في جمعة «الحظر الجوي»: المتظاهرون ينتقدون المعارضة.. والوفد العربي

خاطبوا الأسد: 23 مليون مندس يقولون لك ارحل.. ولافتات للحريري: اليد التي اغتالت أباك تفتك بالشعب السوري

TT

في جمعة أراد المتظاهرون في سوريا أن تكرس للمطالبة بفرض حظر جوي على سوريا وحماية للمدنيين، تمحورت غالبية الهتافات والشعارات واللافتات التي رفعت حول التأكيد على هذا المطلب، وأيضا إعلان الموقف من زيارة وفد اللجنة العربية المكلف بمتابعة الملف السوري والبحث عن مخرج للأزمة، ورفض الحوار مع نظام يقصف المدن بالمدافع ويرمي المتظاهرين بالرصاص.

وفي تنويع على الموضوعين الرئيسين جزم متظاهرون بأن النظام السوري الذي يفتك بشعبه هو من قتل رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، في حين سمح متظاهرون آخرون لأنفسهم بتغيير شعار حزب البعث وفيما تمسكوا بالوحدة العربية قالوا إن أهداف الشعب إسقاط النظام.

وتراوحت مواقف المتظاهرين من المعارضة السورية بين منتقد لتردد بالمطالبة بالحظر الجوي ومطالبتها بألا تكون أداة بيد النظام، فإن المواقف توحدت حول المطالبة بفرض حظر جوي، ففي درعا هتف المتظاهرون في قرية معربة «لا برهان ولا غليون بدنا الحظر الجوي شو ما كان يكون.. حتى نخلص من هالمجنون»، في غمز غير مباشر من موقف المجلس الوطني السوري الذي يرأسه المعارض البارز برهان غليون، والذي ما زال مترددا حول مسألة التدخل الدولي، بينما هتف أهالي العسالي في ريف دمشق الذين أكدوا أن المجلس الوطني يمثلهم بالمطالبة بالحظر الجوي وحماية المدنيين مع تحية لجيش سوريا الحر. وفي كفر نبل في ريف محافظة إدلب، والتي تتميز عادة بلافتاتها، وجه المتظاهرون انتقادهم للمعارضة السورية بصيغة نصيحة تحذرهم من ألا يكونوا كرماة غزوة أحد، وكتبوا: «يا أيها الذين عارضوا لا تكونوا كرماة أحد استعجلوا الغنائم فكانوا من الخاسرين»، كما أكدت لافتات كفر نبل أن السوريين قالوا منذ اليوم «لن ننسى من وقف معنا».

وفي حي الحجر الأسود في ريف دمشق قال المتظاهرون للمعارضة السوري في الداخل إن عليها أن تكون «مع مطالب الشارع السوري لا أن تكون لعبة ومهزلة بيد النظام». وطالبوا وفد الجامعة العربية بزيارة والدة الطفل حمزة الخطيب والشاب غياث مطر، اللذين قتلا خلال الأحداث. كما طالب المتظاهرون الدول العربية بقولهم «لا تكونوا شركاء في قتل أطفالنا» ورفعت لافتة في ريف دمشق تقول إن «220 شهيدا عدد شهداء المهلة العربية» الذين سقطوا خلال أقل من أسبوعين. وفي ريف درعا شكر المتظاهرون علماء المسلمين لدعمهم ثورة السوريين، كما رفعوا لافتات حملت قائمة بأسماء مذيعي قناتي «الجزيرة» و«العربية» ومعدي التقارير تقدموا إليهم بالشكر على تعاطفهم مع ضحايا النظام في سوريا، وقالوا للعرب إن «الطغاة كلهم واحد.. القذافي = الأسد». وتساءلوا «من أرسل السوريين ليناصروا الديكتاتور الليبي؟»، في إشارة إلى الطيارين السوريين الذين قتلوا في ليبيا. وكرروا خطابهم للرئيس الأسد «23 مليون مندس يقولون لك ارحل»، أما في العسالي وعلى لافتات كانت أقرب إلى العرائض غمز المتظاهرون أمين عام حزب الله حسن نصر الله بالقول «منذ 1963 ونحن نقول أميركا والغرب يكيلون بمكيالين واليوم أصبح لدينا عراف في لبنان اسمه نصر الله يبارك مصر وتونس وليبيا ويخطئ السوريين»، كما أوضحت لافتة أخرى أن الكلمات التي يكتبها المتظاهرون إنما يكتبونها «بدماء شهداء المهلة العربية». وتساءلت «كيف نحاور قتلتنا وأطفالنا وقتلة نسائنا؟ كيف نحاور الرصاص والقذائف والمدافع؟».

وفي كلام موجه للأسد «اعلم يا بشار أنك فاجر وكذاب أشر»، مشيرين إلى أن المشاركين في مسيرات تأييد الأسد التي خرجت الأسبوع الماضي هم «موظف مغلوب على أمره مساق وطالب جامعة أو معهد أو مدرسة مهدد بالفصل وجيش وأمن وشبيحة بلباس مدني ومستفيدون ومغرر بهم إعلاميا».

وكان من اللافت في مظاهرات كفر نبل مخاطبتهم رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري وسؤاله عبر لافتة ضخمة كتبوا عليها «هل ما زلت تبحث عن الحقيقة يا سعد الحريري، اليد التي اغتالت أباك تفتك بالشعب السوري». ويعد هذا تطورا في الاتهامات التي يوجهها الشارع المناهض للنظام ولعلها المرة الأولى التي تتهم فيها جهات شعبية النظام السوري بالضلوع بجريمة اغتيال رفيق الحريري.