إنقاذ فتى من تحت الأنقاض بعد 5 أيام على زلزال تركيا

أنقرة عن المساعدات الإسرائيلية والأرمينية: لا نريد المزج بين المسائل الإنسانية والسياسية

إسعاف الفتى فرحات توكاي بعد انتشاله حيا من تحت الأنقاض في ارجيس بتركيا أمس (أ.ب)
TT

انتشل فتى في الثانية عشرة من عمره حيا من بين أنقاض مبنى بعد خمسة أيام على زلزال تركيا الذي أودى بحياة 573 شخصا حسب حصيلة جديدة، بينما تزيد الأمطار والثلوج من تدهور وضع الذين شردتهم الهزة الأرضية. وبدت بارقة أمل بإنقاذ فرحات توكاي في الساعات الأولى من صباح أمس مع مواصلة فرق الإغاثة العمل على مدار الساعة في درجات حرارة دون التجمد بعد الزلزال الذي بلغت شدته 7.2 درجات في محافظة فان.

وكان الأمل تضاءل في العثور على مزيد من الناجين عندما أنقذ عمدت باداك البالغ من العمر 18 عاما من الركام في ارجيس مساء أول من أمس بعد محنته التي ربت عن مائة ساعة. غير أن الصور التلفزيونية أظهرت أحد عمال الإغاثة وهو يضع راحتيه فوق عيني فرحات أثناء إخراجه إلى النور لحمايته من وهج الأضواء الكهربائية الساطعة التي سلطت على موقع الإنقاذ.

وهرعت فرق الإنقاذ بالناجيين الصغيرين إلى مستشفى ميداني في بلدة ارجيس حيث نقلا بحسب تقارير إعلامية لاحقا جوا على متن مروحية إلى مستشفيات قريبة لتلقي مزيد من العلاج. وبحسب أحدث تقارير هيئة الطوارئ الحكومية انتشل حتى يوم أمس 187 شخصا أحياء من بين الأنقاض.

وبينما ارتفعت محصلة القتلى إلى 573 شخصا، صرحت الهيئة أن 2500 شخص إجمالا أصيبوا جراء الزلزال العنيف الذي ضرب البلدات والقرى بمحافظة فان شرقي تركيا. وكانت ارجيس الأشد تضررا حيث قال المسؤولون إن ثمانين مبنى انهارت.

كما تواصل هطول الثلوج في المحافظة أمس، مما أضاف إلى معاناة الناجين الذين اضطروا للبقاء في الخيام خشية انهيار الأبنية جراء توابع الزلزال. وعمت الشكاوى من تباطؤ جهود الإنقاذ في المناطق المتضررة ذات الغالبية الكردية.

واعترف رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بإخفاقات في التعامل مع الكارثة على الفور لكنه بعث بربع وزرائه لمباشرة العمليات في المحافظة وتخلى عن معارضته السابقة لتلقي المساعدات من الخارج. وكانت إسرائيل وأرمينيا بين البلدان التي قدمت مساعدات للضحايا الأتراك، وهما البلدان اللذان لا تربط أنقرة علاقات جيدة بهما. إلا أن أنقرة أكدت أن بوادر التضامن هذه ليست مؤشرا على تحسن علاقاتها الصعبة مع هذين البلدين. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال لوكالة الصحافة الفرنسية أمس: «لا نمزج بين المسائل الإنسانية وتلك السياسية» في ما يتعلق بالعلاقة بين تركيا وإسرائيل. وأوضح أن موقف أنقرة لم يتغير حيال «التوقعات الجوهرية» تجاه إسرائيل أي تقديم الدولة العبرية اعتذارا وتعويضات لعائلات الناشطين الأتراك التسعة الذين قتلوا إثر هجوم إسرائيلي على سفينة تركية كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة في مايو (أيار) 2010.

وفي تلك الأثناء استمرت معاناة الناجين جراء الثلوج والأمطار التي أحالت بعض المخيمات إلى ساحة موحلة. وبدأت السلطات إزالة الركام في محافظة فان، غير أنه تم إلقاء بعض من ركام ارجيس على شواطئ بحيرة فان، البحيرة الأكبر في البلاد. ونقلت صحيفة «راديكال» اليومية عن سائق شاحنة قوله «في البداية قال مكتب الحاكم المحلي (في ارجيس) إنهم سيقولون لنا أين نرمي الركام، ولكنهم لم يحسموا أمرهم ومن ثم قالوا لنا اتركوه في أي مكان قرب البحيرة. وها نحن!». وقالت الصحيفة إن 250 شاحنة عملت على إزالة الركام على مدار 15 رحلة يوميا إلى البحيرة. وأكد مسؤول من مديرية الأشغال المائية أن بعض الركام ترك قرب البحيرة الخميس، ولكن الشاحنات بدأت أمس إلقاء حمولتها في مستودع للقمامة على مسافة عشرة كيلومترات خارج ارجيس.