وصول أول دفعة من الجرحى الليبيين إلى المغرب وتوقع وصول دفعات أخرى خلال يومين

ملك المغرب وجه بتنظيم رحلات جوية لنقلهم وعلاجهم

TT

وصلت أمس أول دفعة من الجرحى الليبيين إلى المغرب، وبتزامن مع ذلك أعلن دبلوماسي ليبي يوجد في المغرب حاليا أن بلاده ستشارك بنشاط وجدية في منظمات إقليمية، منها منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات المتفرعة عنها. وكانت طائرة مغربية عسكرية نقلت أمس من مطار بنغازي 58 جريحا ليبيّا أصيبوا خلال المواجهات المسلحة بين الثوار وكتائب العقيد معمر القذافي وقالت وكالة الأنباء المغربية إن الجرحى الليبيين سيتلقون العلاج في عدة مستشفيات مغربية، بيد أنها لم تحدد هذه المستشفيات. وكانت طائرة مغربية، هي الأولى ضمن جسر جوي يقام الآن بمبادرة من العاهل المغربي الملك محمد السادس، وصلت أول من أمس إلى بنغازي وعلى متنها طاقم طبي يضم أطباء جراحين وممرضين. وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إنه يتوقع أن تقوم طائرات مغربية بعدة رحلات لنقل جرحى من المستشفيات الليبية.

وزار الوفد الطبي المغربي كلا من المستشفى المركزي ومستشفى الجلاء ومستشفى الهواري ببنغازي، تم خلالها الوقوف عن كثب على أحوال الجرحى الليبيين. كما تم رفقة مسؤولين عن وزارة الصحة الليبية، وأعضاء اللجنة الوطنية لنقل الجرحى، وممثلي القنصلية المغربية ببنغازي، تحديد الحالات المستعجلة التي يتم نقلها إلى المغرب لتلقي العلاج. كما تم خلال هذه الزيارات حصر التدابير الطبية اللازمة بما يكفل نقل المصابين في أفضل الظروف. وزار أمس الوفد الطبي المغربي طرابلس من أجل معاينة وتحديد الحالات الأخرى التي سيتم نقلها في رحلة ثانية إلى المغرب، على أن ينتقل اليوم إلى مدينة مصراتة في إطار المهمة نفسها. ويذكر أن المغرب كان من الدول التي عبرت بشكل صريح عن دعمها ومساندتها للثورة الليبية منذ الأسبوع الأول لتشكيل المجلس الوطني الانتقالي، حيث أكد اعترافه بالمجلس الوطني كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وسبق للمغرب أن أرسل مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين على الحدود الليبية - التونسية، شملت إقامة مستشفى ميداني مجهز تجهيزا حديثا، كما قدم مساعدات إنسانية عن طريق عدة منظمات دولية متخصصة.

وفي موضوع منفصل، حضرت ليبيا الدورة الـ28 للمركز الإسلامي لتنمية التجارة الذي أنهى أشغاله أمس في الدار البيضاء، وحضر الاجتماع السفير يوسف عمر صخر، مدير إدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الخارجية الليبية، الذي قال إنه شكل أول اجتماع تحضره ليبيا في ظل نظامها الجديد، خارج أراضيها تحت لواء منظمة التعاون الإسلامي، وقال صخر «الحكم السابق في ليبيا لم يكن يعير أي اهتمام للعمل الإسلامي ولمنظمة التعاون الإسلامي، إذ لم تكن لبلادي أي مشاركات فعالة من قبل في المنظمة الإسلامية، أو من قبل وفودها التي كانت مقيدة بخدمة نظام وشخص وليس لخدمة ليبيا، ولم تحتضن منذ 20 سنة أي مؤتمرات أو اجتماعات لوزراء الخارجية أو للقادة، حيث لم يكن معمر القذافي مقتنعا بعمل منظمة التعاون الإسلامي». وأضاف المسؤول الليبي قائلا أمام الاجتماع «ليبيا عاقدة العزم من الآن في ظل عهدها الجديد على فتح صفحة جديدة مع منظمة التعاون الإسلامي والأجهزة التابعة لها، ومنها المركز الإسلامي لتنمية التجارة، إيمانا منها بضرورة تنمية وتطوير العمل الإسلامي المشترك والنهوض به للوصول إلى مسار المنظمات الدولية الكبرى».