باكستان: المعارضة تحرك الشارع للمطالبة برحيل الرئيس

مذكرة توقيف جديدة بحق مشرف على خلفية مقتل زعيم انفصالي

جندي يقف إلى جانب رشاشه فوق بناية بينما تظاهر الآلاف منددين بالرئيس زرداري في لاهور أمس (أ.ف.ب)
TT

في حين تظاهر أكثر من 30 ألف باكستاني من حزب المعارضة الرئيسي في البلاد، أمس، مطالبين برحيل الرئيس آصف علي زرداري، أصدرت محكمة محلية مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق برويز مشرف في إطار التحقيق في مقتل زعيم انفصالي في شرق البلاد.

ودعا حزب «الرابطة الإسلامية الباكستانية - ان»، إلى المسيرة الاحتجاجية ضد الرئيس زرداري في لاهور، أمس، للاستفادة من الدعوة لانتخابات مبكرة في معقله السياسي، حيث يسيطر على الحكومة المحلية لإقليم البنجاب، على الرغم من أنه في وضع المعارضة على الصعيد القومي. وشجب أنصار الحزب الفساد وانقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في أنحاء البلاد، داعين الرئيس البالغ من العمر 56 عاما، والمعروف باسم «الأستاذ عشرة في المائة»، في إشارة إلى اتهامات بتلقي عمولات، للاستقالة قبل انتهاء تفويض الحكومة الذي يستمر خمس سنوات، وينتهي 2013، واحتشد المحتجون هاتفين «ارحل يا زرداري! ارحل يا فساد!».

وفي سياق متصل، أصدرت محكمة في كويتا أمس مذكرة توقيف بحق الرئيس السابق مشرف ورئيس وزرائه السابق شوكت عزيز، في إطار التحقيق في مقتل زعيم انفصالي في شرق البلاد. وكان مشرف وعزيز في الحكم عندما قتل أبرز قياديي التمرد الانفصالي في ولاية بلوشستان، الزعيم القبلي نواب أكبر بوكتي، داخل كهف، إثر عملية عسكرية في أغسطس (آب) 2006. وكانت المجموعة المسلحة لهذا الزعيم الانفصالي الذي تلقى علومه في بريطانيا، تطالب باستقلال الولاية وبحصص أكبر من الأرباح المتأتية من استثمار مواردها الطبيعية. وتم التنديد بمقتله خلال مظاهرات عدة في البلاد.

وقال عدنان قاصي، المحامي الذي يمثل جميل، الابن البكر لنواب أكبر بوكتي، إن «قاضيا من كويتا أصدر اليوم (أمس) مذكرة توقيف بحق مشرف وشوكت عزيز»، مضيفا أن مذكرة التوقيف سترسل إلى الحكومة المركزية التي ستعمل على استدعاء الرجلين للمحاكمة.

واتهم قادة المعارضة حينها مشرف باستهداف بوكتي في شكل متعمد في هذه العملية البرية المدعومة بقصف جوي، التي أدت أيضا إلى مقتل سبعة جنود و17 متمردا انفصاليا. ونفى عزيز هذه الاتهامات مؤكدا أن بوكتي قتل بانهيار داخل كهف كان لجأ إليه خلال المواجهة. ومن غير المتوقع أن تؤثر هذه العملية على نفي برويز مشرف، الذي يعيش حاليا بين لندن ودبي. إلا أنها قد تورطه في مشكلات، إذا قرر يوما العودة إلى باكستان. وكانت محكمة مكلفة قضايا مكافحة الإرهاب أصدرت مذكرة توقيف بحق مشرف في فبراير (شباط) الماضي، في إطار التحقيق في مقتل رئيسة الوزراء السابقة، بي نظير بوتو، التي قتلت في اعتداء انتحاري عام 2007، وذلك بتهمة التقصير في حمايتها.

وحول شأن آخر، أعلن الجيش الباكستاني أمس عن إجراء تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ متوسط المدى قادر على حمل رؤوس نووية. وأجرت «مجموعة الصواريخ الاستراتيجية» التابعة للجيش تجربة إطلاق الصاروخ «حتف 7»، الذي يطلق عليه أيضا اسم «بابور»، في إشارة إلى اسم قائد إسلامي قام بغزو الهند في القرن السادس عشر. وقال المتحدث باسم الجيش ميجور جنرال، اطهر عباس: «الصاروخ بابور يمكنه حمل رؤوس استراتيجية وتقليدية لمسافة 700 كلم، كما أنه يطير على مستوى منخفض، ولديه قدرات عالية على المناورة ودقة بالغة في إصابة الهدف».