عبد الجليل يبحث مستقبل العلاقات الليبية - المصرية في القاهرة غدا

يلتقي بالمشير طنطاوي وعصام شرف.. والتعاون الأمني والعمالة على رأس قائمة الاهتمامات

مصطفى عبد الجليل
TT

قالت مصادر دبلوماسية ليبية في العاصمة المصرية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي سوف يصل إلى القاهرة يوم الثلاثاء المقبل، في أول زيارة رسمية لجارته مصر منذ الإعلان عن تحرير ليبيا من نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، مشيرة إلى أن الزيارة، التي من المقرر أن تستمر يومين، تأتي في وقت تمر فيه ليبيا بـ«مرحلة حساسة ومهمة ومفصلية في تاريخها، وفي صناعة مستقبل لشعبها الشقيق».

وليبيا هي ثالث دولة من دول الربيع العربي تطيح بنظامها الحاكم استعدادا لبناء نظام ديمقراطي جديد، وذلك بعد نجاح الثورة في كل من تونس ومصر.

وأضافت المصادر أن كبار القادة المصريين الذين يديرون البلاد بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، سوف يستقبلون عبد الجليل، وعلى رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الحاكم، ورئيس الوزراء الدكتور عصام شرف، مشيرة إلى أن البلدين يتطلعان إلى تعاون مشترك في «ظل توجهات منفتحة وصريحة»، مقارنة بالعلاقة السابقة التي ربطت مبارك بالقذافي «دون أن تثمر عن تعاون يخدم الشعبين، خاصة وضع العمالة المصرية في ليبيا وحظ رجال الأعمال المصريين من الاستثمار في ليبيا».

وأعربت المصادر عن تطلع القاهرة وطرابلس لتوثيق التعاون بينهما في المرحلة المقبلة، خاصة في مجال العمالة وإعادة الإعمار، وحفظ الأمن ومنع تهريب الأسلحة على جانبي الحدود. وأوضحت المصادر أن زيارة رئيس المجلس الوطني الانتقالي لمصر والشعب المصري تأتي تقديرا لموقفه من الثورة الليبية ومساندتها.

وقالت المصادر إن المستشار عبد الجليل سيبحث في القاهرة العديد من الموضوعات والقضايا السياسية المهمة للدولتين في المرحلة المقبلة وسبل التنسيق بينهما، وذلك من خلال مناقشة القضايا المتعلقة بليبيا في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن، إلى جانب المستجدات على الساحة العربية والإقليمية وسبل التعاون بين مصر وليبيا وتونس لتحقيق طموحات الشعوب في الدول الثلاث. وأضاف المصدر أن ملف العلاقات الثنائية بين الدولتين في المجالات كافة سيحتل حيزا كبيرا في مباحثات رئيس المجلس الانتقالي مع المسؤولين المصريين، خاصة سبل تفعيل التعاون بين أجهزة الدولتين في المجالات الأمنية والتعليمية والاقتصادية والنفطية وفي قطاع الطيران المدني، بالإضافة إلى موضوع مشاركة مصر في عملية إعمار ليبيا، وطرق عودة العمالة المصرية إلى السوق الليبية في ضوء إعلان السلطات في طرابلس عن حاجتها لعودة 450 ألف عامل مصري إلى جانب ما ستحتاجه الشركات الدولية في عملية إعادة الإعمار.

وتتعامل السلطات المصرية مع ليبيا باعتبارها عمقا استراتيجيا لها، وأكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية، محمد مصطفى كمال، أن ليبيا عمق استراتيجي لمصر وأن أمنها واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن مصر واستقرارها، مشيرا إلى أن مصر ستلعب في هذه المرحلة (بعد انتصار الثورة المصرية) دورا فاعلا وداعما للدول العربية في إطار دورها التاريخي المعهود.

وترأس كمال وفد مصر في «مؤتمر لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا» الذي استضافته الدوحة أخيرا، وقال إن ليبيا تسعى الآن لتحقيق تطلعات الشعب من خلال إقامة دولة المؤسسات ودولة القانون وتحقيق مطالب الديمقراطية والعدالة، مؤكدا أهمية كل ذلك لأنه سيؤدي إلى استقرار ليبيا.

ووقع أحمد البرعي وزير القوى العاملة المصري، مع سعيد الرايس، رئيس مجلس إدارة قطاع الهندسة والتشييد بليبيا، اتفاقا يقضي بتلبية الجانب المصري احتياجات سوق العمل الليبية عبر برامج تدريبية معتمدة، وفقا لمستوى التأهيل اللازم.

وقال بيان لوزارة القوى العاملة إنها اختارت 10 آلاف عامل كدفعة أولى من قاعدة البيانات المسجلة بالوزارة عن العمالة المصرية العائدة من ليبيا، وتم إخطارهم بإجراء الاختبارات الفنية اللازمة لهم عبر 30 مركز تدريب مهني، قبل عودتهم إلى ليبيا مجددا.

من جانبه، وقع الاتحاد العام للمقاولين المصريين أمس برتوكول تعاون مع اتحاد الهندسة والمقاولات الليبي، يقضى بأن تحصل شركات المقاولات المصرية على حصة في عمليات الإعمار في ليبيا. ونقلت وسائل إعلام محلية عن حسن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة الاتحاد قوله أمس إنه بموجب البروتوكول، سيكون للشركات المصرية الحق في أن تحصل على جزء من مشروعات الإعمار في ليبيا، وستتعاون الشركات المصرية مع نظيراتها الليبية في قطاع المقاولات.