تركيا: إنقاذ شاب بعد 91 ساعة من الزلزال.. ووصول المساعدة الإسرائيلية

ارتفاع الحصيلة إلى 534 قتيلا.. والثلوج كابوس المنكوبين

ناجون من الزلزال ينظفون خارج واحدة من الخيام التي أقيمت في استاد رياضي بمدينة أرجيس أمس (أ.ب)
TT

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب محافظة فان شرق تركيا إلى 534 قتيلا و1650 جريحا، فيما وصلت طائرة مساعدة إسرائيلية إلى تركيا أمس. وأعلنت الإدارة الرسمية لمواجهة حالات الطوارئ في تركيا هذه الحصيلة المؤقتة الجديدة، التي تفيد أن عدد الناجين الذين انتشلوا من تحت الأنقاض ارتفع إلى 185 شخصا آخرهم شاب في التاسعة عشرة من عمره يوم أمس. وكانت الحصيلة السابقة التي أعلنتها مساء أول من أمس هذه الهيئة أشارت إلى سقوط 481 قتيلا.

وهبطت طائرة الشحن التابعة لشركة الطيران الوطنية الإسرائيلية والتي تنقل خمسة منازل جاهزة صباح أمس، كما أفادت وكالة الأناضول. وكان مصدر في سفارة إسرائيل في أنقرة قال إن المساعدة الإنسانية ستنقل على متن ثلاث شاحنات انطلقت واحدة منها. وقررت تركيا أول من أمس، قبول المساعدة التي عرضتها إسرائيل وعدة بلدان لمواجهة الوضع في فان. واتخذت تركيا هذا القرار رغم تدهور علاقاتها مع إسرائيل منذ مقتل تسعة أتراك في هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على سفينة مساعدات إنسانية كانت متوجهة في 2010 إلى غزة.

وميدانيا، انتشل طالب في التاسعة عشرة من عمره حيا من تحت الأنقاض بعد 91 ساعة على الزلزال الذي ضرب محافظة فان شرق تركيا. ونجا محمد الذي لم يعرف اسم عائلته على الفور، من تحت أنقاض مبنى من أربع طبقات دمره الزلزال في أرجيس المدينة الأكثر تضررا بالزلزال. وكان تم انتشال معلمة في السابعة والعشرين من العمر على قيد الحياة في أرجيس أول من أمس.

وتساقطت الثلوج الليلة قبل الماضية في الجبال، فيما قال كثيرون إن سوء الأحوال الجوية يمكن أن يجعل أعمال الإغاثة أكثر صعوبة ويحد من الآمال في العثور على ناجين. ويخشى رجال الإنقاذ تساقط الثلوج التي تبطئ عمليات الإغاثة وتجعل استخدام المعدات الكهربائية أكثر صعوبة.

وفيما بدأ الناجون يطالبون بمزيد من الخيام خشية تضررهم من الطقس البارد، أمس، ألقى بعضهم اللوم على حزب العدالة والتنمية الحاكم بسبب استجابته البطيئة واتهموا المسؤولين بتسليم المساعدات إلى أنصارهم. وقال فاتح زنجين، 38 عاما، وهو سمسار عقارات تضرر منزله بشدة في أرجيس «الجميع يمرضون ويبتلون. ننتظر في الصفوف منذ أربعة أيام هكذا ولم نحصل على شيء. عندما يحين دورنا يقولون إنها نفدت». وأَضاف «كنا ننام تحت قطعة من غطاء بلاستيكي نصبت على بعض الألواح الخشبية التي وجدناها. لدينا عشرة أطفال في عائلتنا. إنهم يمرضون. الجميع يحتاج إلى خيمة.. الثلوج قادمة. إنها كارثة».

والليلة قبل الماضية تجمع البعض في أرجيس، حول النيران، مع انخفاض درجة الحرارة لدرجة التجمد بينما تجمع آخرون في مخيمات للإيواء. وقال أورهان أوجونغ، 37 عاما، في جوفنجلي وهي قرية تضم نحو 200 منزل بين أرجيس ومدينة فان «بعد 15 يوما سيموت نصف سكان المنطقة هنا من التجمد». وحصلت أسرته على خيمة من الهلال الأحمر لكنها تتقاسمها مع خمس أسر أخرى.

ودمر الكثير من المنازل المصنوعة من الطوب اللبن في قرى المنطقة، لكن عددا قليلا على استعداد لترك أرضه. وقال زكي ياتكين، 46 عاما، الذي فقد والده في الزلزال: «يقولون إنهم سيجلبون منازل سابقة التجهيز في غضون شهر ونصف الشهر، لكن لا يمكننا تحمل البرد. ماذا عسانا نفعل».

وعند مخزن في فان نهب نحو مائة شخص شاحنات تابعة للهلال الأحمر تحمل المواد الغذائية والأغطية والسجاجيد والملابس، في حين عجز عدد محدود من رجال الشرطة عن منعهم فيما يبدو. ونقلت وكالة «رويترز» عن رجل في المكان قوله «اللص الحقيقي هو حزب العدالة والتنمية. يجري تسليم المساعدات التي وصلت إلى فان لأسر موظفي الحكومة ورجال الشرطة، بينما المواطنون العاديون لا يحصلون على شيء». لكن مسؤولين محليين نفوا هذه الاتهامات. وقال حاكم إقليم فان، كارال أوغلو، إنه حتى الأربعاء كان قد تم تسليم 20 ألف خيمة، مضيفا أن هذا العدد أكبر بكثير من العدد اللازم. وأضاف الحاكم الذي عينته الحكومة المركزية أن الأوضاع ستتحسن إذا توقف الناس في المدينة التي يسكنها مليون نسمة عن الخوف من أن تؤدي توابع الزلزال إلى هدم منازلهم. وقال كارال أوغلو «بسبب هذه الحالة النفسية، وتوابع الزلزال، لا يستخدم السكان منازلهم السليمة ويطلبون خياما. لهذا نواجه مشكلة». وقال «إن 600 ألف شخص تضرروا من الزلزال لكن هذا لا يعني أنهم جميعا في حاجة إلى وسائل إيواء مؤقتة».