الغنوشي يقول إنه يرى «يد» التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل خلفها

تونس: المنجي السعيداني لندن: «الشرق الأوسط»

مقر حزب النهضة في مدينة سيدي بوزيد كما بدا أمس بعد الاحتجاجات التي عرفتها المدينة احتجاجا على إلغاء فوز «العريضة الشعبية» بستة مقاعد (أ.ب)
TT

أعلنت وزارة الداخلية التونسية حظر التجول بكامل ولاية (محافظة) سيدي بوزيد (وسط غرب) ابتداء من يوم أمس بداية من الساعة السابعة مساء إلى حدود الساعة الخامسة صباحا. ويأتي هذا القرار على أثر أحداث الشغب التي شهدتها سيدي بوزيد مساء أول من أمس، وتواصلت أمس، إثر الإعلان عن إلغاء فوز 6 قوائم تابعة لـ«العريضة الشعبية» بزعامة محمد الهاشمي الحامدي، صاحب قناة «المستقلة» التي تبث برامجها من لندن.

وخربت مجموعات من الشبان مقر حزب النهضة الإسلامي الفائز في الانتخابات، وألقت الحجارة على قوات الأمن. وقال هشام المؤدب المتحدث باسم وزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية «تجري عملية احتجاج عنيفة وتحاول قوات الأمن احتواءها».

وقال شهود عيان إن نحو ألفي شاب هشموا أبواب ونوافذ مقر حزب النهضة في سيدي بوزيد وأشعلوا النار في إطارات بالشارع الرئيسي للمدينة.

وسجلت مظاهرة مماثلة في مدينة الرقاب التي تبعد نحو 50 كلم عن سيدي بوزيد، وقال شهود إن مقر النهضة استهدف بطلق ناري.

وقوائم «العريضة الشعبية» التي كانت غائبة ميدانيا خلال الحملة الانتخابية فازت بـ19 مقعدا في المجلس التأسيسي. وتم إلغاء فوزها في 6 دوائر انتخابية بينها دائرة سيدي بوزيد حيث حققت مفاجأة بفوزها على الجميع.

وكان الحامدي أعلن على قناته «المستقلة» أنه يخشى أن يتظاهر أنصاره الغاضبون احتجاجا على رفض حزب النهضة إشراكه في المشاورات الجارية حول مناصب المرحلة الانتقالية الثانية في تونس منذ الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.

وقال شهود لـ«رويترز» إن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع الخميس لتفريق مئات الأشخاص الذين يحتجون في بلدة سيدي بوزيد على شطب نتائج لحزب في الانتخابات، وأضافوا أن هؤلاء الأشخاص أشعلوا النار في مكتب رئيس البلدية أثناء احتجاج الخميس.

وأضاف الشهود أن الشرطة التونسية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات من المحتجين في سيدي بوزيد من المؤيدين لقوائم العريضة الشعبية.

وأمس قال شاهدان في بلدة سيدي بوزيد إن قوات الأمن التونسية أطلقت النار في الهواء في محاولة لتفريق جموع من المحتجين حاولوا مهاجمة مقر المجلس البلدي.

وقال أحد الشهود واسمه عطية عثموني لـ«رويترز» في اتصال هاتفي إن الجيش يحاول تفريق الحشود بإطلاق النار في الهواء والغازات المسيلة للدموع. وقال الشاهد الثاني مهدي هورشاني إن الجيش تدخل حين حاول الحشد مهاجمة مقر المجلس البلدي.

وفي غضون ذلك، أطلق راشد الغنوشي، رئيس حزب النهضة الإسلامي أمس نداء إلى سكان سيدي بوزيد للهدوء في هذه المدينة الرمز التي تشهد اضطرابات منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات.

وقال الغنوشي «ندعو إلى الهدوء والحفاظ على الأملاك العامة»، بعد أن تعرض مقر حزب النهضة ومنشآت عامة في هذه المدينة الواقعة وسط البلاد إلى التخريب والنهب بعد الإعلان عن النتائج الخميس.

وأكد الغنوشي أنه يرى «يد» حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (الحزب الحاكم إبان حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) خلف الاضطرابات.

وطمأن الغنوشي الفائزين من قوائم العريضة الشعبية بأنهم سيكونون من بين أعضاء المجلس، وسيعاملون على أساس أنهم أعضاء منتخبون من قبل التونسيين.

وعاد الهدوء صباح أمس إلى سيدي بوزيد بعد ليلة من الاضطرابات بحسب مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، الذي أفاد أن المدارس كانت مقفلة، وتجمع عشرات الأشخاص أمام المباني التي تعرضت للتخريب.

وتعرض أمس مقر الولاية (المحافظة) إلى محاولات اقتحام ورشق بالحجارة من قبل مجموعات من المحتجين وهو ما أعاد إلى الأذهان شرارة انطلاق الاحتجاجات الاجتماعية يوم 18 ديسمبر (كانون الأول) الماضي غداة إضرام محمد البوعزيزي النار في جسده أمام نفس مقر الولاية، التي تشهد اليوم هذه الاحتجاجات.

من جهة أخرى، جابت مسيرات كثيرة مدينة سيدي بوزيد وبلدات الرقاب وبئر الحفي والمكناسي ومنزل بوزيان والمزونة، طالب فيها المحتجون بفرض النظام والتصدي لأعمال التخريب، ورد الاعتبار للجهة، والقطع مع سياسة التهميش. ويعتقد أن الكثير ممن ساروا في مسيرات التهدئة والعودة إلى الحوار والاهتمام بمشاكل ولاية سيدي بوزيد هم من المنتسبين والمتعاطفين مع حركة النهضة.