شعبية نتنياهو تزداد في إسرائيل.. وعزلته تتعاظم في العالم

فرص تولي ليفني رئاسة الحكومة تتساوى مع ليبرمان

TT

رغم العزلة الدولية التي يعانيها بسبب سياسته الرفضية واهتزاز الثقة به حتى لدى أصدقائه في الغرب، يحظى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بارتفاع ملحوظ في شعبيته. ودل استطلاع رأي نشر الليلة قبل الماضية في إسرائيل على أنه في حال إجراء الانتخابات العامة اليوم، سيحظى بزيادة أصوات تصل إلى 40 في المائة، وأنه يتفوق بفارق كبير على جميع المرشحين لرئاسة الحكومة.

وقد بين استطلاع رأي بثته «القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية»، وهي تجارية مستقلة، أن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس أدت إلى تعزيز قوة حزب الليكود برئاسة نتنياهو، بشكل ملموس على حساب حزب كديما المعارض برئاسة تسيبي ليفني، كما أدى إلى رفع نسبة التأييد لنتنياهو شخصيا كرئيس للحكومة. وبحسب الاستطلاع فإن الليكود سيحصل على 37 عضوا في الكنيست، أي بزيادة عشرة مقاعد عما لديه الكنيست الحالي، مقابل 17 عضوا فقط لحزب كديما (له اليوم 28 مقعدا)، وسيحتل حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش المرتبة الثانية بـ22 نائبا.

وحسب الاستطلاع فإن حزب إسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان سيحافظ على مرتبه الرابعة بالحصول على نفس عدد مقاعده الحالية وقدرها 15 مقعدا، بينما ستتآكل شعبية حزب شاس لليهود الشرقيين من 11 إلى 7 نواب.

وتشير نتائج الاستطلاع إلى أن 41 في المائة من الإسرائيليين يرون في نتنياهو أفضل المرشحين الحاليين لرئاسة الحكومة، مقابل 15 في المائة ليحيموفيتش، في حين حصلت ليفني على فقط نسبة 9 في المائة فقط، وهي النسبة نفسها التي حصل عليها وزير الخارجية المتطرف، أفيغدور ليبرمان. وقال 26 في المائة من المستطلعين إنهم لم يقرروا بعد موقفهم.

ولكن هذه الشعبية، وبقدر ما تريح نتنياهو ورفاقه، فإن زيادة عزلته الدولية تزعجهم وتزعج أوساطا واسعة في الساحة السياسية والإعلامية في إسرائيل. فقد أصبح «سرا مكشوفا» لدى الرؤساء والمسؤولين في الغرب، وهناك من بينهم من يصفه بـ«الكاذب» وآخرون بـ«المخادع» وبعض بـ«القائد المنفوخ الذي يطلق شعارات ويستخدم أساليب التضليل» و«لا يمكن الوثوق به» و«العاجز عن اتخاذ قرارات» و«الجحود» وغير ذلك.

ويرصد الكثير من الإسرائيليين ما يتسرب من تصريحات عن نتنياهو في محيط الرئيس الأميركي، باراك أوباما، فيقولون إنه يمارس ضغوطا على الرئيس من داخل الساحة السياسية الأميركية (الكونغرس واللوبي اليهودي) بشكل لم يسبق أن استخدمه رؤساء حكومات سابقون في إسرائيل بهذا المقدار وهذه الفظاظة.

وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تساند إسرائيل وتعتبر من أقرب أصدقائها، لم تعد تطيق سماع اسمه. وأنها قررت إلغاء الصفقة التي تزود فيها ألمانيا إسرائيل بغواصة نووية سادسة من طراز «دولفين»، تدفع هي ثلث سعرها.

وكتب المحلل السياسي، حايم برعام، أن الكثير من مراكز الأبحاث العاملة في الحكومات الغربية أجرت أبحاثا معمقة حول شخصية نتنياهو وغالبيتها مقتنعة اليوم بأنه ليس سياسيا محنكا وليس قائدا قويا يستطيع تمرير اتفاقية سلام، إنما هو قائد يميني متعصب.. لا يؤمن بالسلام ولا يريد أن يدفع ثمنه. ويضيف: «الرجل ينهل مبادئه من مصدرين اثنين أساسيين، أحدهما إسرائيلي والثاني أميركي. الإسرائيلي هو من الجناح المتطرف بشكل أعمى في التيار الإصلاحي اليميني للحركة الصهيونية، الذي قاده إسحاق شامير رئيس الوزراء الأسبق، ويرفض إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل في الجهة الغربية من نهر الأردن، ويرى في إسرائيل دولة مترامية الأطراف من النهر إلى البحر. والأميركي هو من التيار اليميني المحافظ، الذي يؤمن بالاستعلاء والغطرسة على القسم الجنوبي من الكرة الأرضية، ويرى أن الوسيلة الوحيدة الممكنة لتغيير مواقف شعوب العالم الثالث وحكوماتها هي القوة». ويرى الكاتب روعي راز، وهو صاحب موقع إلكتروني يدعى جريدة «راز المستقلة»، أن العالم الغربي بات على قناعة بأن نتنياهو ليس فردا في عائلة الغرب وأنه بسياسته ضيقة الأفق يضرب مصالح الغرب بشكل صريح ووقح.