المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق: لم نصر على بقاء مدربين.. ولا قواعد سرية لنا

الجنرال بيوكانن لـ «الشرق الأوسط» : الشعب العراقي لن يقبل أي هيمنة إيرانية

الجنرال جيفري بيوكانن
TT

أكد المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق الجنرال جيفري بيوكانن أن «الجانب الأميركي لا يصر على أي عدد من المدربين ولا يصر على المدربين أصلا، في إطار سياسة الشراكة مع العراق»، مشيرا إلى أنهم الآن في «نقاش متبادل مع الحكومة العراقية بصدد هذا الموضوع طبقا للاتفاقية الأمنية الثنائية التي تم توقيعها في عام 2008». وقال بيوكانن في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن الأميركيين «ملتزمون بالشراكة المتواصلة بيننا، وهذه الشراكة متعددة المجالات وتشمل مجالات التعليم والعلم والتكنولوجيا والدفاع والأمن أيضا. وقد وقعنا أيضا على الاتفاقية الثنائية وهي تتحكم في جميع عمليات القوات الأميركية إلى نهاية هذا العام. وقد التزمنا بجميع بنود هذه الاتفاقية حتى الآن، وينص أحد بنود هذه الاتفاقية، وبالتحديد فقرة رقم 24، على الانسحاب الكامل للجنود الأميركيين بنهاية هذا العام، ونحن ملتزمون بجدول زمني للالتزام بهذا البند أيضا والانسحاب الكامل قبل نهاية هذا العام». وحول قضية الحصانة التي ترفض الحكومة العراقية منحها للمدربين الأميركيين، قال بيوكانن «لا يوجد أي اتفاق لبقاء القوات الأميركية ما بعد هذا العام. وبالتالي، فإنه في حال عدم وجود جنود فإنه لا يوجد أي مجال للحديث عن الحصانة. إننا في نهاية المطاف ما نريده من العراق هو أن يكون عراقا قويا ذا سيادة وديمقراطية، وفي الديمقراطية يتاح للشعب التحدث بحرية عن أصواتهم ورأيهم». واعتبر أن «أي علاقة في المستقبل بيننا وبين الدولة العراقية سوف تكون مبنية على الاحترام المتبادل»، مشيرا إلى أن «أسئلة مطروحة بصدد الحماية القانونية وليست الحصانة، حماية قانونية للجنود، ولكن هذا جزء من المناقشات الجارية ولم يتم التوصل لحل إلى الآن». وبشأن المتغيرات التي حصلت على صعيد رؤية الطبقة السياسية العراقية الحاكمة للأميركيين الآن بعد أن كانوا السبب الرئيسي في وصولها إلى السلطة، بينما الآن يعاملونهم كقوة احتلال، قال بيوكانن «لا أريد التعليق على الرأي العام العراقي، ولكن أوضح تفصيلا لذلك إنني أعتقد أن بعض الأشخاص يعتبروننا قوات احتلال، وهذا لا ينص كما في الاتفاقية الثنائية، فوجودنا هنا حسب اتفاقية ثنائية موقعة بين الطرفين، وأيضا قد بدأت سؤالك بأننا قد ندعم بعض القادة في العراق، ما ندعمه هو العملية الديمقراطية وليس أشخاصا أو جهات. في الحقيقة، إننا ندعم الحكومة التي ينتخبها الشعب العراقي، هذا حق الشعب، ونحن لا ندعم أفرادا لذاتهم، وإنما ندعم من اختاره الشعب، وأي فرد له الحق في الإدلاء بصوته، ومسؤولية الحكومة أن تستمع لكل أفراد وفئات الشعب، رأينا الشخصي لا مكان له هنا ونحن نستمع لجميع الآراء، أعتقد أن جزءا من قرارنا العسكري أننا دعمنا الشعب العراقي، فيتذكر الشعب العراقي أننا دعمناه ليقول صوته بصراحة ورأيه بصراحة، وأملي أن يصل الشعب العراقي إلى طموحاته ويتمتع بالخبرات المتاحة له». وبخصوص الطريقة التي سوف يتعاملون بها مع العراقيين، وهل الاتفاقية الاستراتيجية تتيح لهم توقيع اتفاقيات ثنائية مع المؤسسات العراقية، قال الجنرال بيوكانن إن «اتفاقية الإطار الاستراتيجي سوف تشكل نوعية التعاون مع الحكومة العراقية لسنين قادمة في المستقبل، ولقد رأينا قرار الرئيس أوباما والمالكي بتعيين هيئة تنسيق عليا. هذه الهيئة واللجان الفرعية التي نصت عليها سوف تشكلان نوعية التعاون في مجالات عدة في الأمن والاقتصاد والعلم والثقافة والعلاقات الدبلوماسية وغيرها من المجالات». وحول ما باتت تمثله إيران من تحديات وفيما إذا كانت السياسات الأميركية الخاطئة في العراق هي السبب في ذلك، قال بيوكانن إن «هذا الأمر ليس له علاقة بين الولايات المتحدة وإيران، وإنما يتعلق بالعراق، أنا أعلم كل العلم أن الشعب العراقي لديه فرص لم تكن متاحة في الماضي. أعتقد أيضا أن العراق الآن لديه الفرص لإعادة اندماجه في المنطقة كدولة قوية وعلاقة قوية مع بعض الدول في جميع المجالات كالاقتصاد وغيرها. فالعراق قد خرج من منطقة الانعزال التي كان عليها في زمن صدام حسين. وبهذا الصدد، نعتقد أن العراق لا بد أن يتمتع بعلاقات وطيدة مع كل دول الجوار من ضمنها إيران أيضا. العراق لا بد أن تكون له علاقة وطيدة مع إيران، ونتمنى أن تحترم إيران سيادة العراق واستقراره وتحترم اكتفاءه الذاتي». واعتبر أن «تصرفات إيران في الماضي كانت تعرض العراق للعزلة، ليس فقط عن الولايات المتحدة وإنما من دول الجوار أيضا. وكانت تصرفات إيران عبارة عن طرق لهيمنة قوتها في العراق الهيمنة السياسية والاقتصادية، لكن الشعب العراقي لن يسمح بأن تكون هناك هيمنة من الجانب الإيراني بأي شكل من الأشكال». ونفى بيوكانن أن تكون للولايات المتحدة قواعد سرية في العراق، مشيرا إلى أنهم كانت لديهم «505 قواعد عسكرية، تم نقل 490 قاعدة للحكومة العراقية، بقي لدينا 15 قاعدة حتى الآن، وسوف يتم تسليمها نهاية العام الحالي». وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا لصالح العراق في حال تعرضه لعدوان خارجي بعد الانسحاب، قال بيوكانن إن «سلطتنا المخولة للدفاع عن العراق تنتهي في آخر هذا العام حسب الاتفاقية الثنائية، وعليه لا يمكننا التدخل إلا إذا كان هناك طلب من الحكومة العراقية أو دعوة. القوات الأميركية سوف ترحل هذا العام، لكن هذا لا يعني نهاية العلاقة مع العراق، لو طلب العراق المساعدة في أي مجال فسوف تلبي الولايات المتحدة الطلب، وهذه العلاقة ستكون مبنية على الاحترام المتبادل».