ميدان التحرير في جمعة «المطلب الوحيد» يطالب «العسكري» بتسليم السلطة في مايو

مرشح محتمل للرئاسة دعا للاعتصام في الميدان.. وشباب الثورة رفعوا نعوش الأحزاب

ثوار «25 يناير» عادوا بمظاهرة جديدة في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية أمس شارك فيها 18 ائتلافا وحركة سياسية للمطالبة بتسليم السلطة إلى رئيس وبرلمان مدنيين منتخبين في موعد أقصاه مايو المقبل (أ.ب)
TT

عاد ثوار «25 يناير» بمظاهرة جديدة في ميدان التحرير بقلب العاصمة المصرية، أمس، في مظاهرة دعت إليها قوى سياسية شبابية وشارك فيها 18 ائتلافا وحركة سياسية، للمطالبة بتسليم السلطة إلى رئيس وبرلمان مدنيين منتخبين في موعد أقصاه مايو (أيار) المقبل.

وأكد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة المحسوب على التيار السلفي، استعداده للدخول في اعتصام مفتوح بالميدان حتى وضع جدول زمني يتضمن تسليم السلطة لرئيس منتخب، وطالب أنصاره الموجودين في ميدان التحرير بالاعتصام، مشددا على ضرورة الدعوة لإجراء الانتخابات الرئاسية في 30 أبريل (نيسان) المقبل.

واحتشد أكثر من خمسة آلاف متظاهر في الميدان من التيارات المختلفة في مقدمتهم شباب ائتلاف ثورة «25 يناير» وحركة شباب «6 أبريل» ومختلف الأحزاب ومواطنون من غير المنتمين إلى أي تيارات سياسية للمشاركة في جمعة «المطلب الواحد».

لكن جماعة الإخوان المسلمين ومعها الجماعة الإسلامية رفضت المشاركة، وقالت إنه ينبغي إعطاء السلطات فرصة لتلبية مطالب الثوار، في ظل وعود من المجلس العسكري والحكومة بتحقيق ذلك، وعلى الرغم من مشاركة ائتلافات وجبهات داخل الدعوة السلفية في المظاهرة؛ فإن حزب النور السلفي رفض المشاركة.

من جانبه، قال محمد ماهر، عضو ائتلاف شباب الثورة لـ«الشرق الأوسط» إن «الحركات والأحزاب اتفقت على تحديد مطلب واحد للمجلس العسكري بتحديد موعد أقصاه 5 أبريل المقبل لبدء إجراءات الترشح لانتخابات رئاسة مصر، على أن تجرى الانتخابات 5 مايو المقبل».

وبلغ عدد المنصات بالميدان منصتين، حيث رفع المتظاهرون أمامهما المصاحف واللافتات التي تنادي بإحياء التراث الإسلامي، وغلب القرآن الكريم والأناشيد الدينية على المنصة الأولى، بينما اعتمدت القوى السياسية على الهتافات الثورية والأغاني الوطنية في الثانية.

وقام المتظاهرون بعمل جنازة رمزية للأحزاب المصرية، وحملوا نعشا كتبوا عليه «الأحزاب المصرية طراطير الثورة»، وعن النعش قال عمرو عبد الرحمن، عضو تحالف ثوار مصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «النعش يمثل وفاة الأحزاب والقوى السياسية لأنهم يتصارعون على السلطة متجاهلين الفقراء ويتاجرون بدم الشهداء والثورة التي راح ضحيتها المئات».

واستمرت حركة سير السيارات بشكل طبيعي داخل الميدان، وقام المتظاهرون بتوزيع أنفسهم على إشارات الميدان لتنظيم حركة المرور، خاصة في ظل غياب رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة عن الميدان.

وحذر الشيخ حازم صلاح من إقدام المجلس العسكري (الحاكم) على إلغاء الانتخابات البرلمانية، ورفض أي وضع مميز للمؤسسة العسكرية في الدستور الجديد للبلاد، قائلا: «هذا الأمر دونه أعناقنا، فنحن لا نقبل أن يأتي فصيل ليؤدي خدمة ثم تصبح له سلطة فوق أعناق الناس»، مؤكدا أنه في أن اللحظة التي سيصدر فيها المجلس العسكري قرارا بإيقاف الانتخابات البرلمانية ستكون شرارة البدء لينطلق بعدها الشعب دون انتظار أي شيء.

وقال أبو إسماعيل «علمنا بنية المجلس العسكري في اتخاذ قرار بإلغاء الانتخابات البرلمانية حال حدوث اضطرابات أثناءها». وتابع «هذا الميدان هتف للجيش، كما لم يهتف أحد من قبل؛ لكنهم أخذوا الهتاف لتأجيل تسليم السلطة لأهل البلد»، محذرا من مخاطر بقاء الجيش في السلطة.

وقال داود حسن، عضو اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة لـ«الشرق الأوسط»: «نطالب برفض ترشح أي عسكري في الانتخابات الرئاسية، وإقالة أسامة هيكل، وزير الإعلام، من منصبه المتهم بالتحريض على الفتنة الطائفية في أحداث منطقة (ماسبيرو) الأخيرة»، مضيفا «إننا لا نسعى لخروج الجيش من السلطة الآن إنما نطالب بجدول زمني واضح ومعقول».

وفي خطبته بالميدان، أكد الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب التحرير أن المطالبة بجدول زمني لتسليم السلطة في موعد أقصاه أبريل المقبل ليست من باب تخوين المجلس العسكري؛ إنما من باب أحقية الثورة والشعب في معرفة المستقبل. وطالب خطيب الثورة، بضرورة تشكيل مجلس مدني يتفاوض باسم الثورة المصرية، ليس من شأنه أن يحكم؛ ولكنه يعبر عن الثورة. كما طالب بضرورة تجميد الأحزاب التي خرجت من عباءة الحزب الوطني (المنحل) واستبعاد رموزه عن الحياة السياسية.

وفي ذات الشأن، انطلقت مسيرة تضم المئات من ميدان الجيزة إلى ميدان التحرير شارك فيها نشطاء، مرددين شعارات طالبوا فيها بتنحي المجلس العسكري وتسليم السلطة للمدنيين، ووقف المحاكمات العسكرية للثوار، وتطبيق قانون الغدر وعزل أعضاء الحزب الوطني السابقين سياسيا.

وشهدت محافظات مصر مسيرات ومظاهرات للتأكيد على المشاركة في مظاهرة «المطلب الوحيد»، ففي الإسكندرية شهد ميدان القائد إبراهيم مشاركة الآلاف في جمعة «المطلب الوحيد»، وقام الشيخ أحمد المحلاوي بإلقاء خطبة الجمعة التي حث فيها على وحدة الصف ونبذ الفرقة بين المصريين في اختيار مرشحي الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مشيرا إلى أنه أيضا تقع أمانة أثقل وأشد على المرشحين أنفسهم، لأنهم معرضون لإغراءات، ولا بد أن يكونوا على قدر تلك الأمانة.