المدير العام لمؤسسة الأمير سلطان الخيرية: «سلطان الخير» ارتقى بالعمل الإنساني والخيري إلى المؤسساتي

ماجد القصبي أكد أن «رجل الإنسانية» كان يدعم التميز تحت أي عنوان

TT

وصف الدكتور ماجد القصبي المدير العام لمؤسسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية بالعاصمة السعودية الرياض، الأمير سلطان بن عبد العزيز، رحمه الله، بالرجل الفريد وصاحب الكاريزما الخاصة، لما لديه من الخبرات التراكمية بما يكفي لإجادة القيادة والريادة في أي عمل أو مشروع، سواء على المستوى الإداري أو الاجتماعي أو الخيري.

وأشار إلى أن الأمير سلطان اكتسب تلك المهارات من خلال تلقيه الخبرات في ست مدارس كبيرة؛ ألا وهي مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز، رحمه الله، ومدارس أبنائه الملوك من بعده ابتداء من الملك سعود، ثم الملك فيصل، مرورا بالملك خالد، فالملك فهد، رحمهم الله جميعا، وأخيرا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، وكانت تلك هي المدارس التي صقلته، وأصبح في ما بعد بارعا في المهام كافة التي أوكلت إليه ومنها تطوير الناحية الحقوقية في أمانة الرياض والتنمية الزراعية والإدارية.

وأضاف في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»: «الأمير سلطان اقترن اسمه بـ(أمير الرحمة) و(أمير المبادرات) و(صاحب الابتسامة العظيمة)، التي كتب عنها أنها كانت سببا في صنع الدبلوماسية الحكيمة؛ حيث أنجز من خلالها كثيرا من المنجزات والنجاحات على المستوى المحلي والدولي والإنساني والحضاري والخيري والتعليمي والبحثي»، مشيرا إلى أنه كان يدعم التميز تحت أي عنوان.

وأوضح المدير العام للمؤسسة أن الأمير سلطان صنع الكثير من القصص المهمة في حياة الناس، فأسس مؤسسة سلطان الخيرية ومركز سلطان للعلوم والتقنية (سايتك) بالشرقية، حيث وطن ومهد فيه للتعليم عن طريق الترفيه للأطفال مع استخدام التقنية الحديثة، مشيرا إلى أن الأمير سلطان وجهه يوم افتتاح هذا المركز بإهدائه لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وذلك لضمان الاستمرارية في مسألة التطوير المضطرد مع الأيام كجهة غير ربحية.

وأشار إلى أنه كان «أبو الأيتام والأرامل»، حيث كان يدعم أي مشروع حيوي وإنساني، وجزم بأن الأمير سلطان كان دوما يستمع لمحدثه أيا كان؛ صغيرا أو كبيرا، دون اعتبارات متعلقة بأهمية الشخص، وكان يحترم الصغير قبل الكبير ويستمع للرأي والرأي الآخر، وكان يطلب التصور الذي يدعم كل رأي على حدة، اعتمادا على التقييم الحقيقي لأبعاد الرأي المطروح وموضوعيته دون النظر إلى أهمية صاحب الرأي.

وأكد أن المتحدث بين يديه يشعر بالراحة والأنس والطمأنينة ونزع الحاجز النفسي، لأنه لا يحب صناعة الحواجز، ويميل دائما للرأي الذي كان محل إجماع دون أن يتمسك برأيه أو ينفرد برأيه، وأن لو رأى حاجة لتعديله من قبل أي شخص يضيف إليه، لا يمانع من ذلك.

من ناحية أخرى، أوضح القصبي أن انطلاقة مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية قبل 15 عاما كانت إضافة حقيقة للعمل الخيري في السعودية وخروجه من دائرة المبادرات المحدود والفردية إلى فضاء العمل المؤسسي الممنهج الهادف إلى تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع وتغيير واقع الناس إلى الأفضل؛ بمعنى مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم.

وأضاف: «خلال السنوات الماضية شهد أداء المؤسسة قفزات ملموسة في مسعى لتلبية تطلعات الرئيس الأعلى، خاصة في ما يتعلق بتبني برامج ومشروعات استراتيجية طويلة المدى، وأيضا تحقيق التكاملية مع جهود التنمية الحكومية وإحداث نقلة في نشاطات مؤسسات العمل الخيري»، مبينا: «توجت المؤسسة منظومة برامجها بتبني قضايا وطنية إنسانية واجتماعية وثقافية عكست نضج رؤيتها ورسالتها».

وقال إن الأمير سلطان في ذلك يعتمد على بعد الرؤية وأصالة الأهداف الإنسانية وكفاءة العمل والأداء بجانب الدعم الذي يحقق الهدف المنشود، مبينا أن تلك الحيثيات كانت بعضا من ملامح أداء هذه المؤسسة العريقة على مدى سنوات عملها، الأمر الذي توجها أفضل منظمة عربية وإسلامية، وفقا لتقييم واحدة من أرقى الهيئات الدولية المتخصصة، مشيرا إلى أن ذلك لم يكن نهاية السباق الذي يسعى فيه كل من ينتمي لهذه المؤسسة لمواكبة تطلعات وتوجيهات رئيسها الأعلى، مبينا أنه عاما بعد عاما خطت المؤسسة خطوات طموحة متوازنة ومتوازية في إطار رسالتها المنشودة.

وتابع القصبي أن برامج هذه المؤسسة تشمل المساهمة الفاعلة في بناء الإنسان عبر الاهتمام بدعم البحث العلمي والتعليم المتخصص والمنح البحثية، والمساهمة في تطوير منظومة الرعاية الصحية في السعودية من خلال دعم كثير من المرافق الصحية القائمة..

كما أنه بجانب ذلك، تم إنشاء بعض منها بالتنسيق مع الجهود المبذولة من الدولة، مؤكدا أن المؤسسة تبنت أيضا قضية الإعاقة والتصدي لأسبابها والعمل على تحجيم آثارها وتوفير رعاية متكاملة للمعوقين، بالإضافة إلى المساهمة في التنمية المجتمعية من خلال برنامج الإسكان الخيري وتطوير مؤسسات العمل الخيري، ودعم الأبحاث والمؤتمرات والإصدارات العلمية، ومن ثم تحديث الأنظمة والتشريعات ذات العلاقة بقطاعات إنسانية وخدمية وخيرية وتقديم المساعدات للأفراد.

كذلك، وفق القصبي، فإن المؤسسة سخرت التقنية في مشروعات خدمية وتنموية، بجانب مساندتها جهود الدولة في التواصل الحضاري والعمل على تصحيح الصورة الذهنية عن السعودية والعالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى دعم المشروعات الإنسانية في العديد من الدول العربية والإسلامية، الأمر الذي مكن القائمين على هذا الصرح الخيري والعاملين فيه من بلورة العديد من الأهداف إلى واقع ملموس يعيشه ويستفيد من مخرجاته عشرات الآلاف من الأشخاص خارج حدود السعودية.

وأوضح أن للمؤسسة دورا رائدا في مجال الرعاية الصحية، مبينا أنها تمكنت من تعزيز مكانتها المحلية والإقليمية والدولية مركزا تشخيصيا وعلاجيا وتأهيليا وتدريبيا، محققة مستويات عالية من الجودة وسلامة الخدمة، مشيرا إلى أنها انفردت بالتعامل مع العديد من البرامج التأهيلية العالمية لتتوج بها منظومة خدماتها التي قدمتها لأكثر من 500 ألف شخص، بجانب تحقيقها العديد من الاعتمادات والجوائز العالمية والإقليمية والمحلية.

وقال: «مع ازدياد أعداد المتطلعين لخدمات المؤسسة تنامى دور الصندوق الخيري لمعالجة المرضى بالمؤسسة ليلبي احتياجات الحالات غير القادرة ماديا والذين بلغ عددهم أكثر من 4 آلاف حالة».

ووفق القصبي، فإنه بالتوازي مع ما تقدمه المؤسسة من خدمات في مجال الرعاية الصحية، تعددت المشروعات التي حظيت بدعم المؤسسة في هذا القطاع لتشمل مركز الأمير سلطان لعلاج وجراحة القلب بالأحساء، ومركز سلطان لعلاج وجراحة القلب بالخرج، ومركز التأهيل الشامل بحفر الباطن، وثلاثة مراكز صحية أولية، حيث تبنت المؤسسة إنشاء وتجهيز تلك المراكز وإهداءها للجهات المعنية لتشغيلها وإدارتها.

وفي مجال تطوير منظومة العمل الخيري، وفق القصبي، تجسدت ريادة المؤسسة في أنها مظلة للعمل المؤسسي الهادف إلى تحقيق التنمية المستدامة في تبنيها العديد من البرامج الوطنية؛ وفي مقدمتها برنامج الإسكان الخيري الذي يهدف إلى خلق بيئة عمرانية حضارية مكتملة الخدمات والمرافق للأسرة محدودة الدخل بما يسهم في إتاحة الفرصة لهم لخدمة أنفسهم ومجتمعهم، مبينا أن البرنامج شمل حتى الآن 8 مناطق في السعودية بإجمالي 1626 وحدة سكنية.

وعلى صعيد آخر مبادرات المؤسسة، تم تأسيس المجلس التنسيقي للمؤسسات الخيرية وتأسيس فريق المسؤولية الاجتماعية واحتضان عدد من المؤسسات الخيرية الوليدة، بالإضافة إلى الرعاية والمشاركة في تنظيم الملتقيات والمؤتمرات المعنية بالعمل الخيري، مشيرا إلى أن المؤسسة قامت بدور رائد للعمل على تطوير الأنظمة والتشريعات، فضلا عن إسهامها في استحداث قاعدة من التشريعات والأنظمة التي تقنن الحقوق والواجبات في مجالات خيرية وإنسانية وخدمية متعددة، حيث عملت المؤسسة مع الجهات ذات الاختصاص على تطوير وإنجاز النظام الوطني للمعوقين.

وفي مجال التصدي لقضية الإعاقة، أخذت المؤسسة على عاتقها قضية إنسانية صحية اقتصادية تتطلب حشد مواجهة مجتمعية، حيث تبنت في هذا الصدد استراتيجية متعددة الجوانب، تشمل سن التشريعات والأنظمة، مع توفير برامج رعاية تأهيلية متقدمة، مع العمل على توفير الكوادر الوطنية المتخصصة العاملة في مجالات التدريب والتأهيل، كذلك برامج المنح الدراسية والابتعاث، التي بلغ عددها 630 منحة، بالإضافة إلى تقديم الدعم المادي والتقني لمراكز الرعاية والمؤسسات البحثية والتعليمية والخدمية.

وفي ما يتعلق بالتواصل الحضاري، تبنت المؤسسة برنامجا علميا للتواصل والحوار مع الثقافات والحضارات الأخرى، بهدف الاستفادة من رصيد خبرات المجتمعات المتطورة وتصحيح الصورة الذهنية عن العالمين العربي والإسلامي، كما تبنت تسخير التقنية لخدمة مشروعات تنموية ضمن برامجها، حيث برزت مشروعاتها لتوظيف التقنية في تسهيل حياة الناس وتطوير الخدمات المقدمة لهم، وذلك عن طريق تأسيس «برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية» (ميديونت).

كما دعمت المؤسسة المشروعات الإنسانية والتنموية في عدد من الدول العربية والإسلامية، حيث امتدت مظلة خدمات المؤسسة لتشمل تقديم العديد من أشكال الدعم والمساندة لمشروعات حيوية في هذه الدول والدول الصديقة، الأمر الذي أكسبها تقديرا وتكريما على المستويين المحلي والعالمي.