبات ودورات تكوينية وعلى دراية بحقوق المرأة وبالاتفاقيات الدولية في مجالات حقوق الإنسان.

ومن ناحيتها، أشارت نزيهة رجيبة، الناشطة السياسية، إلى التهويل المقصود من قبل بعض التيارات السياسية من الحركات الإسلامية، واعتبرت المسألة تاريخية، ومرتبطة بعهود الاستعمار. وأضافت في تصريح خاص بـ«الشرق الأوسط» أن التخوفات مردها صراع آيديولوجي بالأساس، وأن حركة النهضة التي تنوي حكم البلاد ليست لها النية للتراجع عن حقوق المرأة التونسية، وهي من الذكاء بحيث لن تلجا إلى هذا الخيار. ورأت أن الشارع التونسي بقوته وسلطته المضادة يمكنه في أي لحظة أن يقلب الطاولة ويعيد كل المسائل إلى المربع الأول، وهذا ليس من صالح حركة النهضة التي تخطو خطواتها الأولى في عالم إدارة البلاد.

وفي نفس السياق، قالت ليلى حداد لـ«الشرق الأوسط»، المحامية بتونس، أن فوز «النهضة» كان متوقعا، وأضافت: لا أتوقع أن تمس مكاسبي، و«النهضة» في الحالة الراهنة في مرحلة انتخابات مجلس تأسيسي ودستور تونس يؤمن بالهوية العربية الإسلامية، وهذا ما نريده.

كما بينت حداد أن «النهضة» في خطابها الظاهري لا تتعارض مع مكاسب المرأة, وقالت: «إذا ما تم التعرض لمجلة الأحوال الشخصية، فستكون معارضة شديدة من قبل حتى الرجل في تونس، لأن المكاسب التي حققتها المرأة أسهمت في تطور وتقدم البلاد، وأخذت الكثير من المناصب والامتيازات والمرأة التونسية معروفة, ولا أتصور أن (النهضة) قادرة على مس هذه المكاسب بشكل أو بآخر».

وأوضحت المحامية أن أهم شيء بالنسبة لها هو الحريات الشخصية من لباس وغيره، وأضافت: «تقلدت المرأة في تونس الكثير من المناصب التي تعتبر في مفهومها الديني، مثل القضاء، محرمة على المرأة في دول إسلامية أخرى، لكن في تونس لا عودة إلى الوراء».

وأضافت حداد: «أنا أؤمن بأنها أول انتخابات ديمقراطية والشعب التونسي واع باختياره، فإن كان اختياره أغلبية لـ(النهضة)، فهو اختيار أفرزه الصندوق، وعلى الجميع قبول هذه النتائج، وعلى الأحزاب المرتبطة بالتقدميين قراءة نقدية لعملهم، لمعرفة الخلل الذي جعلهم لا يفوزون».

وحول إمكانية تأثير الرجال على النساء أو الضغط عليهن من أجل التصويت لـ«النهضة»، قالت حداد إنه «وارد أن يكون الرجال أثروا على المرأة للتصويت لـ(النهضة) في بعض المناطق التي يكون فيها وعي المرأة أقل على اعتبار أنها لا تفهم الأحزاب، فربط (النهضة) بالإسلام وبقية الأحزاب بأنها ضد الإسلام قد يكون جعل حظوظها أكبر».

وتحدثت حداد أيضا عن أن التجربة الديمقراطية أفرزت نجاحا في تونس، وقالت: «وأنا سعيدة وفخورة بهذا الإنجاز؛ لا يهمني من فاز بقدر ما يهمني تحقق الديمقراطية».

وفي نفس السياق، قالت فريدة الدهماني، صحافية بمجلة «جون أفريك» الفرنسية لـ«الشرق الأوسط», إنها متقبلة بإيجابية للنتيجة. وأضافت: «لأننا نبحث عن تحقيق معنى الديمقراطية, والكثير لديهن تخوفات؛ الفتيات خائفات من عدم تمكنهن من العمل ومن أن لا يمكنهن الخروج».

وأضافت الدهماني: ليست النهضة التي فرضت نفسها على الشعب لكن الشعب هو الذي فرض الاختيار, وقالت: «منذ سنوات والشعب عاد لقيم دينية وحضارة. لأن بن علي لم يترك أي فضاء للتعبير، ولم يبق للشعب إلا القنوات الإعلامية الدينية التي لعبت دورها».

وقالت الدهماني إنه، ومنذ نحو 10 سنوات، بدأت المرأة في الشارع التونسي الرجوع لتغطية الرأس.

وحول مدى تقبلها لـ«النهضة» قالت: «أنا قابلت أناسا من (النهضة) ورأيت أنه لا مشكلة في التعامل والتحدث إليهم، والسؤال الآن في تونس هو هل ستلتزم بوعودها في الديمقراطية وحرية المرأة والإنسان أو ستخرج مشروعا آخر».

وأضافت: «لاحظت أن راشد الغنوشي وقياديي (النهضة) يتحدثون عن بناتهم، ورأيت بنات الغنوشي يستقبلن الصحافيين الأجانب. وهذا إيجابي, لكن على الركح المجلس التأسيسي سنرى حقيقة الموقف».