أعضاء في المجلس الوطني السوري يطالبون بدعم التدخل العسكري لمواجهة النظام

أحدهم لـ «الشرق الأوسط»: خيار التدخل سيئ.. لكن بقاء الأسد أسوأ

TT

خرج آلاف السوريين، أمس، للمطالبة بفرض حظر جوي يحمي الجيوش المنشقة ويشجع العناصر المترددة على الانشقاق، كما يحمي المدنيين من استخدام النظام لسلاح الجو لقصفهم. المطالبة بحظر جوي قرأه المعنيون على أنه خطوة أولى باتجاه المطالبة صراحة بتدخل عسكري دولي يضع حدا للأزمة السورية بعد 7 أشهر على اندلاعها. سيناريو لا ينفيه عدد من أعضاء المجلس الوطني الذين يؤكدون أن المجلس يسعى حاليا للالتصاق قدر الإمكان بمطالب الناشطين على الأرض غير مستبعدين اللجوء للخيار العسكري لمواجهة النظام من خلال تدخل دولي أو حمل السوريين للسلاح للدفاع عن أنفسهم.

في هذا الإطار، اعتبر سمير نشار، عضو الأمانة العامة والمجلس التنفيذي للمجلس الوطني السوري، أن «خياري التدخل العسكري والحرب الأهلية سيئان للغاية ومعظم السوريين يرفضونهما، لكن الخيار الأسوأ يعني بقاء بشار الأسد في السلطة»، لافتا إلى أن «للخيارين الأولين أجلا محددا فيما لا مدة محددة للخيار الثالث كون بشار الأسد قد ورث السلطة عن والده، وإذا بقي سيورثها لولده». وأضاف: «نحن لا نعيش بعصر الاستعمار، وهاهو المثال الليبي لا يزال شاخصا أمامنا، فلولا التدخل العسكري هناك لكان (معمر) القذافي قد أباد أهالي بنغازي».

وشدد نشار على أن «الشعب السوري حسم خياره، وهو يريد حماية الأمم المتحدة والدول العربية من القتل الممنهج الذي يقترفه نظام الأسد بحقه»، وقال: «الشعب يطالب بأي آلية من آليات الأمم المتحدة لوقف عمليات القتل بعد 7 أشهر بغياب أي رادع يحد من المجازر، وبالتالي إذا لم يلبِّ المجتمع الدولي والعربي مطلب حماية المدنيين، فالسوريون سيحملون السلاح دفاعا عن أنفسهم، وهو ما يحصل فعليا في كثير من المناطق». ولفت نشار إلى أن المجلس الوطني «يجب أن ينحاز بالنهاية لخيارات الشعب، وهذا ما يقوم به حاليا، وهو سيحدد خطواته على ضوء الوقائع والتطورات على الأرض»، متوقعا أن تتجه الأمور «باتجاه خيارات سيئة إلا في حال تنحي الأسد أو حصول انقلاب عسكري».

بدوره، أكد عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني مطيع البطين أن «كل السبل متاحة للإطاحة بالنظام»، مشددا على أن «الثوار هم من سيحددون كيف ستتجه البوصلة في الأيام المقبلة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نسعى للالتصاق قدر الإمكان بمطالب الثوار ونعمل على اكتساب الدعم الخارجي للاعتراف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري».

ولفت البطين إلى أن «النظام السوري سيتحمل وحده تبعات المطالبة بحظر جوي أو بغيره، كونه هو من يجر السوريين باتجاه حمامات الدم»، مشددا على أن «المجلس الوطني لن يتغاضى عن إعلان العصيان المدني في المدن السورية كافة لمواجهة القتل الممنهج الذي يعتمده النظام». وقال البطين: «المطلوب مواقف سريعة، فالمُهل لا تنفع مع طاغية أخطر من القذافي.. نأمل ألا نشهد سيناريو ليبيا على الأراضي السورية، لكننا نعلم تماما أن الأسد لن يتخلى عن السلطة إلا بفاتورة عالية جدا من دماء السوريين».

في هذا الوقت، أعلن الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص أسامة الحمصي أن «المدينة تنتفض عن بكرة أبيها»، وقال: «الجيش الآن هو رهينة للأمن السوري، ونحن نريد أن يتحرر الجيش وأن يقوم بواجباته في حماية الناس من الشبيحة، وما نطالب به هو حظر جوي؛ لأنه بذلك سوف تزيد الانشقاقات وسوف نرى كتائب كاملة تنشق عن الجيش».

وتابع الحمصي: «هذا النظام أصبح في موقع من يصدر الإرهاب إلى دول الجوار، وقد رأينا ماذا حصل في اليمن، بينما نحن نريد الإبقاء على الطابع السلمي ولا نريد لأي مدني أن يحمل سلاحا، في مقابل هذا النظام الذي لا يتعامل مع الناس سياسيا بل يتعاطى بشكل أمني، والحل الذي نراه وهو القيام بحظر جوي أممي».