هيئة علماء السودان تهاجم النظام السوري وتعتبر دعمه خيانة عظمى

«المؤتمر الوطني» الحاكم يعلن تشكيل حكومته الجديدة قبل عيد الأضحى

TT

شنت هيئة علماء السودان هجوما عنيفا على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بسبب عمليات القتل والتعذيب والتشريد التي يرتكبها ضد المواطنين العزل. ووصفت دعم النظام السوري ماديا ومعنويا بالخيانة العظمى لإبقاء الظالم، في وقت أعلن فيه حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير، أن الحكومة الجديدة سيتم تشكيلها قبيل عيد الأضحى.

وقالت هيئة علماء السودان القريبة من الحكومة، في بيان لها نقلته الصحف المحلية في الخرطوم أمس، إنها تندد بعمليات الفتك والإبادة والقتل والتعذيب والتشريد التي يرتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ضد المواطنين العزّل، معتبرة دعم النظام السوري ماديا ومعنويا والتخاذل عن نصرة الثوار خيانة عظيمة، لإبقاء الظالم. وأضاف البيان أن ما يحدث في سوريا من قمع وتعذيب ليس بالأمر المستغرب، لما عرف عن النظام من سوء وضرر أشد من الأعداء أنفسهم، في خطوة اعتبرت متناقضة مع موقف الحكومة التي أكدت دعمها للنظام السوري. واعتبرت الهيئة في بيانها أن دعم النظام السوري ماديا أو معنويا والتخاذل عن نصرة الثوار خيانة عظمى، وقال البيان إن العاقل من اتعظ بغيره والشقي من كان للناس عبرة، وتابع «ولا بقاء لظالم، ونصرة المظلوم أمر حتمي»، مشيرا إلى أن «نظام بشار سيلحق بالطغاة البائدين»، في إشارة للأنظمة في تونس ومصر وليبيا. وطالب البيان بالتضامن مع الشعب السوري.

وكان الرئيس السوداني البشير قد أكد لنائب وزير الخارجية السوري والمغتربين فيصل المقداد، الذي زار الخرطوم حاملا رسالة من الأسد في التاسع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أن العلاقات السورية السودانية حافظت على تطورها الدائم لما فيه مصلحة الشعبين والبلدين الشقيقين، وقال إن سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية بسبب موقفها الثابت من القضايا العربية، وإن أي إضعاف لسوريا ما هو إلا خدمة مجانية لأعداء الأمة العربية. وأوضح أن المؤامرات التي تخطط لها بعض الدوائر لا تستهدف بلدا عربيا في حد ذاته، بل إنها تستهدف جميع الدول العربية، مؤكدا أن السودان يقف مع أمن واستقرار سوريا وضد أي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية، مشددا على أهمية التضامن العربي الذي يضمن مصالح جميع الدول العربية إزاء التحديات التي تواجهها.

كما أن الخارجية السودانية كانت قد وصفت، في تصريح سابق، ما يدور من أحداث في سوريا بالمؤامرة الدولية، واعتبرت أن ما تتعرض له حملة عدائية للنيل من مواقفها الوطنية والقومية المشرفة، مؤكدة أن دمشق تقف سدا منيعا في وجه ما سمته الاختراق الصهيوني والاحتواء الغربي، في وقت كان فيه وزير الخارجية السوداني علي كرتي قد أكد وقوف بلاده ودعمها الكامل لسوريا في مواجهة ما وصفه بالمؤامرة الدولية والحملة العدائية التي تتعرض لها وتستهدف النيل من مواقفها القومية، وأكد وقوف السودان ودعمه الكامل لسوريا في مواجهة المؤامرة الدولية والحملة العدائية التي تتعرض لها والتي تهدف للنيل من مواقفها الوطنية والقومية المشرفة.

من جهة أخرى، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم، أن تشكيل الحكومة الجديدة سيتم قبل حلول عيد الأضحى المبارك، مؤكدا على استمرار الحوار مع القوى السياسية المعنية، على أن يستكمل خلال اليومين القادمين توطئة لإعلان التشكيلة الوزارية المرتقبة، التي لا يتوقع أن تشارك فيها أحزاب المعارضة خاصة الحزبين الكبيرين (الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي، والاتحادي الديمقراطي الأصل برئاسة محمد عثمان الميرغني)، بعد رفضهما المشاركة خلال اجتماعات مكثفة شهدتها الخرطوم في الأسابيع الماضية.

واستمع المكتب القيادي للحزب الحاكم، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، برئاسة نائب الرئيس السوداني نائب رئيس المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه، إلى تقرير من رئيس لجنة التفاوض مع القوى السياسية البروفسور إبراهيم أحمد عمر حول الحكومة المقبلة.

وقال أمين الإعلام في الحزب إبراهيم غندور، في تصريحات صحافية في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إن المكتب قرر استمرار الحوار مع القوى السياسية المعنية من دون أن يحددها. وأضاف أن الحوار سيستكمل خلال اليومين القادمين توطئة لإعلان الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن الحوار الجاري مع القوى السياسية حول تشكيل الحكومة إيجابي، وتابع «هنالك تفاهم مشترك على البرامج والثوابت الوطنية»، وقال إن قضية المشاركة في الحكم ثانوية رغم أهميتها.

وكان زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي قد اعتذر عن عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، والتزم في اجتماع جمعه مع الرئيس السوداني عمر البشير، فجر أول من أمس، بالاتفاق على قيادة معارضة مسؤولة تعلي من مصالح الوطن وتحافظ على سلمه واستقراره ودعم التحول الديمقراطي.

إلى ذلك، نقل المركز السوداني للخدمات الصحافية، القريب من الحكومة، أمس، عن المتحدث باسم الجيش السوداني الصوارمي خالد سعد، قوله إن الجيش الحكومي قتل 15 متمردا في جنوب كردفان، ودمر معسكرا للمتمردين أول من أمس، بعد هجوم كاسح قال إنه شنه على منطقة «أنقارتو»، 37 كم شمال غربي مدينة تلودي. وأضاف «شنت القوات المسلحة في الساعات الأولى من فجر الأربعاء هجوما كاسحا على معسكر لمتمردي الجيش الشعبي بمنطقة أنقارتو التي تبعد نحو 37 كم شمال غربي مدينة تلودي بولاية جنوب كردفان»، مؤكدا أن «القوات المسلحة السودانية استولت على المعسكر بعد أن قامت بتدميره تدميرا كاملا».

وتدور مواجهات بين القوات الحكومية السودانية ومتمردين تابعين للحركة الشعبية في شمال السودان منذ يونيو (حزيران) الماضي. وتقع منطقة جنوب كردفان على الحدود بين السودان ودولتي السودان الجنوبي وإثيوبيا.