غزة: تهدئة بوساطة مصرية.. تخرقها إسرائيل

أبو أحمد: «سرايا القدس» نجحت في خلق توازن رعب مع الاحتلال

ثلاث من قريبات محمد عاشور (حركة الجهاد الإسلامي) يبكين أثناء تشييع جثمانه في خان يونس (رويترز)
TT

على الرغم من تأكيد كل من حركة الجهاد ومصر نبأ التوصل لتهدئة، أغارت طائرات الجيش الإسرائيلي مجددا على شرق قطاع غزة، مما أدى إلى مقتل فلسطيني وجرح آخر. وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرة استطلاع بدون طيار قصفت أحد البساتين، شرق مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع مما أسفر عن مقتل شاب فلسطيني وإصابة آخر بجراح حرجة. ولم يتسن حتى الآن التعرف على هوية القتيل والجريح، ولم يعرف إن كانا ينتميان لتنظيم فلسطيني أم لا. وجاءت هذه الغارة بعد ساعات من الإعلان عن تهدئة بين حركة الجهاد وإسرائيل بوساطة مصرية.

وقال الناطق باسم سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أبو أحمد، إن حركته تجاوبت مع الجهود التي بذلتها مصر لتحقيق التهدئة. وأضاف: «لقد استجدى الاحتلال الإسرائيلي التهدئة، وطلب تدخل المصريين بشكل مباشر»، مشددا على أن سرايا القدس نجحت في خلق توازن رعب مع الاحتلال ودفعته لطلب التهدئة. من ناحيته، قال الناطق بلسان جيش الاحتلال، يوآف مردخاي: «إن جهات دولية، من بينها مصر، عملت من أجل تهدئة الأوضاع في الجنوب»، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيتصدى لعمليات إطلاق الصواريخ على المستوطنات في جنوب إسرائيل. وفي السياق ذاته، قال السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية، ياسر عثمان، إن مصر بذلت جهودا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وتثبيت التهدئة. وأوضح عثمان أن الجهود المصرية متواصلة مع كل الأطراف المعنية، مشيرا إلى أنه تم لمس تجاوب من هذه الأطراف تجاه تثبيت التهدئة. وكان سلاح الجو الإسرائيلي أغار على عدد من الأهداف في وسط وجنوب قطاع غزة الليلة قبل الماضية وفجر أمس، وأسفرت عمليات القصف التي قام بها عن مقتل أربعة من عناصر سرايا القدس، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى تسعة، بعد أن قتل خمسة من عناصر السرايا، عندما استهدف ظهر أول من أمس، موقع تدريب يقع غرب مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع. وردت السرايا على ذلك، بإطلاق عشرات الصواريخ من طراز «غراد» على مدن أسدود وعسقلان وبئر السبع، مما أدى إلى مقتل مستوطن في عسقلان، في حين أسفر القصف الذي استهدف أسدود عن إصابة عشرة أشخاص.

من ناحية ثانية، أعلن رؤساء بلديات المدن الثلاث، تعطيل الدراسة في جميع مراحلها بسبب تعاظم المخاطر الأمنية على الطلاب لدى مغادرتهم منازلهم أو عودتهم من المدارس.

إلى هذا، سخرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس، من ادعاءات جيش الاحتلال بأن عملية الاغتيال التي استهدفت عناصر الجهاد الإسلامي، جاءت بسبب نية هذه العناصر قصف صواريخ على إسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الاغتيال تمت في معسكر تدريب مفتوح للجهاد الإسلامي لا تطلق منه صواريخ، مشيرة إلى أن عملية التصفية تمت بتوصية من الشاباك. وتساءلت الصحيفة عن علاقة عملية الاغتيال بالاحتجاجات الشعبية في إسرائيل ضد ارتفاع الأسعار وغلاء الشقق السكنية وتوقيتها.

وعلى الرغم من الإعلان عن التوصل للتهدئة، فإن طائرات الاستطلاع من دون طيار، التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تقوم بالتحليق على مستويات منخفضة في أجواء القطاع. ويذكر أن سلاح الجو الإسرائيلي يعتمد على الطائرات من دون طيار في تنفيذ معظم عمليات التصفية التي تتم من الجو. إلى ذلك انتقدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أداء المنظومة المضادة للصواريخ التي يطلق عليها «القبة الحديدية»، والتي نصبها الجيش الإسرائيلي في محيط المدن جنوب إسرائيل، بهدف اعتراض الصواريخ التي تطلق من القطاع. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» في عددها الصادر أمس، إلى أن منظومة «القبة الحديدية» المنصوبة في محيط مدينة أسدود، فشلت في اعتراض الصواريخ التي أطلقت على المدينة، مما يثير تساؤلات حول نجاعة المنظومة، وحول التلكؤ في نشرها في مناطق الجنوب. وفي السياق ذاته، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، عضو الكنيست الإسرائيلي، شاؤول موفاز، في حديث مع الإذاعة العامة الإسرائيلية، إلى «استهداف قادة حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة وضرب البنى التحتية هناك بشكل متواصل». وقال: «على إسرائيل أن تستعيد قوة الردع التي فقدتها، إذ إن هذه هي الطريقة الوحيدة لضمان وقف القصف الصاروخي الفلسطيني».