إخوان مصر يصدرون أول صحيفة حزبية تحت شعار «لكل الناس»

خلت من زاوية حظك اليوم.. واستضافت مقالا لكاتب ليبرالي

العدد الأول من جريدة «الحرية والعدالة»
TT

أصدر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، أمس، صحيفته الرسمية التي تحمل اسمه (الحرية والعدالة)، لتصبح بذلك أول صحيفة حزبية يومية تصدر بعد ثورة 25 يناير، التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.

وتعاملت الأنظمة المصرية الحاكمة منذ ستينات القرن الماضي مع جماعة الإخوان كجماعة محظورة، بينما تفاوت هامش الحرية المسموح لحركة أعضائها مع اختلاف الظرف السياسي على مدار الستين عاما الماضية. وحاز أعضاء الجماعة 20% من مقاعد البرلمان في عام 2005، بصفة مستقلين، لكنها واجهت خسارة فادحة في الجولة الأولى من انتخابات برلمان عام 2010، قبل انسحابها من جولة الإعادة، احتجاجا على ما قالت إنه عمليات تزوير واسعة شابتها.

ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان، الأكثر تنظيما في البلاد، مؤهلة للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان الذي تنطلق جولته الأولى نهاية الشهر المقبل، لكن الجماعة وحزبها قالا إنهما سوف يتنافسان على نصف المقاعد فقط.

وتبرهن جماعة الإخوان المسلمين يوما بعد يوم أنها الفصيل الأكثر جهوزية على الساحة المصرية، حيث كان حزبها هو أول حزب سياسي يتم تأسيسه عقب الثورة، وأول حزب جديد يصدر صحيفة يومية.

ورفعت صحيفة حزب الإخوان شعار «لكل الناس»، ويرى مراقبون أن هذا الشعار يعكس شعور الجماعة بأن خلفيتها الدينية لا تزال تثير قلق المسيحيين المصريين والقوى الليبرالية واليسارية، على الرغم من وجود مسيحيين داخل أطر حزب الحرية والعدالة، وكذلك التحالف السياسي بين حزب الإخوان وقوى سياسية ليبرالية.

وقال الدكتور محمد مرسي، رئيس الحزب، في افتتاحية الصحيفة التي جاءت بعنوان «صحيفة شعب لا صحيفة حزب».. «آثرنا أن تكون (الصحيفة) معبرا عن الشعب المصري العظيم بصيغته التي بدت واضحة في ميادين التحرير بطول البلاد وعرضها».

وأبرزت الصحيفة الإخوانية في عددها الأول تصريحات للدكتور سعد الكتاتني، الأمين العام للحزب، قال فيها إن هناك ميثاق شرف انتخابيا بين «الإخوان» والسلفيين استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة يهدف إلى عدم تبادل النقد غير البناء بين مرشحي التيارين.

وحرصت الصحيفة التي خلت من زاوية اعتادها المصريون وهي زاوية «حظك اليوم»، على تخصيص مساحة رأي لكتاب مختلفين مع خطها السياسي. وفي عددها الأول، نشرت (الحرية والعدالة) مقالا للدكتور وحيد عبد المجيد وهو ليبرالي مصري ينتمي إلى حزب الوفد.

ونجحت جماعة الإخوان المسلمين خلال السنوات الماضية في بناء مؤسسات إعلامية متنوعة، واهتمت بشكل خاص بوسائل الاتصال الحديثة، وقدمت نموذجا محاكيا لموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، تحت اسم «إخوان بوك»، لكن صدور صحيفة باسم حزبها يعكس مدى نجاحها في الاستفادة من مناخ ما بعد الثورة المصرية، بحسب مراقبين.

وبدا أن أصداء نجاح حزب النهضة التونسي، الذي يعد جزءا من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين، والثقل السياسي الذي يمثله نموذج حزب العدالة والتنمية في تركيا، يؤثران إيجابيا على فرص الجماعة في المنافسة السياسية المقبلة.

وخصصت الصحيفة الإخوانية في عددها الأول تحليلا إخباريا للانتخابات التونسية عنونته «صدمة انتخابات تونس»، قالت فيه إن تجربة حزب التنمية والعدالة التركي سهل نجاح حزب النهضة في تونس، وأشارت إلى أن فشل القوى العلمانية واليسارية وحتى الليبرالية في التعبير الجيد عن قضايا المجتمع أفقد قطاعا عريضا من الجماهير الثقة بتلك القوى، وأثار رغبتها في تجربة قوى جديدة.