اللواء الأحمر: الحوار مع النظام «مسرحية زائفة».. و«الحاكم» يتجه إلى ترشيح هادي للرئاسة

قتلى في أرحب.. و«القاعدة» تنفي مقتل مسؤولها الإعلامي إبراهيم البنا

جندي منشق عن النظام يلوح بعلامة النصر إلى جانب مدفعه الثقيل في صنعاء أمس (رويترز)
TT

استمرت أمس الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في وقت ندد فيه اللواء المنشق علي محسن الأحمر بالمسرحية الهزيلة التي يدعو إليها النظام في شكل الحوار الذي دعا إليه الرئيس اليمني. يأتي ذلك في وقت يتجه فيه الحزب الحاكم إلى ترشيح نائب رئيس الجمهورية منصور هادي للرئاسة في المرحلة المقبلة. وقال بيان صادر عن مكتب اللواء علي محسن الأحمر تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن الحوار الذي يدعو إليه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ما هو إلا مسرحية هزيلة القصد منه ذر الرماد في العيون، حسب تعبير البيان. وأضاف البيان أن الرئيس صالح «قد شرع في استحداث مواقع عسكرية جديدة، ونشر كتائبه بكل أسلحتها في العاصمة صنعاء وتعز»، وحذر البيان مما سماه عمليات اغتيال يسعى النظام إلى تنفيذها، بالإضافة إلى مسلسل الخطف والتهديدات المستمرة للعناصر المؤيدة للثورة، حسب البيان. إلى ذلك، قال مسؤول يمني، أمس، إن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم يتجه لإعلان نائب الرئيس، الفريق الركن عبد ربه منصور هادي، مرشحا للانتخابات الرئاسية، في حين تظاهر في العاصمة اليمنية، عشرات الآلاف من المحتجين من أنصار المعارضة المطالبين برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في وقت استمرت فيه المواجهات المسلحة في منطقة أرحب بشمال صنعاء.

وقال عبد الجندي، نائب وزير الإعلام، إن حزب المؤتمر سيعلن قريبا عن ترشيح هادي مرشحا للرئاسة، في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس علي عبد الله صالح ضغوطا شديدة من أجل التنحي عن السلطة ونقلها إلى نائبه، حسبما تقضي بذلك المبادرة الخليجية، ونفى الجندي، في مؤتمر صحافي بصنعاء، أمس، وجود خلافات بين الرئيس صالح ونائبه هادي حسبما تردد، خاصة بعد سفر نائب الرئيس إلى الولايات المتحدة للعلاج، وقال الجندي إن هادي سيعود إلى صنعاء الخميس المقبل.

وخرج عشرات الآلاف من المحتجين في مظاهرة للمطالبة بمن وصفوهم بـ«معتقلي الثورة» الذين اعتقلتهم أجهزة الأمن وقوات الجيش على مدى الأشهر التسعة الماضية التي تشهد احتجاجات تطالب برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وتزامنت هذه المظاهرات مع أنباء عن قرب وصول المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، مستشار ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة.

وفي تطور آخر، لقي 4 أشخاص مصرعهم في تجدد قصف قوات الحرس الجمهوري على منطقة أرحب، وقال شهود عيان إن محطة للتزود بالوقود تعرضت لقصف من قبل القوات الموالية لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، مما أسفر عن مقتل الأشخاص الأربعة وإصابة عدد آخر من المواطنين، ويعتقد أن بين القتلى والجرحى عددا من الأطفال.

ويشهد شمال العاصمة اليمنية مواجهات عنيفة، منذ عدة أشهر، بين القوات الحكومية الموالية لصالح والمسلحين القبليين المؤيدين لـ«الثورة السلمية»، حيث أعلنت معظم القبائل في المنطقة انضمامها للثورة وللاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس صالح.

وفي صنعاء، تحدثت مصادر محلية عن حدوث اشتباكات متقطعة في حي الحصبة بين القوات الموالية لصالح وأنصار زعيم قبيلة حاشد، الشيخ صادق الأحمر، في حين نفت مصادر معارضة انسحاب قوات الحرس الجمهوري من مناطق التماس في الحصبة في ضوء جهود الوساطة التي تبذل لوقف المواجهات العسكرية، وقالت تلك المصادر إن قوات الأمن المركزي حلت في مواقع الحرس الجمهوري، فيما تمركزت الأخيرة في شوارع خلفية.

على صعيد آخر، كثفت المعارضة اليمنية من نشاطها السياسي والدبلوماسي خارج اليمن، حيث التقى، أمس، وفد من «المجلس الوطني للقوى الثورية» برئاسة محمد سالم باسندوة، رئيس المجلس، بوزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي وشرح له التطورات على الساحة اليمنية، وقالت مصادر سياسية في صنعاء إن زيارة وفد المعارضة لعمان تأتي في سياق سلسلة زيارات لعواصم عربية وأجنبية من أجل شرح التطورات على الساحة اليمنية، وإن هذه الزيارات تهدف إلى حشد المزيد من الضغوط على الرئيس علي عبد الله صالح للتوقيع على المبادرة الخليجية والتنحي عن السلطة.

وفي سياق آخر نفى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في بيان وزع ليل السبت الأحد، مقتل مسؤوله الإعلامي المصري إبراهيم البنا في غارات يعتقد أنها أميركية استهدفت منطقة عزان في محافظة شبوة الجنوبية. وتبنى التنظيم في البيان نفسه الذي وزع في مدينتي عزان والحوطة المجاورة تفجير أنبوب الغاز بالقرب من ميناء بلحاف المطل على خليج عدن والبحر العربي منتصف أكتوبر (تشرين الأول).

وجاء في المنشور أن «الأكاذيب والادعاءات التي أعلنت عنها الحكومة» حول مقتل البنا «ليست بغريبة عنها. فقد أعلنت أكثر من مرة مقتل بعض المجاهدين وهو ما يظهر كذبها». ويسيطر تنظيم القاعدة على منطقتي عزان والحوطة منذ عدة أسابيع إضافة إلى عدة مدن في محافظة أبين المجاورة. وكان مسؤولون يمنيون أعلنوا عن مقتل سبعة أعضاء مفترضين من تنظيم القاعدة، منهم المسؤول الإعلامي المصري الجنسية إبراهيم البنا، في غارات جوية أميركية على ما يبدو في عزان منتصف أكتوبر. وقتل في الغارات نفسها نجل الإمام المتشدد أنور العولقي الذي قتل بدوره في غارة جوية أميركية في 30 سبتمبر (أيلول) بين منطقتي مأرب والجوف الواقعتين شرق وشمال العاصمة صنعاء. إلى ذلك، قال التنظيم في المنشور إنه مسؤول عن تفجير أنبوب الغاز بالقرب من ميناء تصدير النفط في بلحاف (جنوب) ردا على قصف عزان. وقال التنظيم «بعد قرابة ثلاث ساعات من القصف الأميركي على عزان فجر المجاهدون أنبوب الغاز الذي يمتد من محطة صافر في مأرب (وسط البلاد) إلى ميناء بلحاف بشبوة حيث قاموا بتدمير 12 مترا من الأنبوب مما أدى إلى انفجار خلف هالة كبيرة شوهدت على بعد مئات الكيلومترات». وقد أعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي هذا الأسبوع استئناف صادرات الغاز في ميناء بلحاف.