المبعوث الصيني بعد مغادرته دمشق: الوضع خطير في سوريا ولا يمكن أن يستمر

سيكه قال إنه «يجب على الأسد الاستجابة لمطالب الشعب المشروعة»

الموفد الصيني وو سيكه
TT

وصف الموفد الصيني إلى الشرق الأوسط وو سيكه الأوضاع في سوريا بـ«الخطيرة»، وأكد بعد أن غادر العاصمة السورية دمشق، أنه حذر السلطات السورية من أن قمع المظاهرات «لا يمكن أن يستمر».

وقال الموفد الصيني إنه «أكد لمسؤولين رفيعي المستوى في سوريا خطورة الوضع وإنه لا يمكن أن يستمر»، مضيفا أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن «يحترم ويستجيب للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب السوري». وكان الموفد الصيني قال خلال زيارة لسوريا الخميس إنه «يجب احترام إرادة الشعب ومطالبه المشروعة وهناك توافق واسع النطاق بشأن المشاركة الواسعة وسلمية الإصلاح».

وأوضح سيكه: «نعتقد أنه يمكن تحقيق مطالب الشعب السوري من خلال مشاركته ودفع عملية الإصلاح»، داعيا إلى «وقف كافة أعمال العنف حقنا للدماء وإجراء إصلاحات من خلال الحوار وغيره من الطرق السلمية»، مضيفا «يجب احترام خيار الشعب».

وأعرب المبعوث الصيني «عن الأمل بأن تسرع الحكومة السورية في تنفيذ التعهدات في الإصلاح وإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة من الأطراف المعنية بأسرع وقت ممكن وذلك بالاستجابة لتطلعات الشعب السوري ومطالبه المحقة».

واعتبر أن «الأولوية الأولى حاليا هي أن على الأطراف المعنية في سوريا تغليب مصالح الوطن والشعب ووقف كافة أعمال العنف واتخاذ إجراءات ملموسة لوقف الاشتباكات الدموية وسقوط ضحايا».

وتشهد سوريا منذ منتصف مارس (آذار) حركة احتجاجية لا سابق لها سقط خلالها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بينهم 187 طفلا على الأقل بحسب الأمم المتحدة التي حذرت من مخاطر وقوع «حرب أهلية».

وقال سيكة إنه التقى بنائب الرئيس السوري ووزير الخارجية وأعضاء من المعارضة أثناء زيارته لدمشق. وشدد على أن الصين تلتزم الحياد في الأزمة.

وكان سيكه يتحدث من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة حيث تجمع نحو 150 متظاهرا للتنديد بما قالوا إنه رد فعل ضعيف من الجامعة تجاه قمع الحركات المطالبة بالديمقراطية في سوريا واليمن، ورفع المحتجون لافتات كتب عليها «صمتك يقتلنا يا جامعة».

وكانت روسيا والصين، وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أثارتا استياء الغرب عبر استخدام حق النقض ضد مشروع قرار يدين نظام الأسد. وهدد مشروع القرار النظام السوري بـ«تدابير محددة» على قمعه الدامي للمتظاهرين، وقالت بكين إن مثل هذا القرار «لن يحسن» الوضع في سوريا. ولم يظهر أي أثر فيما يبدو للضغوط الأجنبية على حكومة الأسد لإنهاء حملة القمع الدموي المستمرة منذ سبعة أشهر ضد المحتجين المطالبين بإصلاحات سياسية. وتلقي الولايات المتحدة باللوم على الصين وروسيا في عدم مساندة جهودها لعزل حكومة الأسد دبلوماسيا وتشديد العقوبات الاقتصادية.

وكانت الصين قد دعت الثلاثاء الماضي سوريا إلى التحرك بشكل أسرع للوفاء بوعودها بتطبيق إصلاحات، وذلك بعدما أعلن الأسد أن نظامه يحضر لإجراءات سياسية جديدة، وهي المرة الأولى التي تبتعد فيها الصين عن موقفها القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية بخصوص سوريا، حيث أوقع القمع الدامي للمتظاهرين أكثر من 2900 قتيل منذ بدء حركة الاحتجاج غير المسبوقة ضد النظام.