رئيس أركان الجيش العراقي: العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن أجوائه قبل 2020

القوات الأميركية تستعد لمغادرة واحدة من قواعدها في جنوب بغداد

قوات أميركية تنسحب من قاعدة «كالسو» جنوب بغداد أمس (أ.ب)
TT

احتشدت في «كالسو»، إحدى قواعد الجيش الأميركي جنوب بغداد، شاحنات ضخمة وسط حركة دؤوبة لجنود أميركيين يواصلون إخلاء معداتهم مع اقتراب موعد انسحابهم الكامل من العراق نهاية العام الحالي. وتقع قاعدة «كالسو» على مقربة من ناحية الإسكندرية (50 كلم جنوب بغداد) وسط العراق، وتمثل نقطة رئيسية لشحن أطنان من المعدات العسكرية وآلاف الجنود باتجاه الكويت على الأغلب، خلال الشهرين المقبلين. ويفترض أن ينتهي تنفيذ هذه الخطة اللوجستية في 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل طبقا لقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بانسحاب كامل القوات الأميركية من العراق نهاية العام الحالي، وفقا للاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن.

وقال الكابتن مارك ألفيرس، قائد إحدى الوحدات في قاعدة «كالسو»، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن العملية اللوجستية التي يجب أن تنتهي في 31 ديسمبر المقبل «عملية ضخمة فعلا»، مضيفا: «أمضينا أكثر من 8 سنوات هنا، وعلينا إجلاء معدات (استخدمت) خلال 8 سنوات من موقع واحد».

ونظرا لموقعها الاستراتيجي على امتداد الطريق الرئيسي المؤدي إلى جنوب العراق، ستكون «كالسو» إحدى آخر خمس قواعد أميركية في العراق، وفقا لما ذكره اللفتنانت كولونيل جيسون هايز قائد الكتيبة الثانية من قوات «الفرسان» في القاعدة. وستقوم القوات الأميركية بتسليم القاعدة إلى القوات العراقية مع قسم من العتاد في وقت لاحق لم يحدد حتى الآن لأسباب أمنية.

وقال ألفيرس إن «قاعدة كالسو تعد حلقة وصل بين القواعد الأصغر والمراكز الرئيسية للقوات الأميركية مثل الكويت و(قاعدة) بلد». وأضاف: «لذلك تتوقف هنا ما بين قافلتين وعشرين قافلة تضم الواحدة منها ما يصل إلى خمسين شاحنة للتزود بالوقود والراحة قبل مواصلة الرحلة عبر جنوب العراق». وتستخدم شاحنات مدنية تابعة لشركات خاصة لنقل تجهيزات الجيش الأميركي.

وقال الميجور جنرال جيفري بوكانن المتحدث باسم القوات الأميركية في العراق، إنه في غضون أسبوع واحد منذ مطلع الشهر الحالي، تحركت 399 قافلة تضم 13 ألفا و909 شاحنات.

ويؤكد الميجور فرانك كروز أحد الضباط المسؤولين عن العمليات اللوجستية في قاعدة «كالسو» أن «عمليات الانسحاب الحقيقة بدأت فعليا في أخذ حجم كبير منذ شهر» واحد فقط. ويضيف: «إنها تجري بحيوية أكبر الآن». وأشار بالقول: «قمنا بأقل من نصف (العمل) لكننا ضمن الوقت المحدد في الجدول».

وما زال نحو 39 ألف عسكري أميركي في العراق موزعين في 15 قاعدة بينهم ثلاثة آلاف في «كالسو»، فيما بلغ عدد الجنود الأميركيين ذروته عامي 2007 و2008، 170 ألفا انتشروا في 505 قواعد. ويرى الكابتن رايان إدوارد، أحد الضباط العاملين في القاعدة ذاتها، أن «العراقيين أيضا، يريدون معرفة موعد رحيلنا».

يرى إدوارد أن الجيش العراقي «قادر» على الاعتماد على نفسه، وهو الجيش الذي أمضى إدوارد أغلب فترات خدمته في العراق في تدريبه.

أما اللفتنانت كولونيل هايز فيقول: «أعتقد أن الجيش والشرطة العراقيين قادران على مواجهة الأوضاع الأمنية الحالية، ولكن في حال تصاعد أعمال العنف خصوصا مع تدخل جهات خارجية، فإنني أعتقد عندها أن الأوضاع ستكون أكبر من قدراتهم». ويضيف أنه يتمنى في هذه الحالة «أن يطلبوا المساعدة من المجتمع الدولي». ويقول: «هل سيفعلون أم لا؟! هذا هو السؤال الكبير».

في هذه الأثناء نقل تقرير أميركي عن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري قوله إن العراق لن يكون قادرا على حماية أجوائه وحدوده قبل عام 2020 على الأقل، وذلك قبل أسابيع من انتهاء انسحاب القوات الأميركية من العراق.

وقال تقرير أعده المفتش العام الأميركي لشؤون إعادة إعمار العراق نقلا عن زيباري إن «العراق قد يحتاج لعدة سنوات قبل أن يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية، من دون مساعدة من شركائه الدوليين».وأضاف التقرير أن «الفريق زيباري أكد أن الوزارة (الدفاع) لن تكون قادرة على الدفاع ضد أي اعتداءات خارجية قبل موعد بين 2020 و2024»، موضحا أن «انخفاض تمويل الحكومة من أبرز أسباب التأخير».

وقال زيباري للمفتش الأميركي إن «العراق لن يكون قادرا على الدفاع عن أجوائه قبل 2020، في أقرب تقدير»، مؤكدا أن «جيشا من دون غطاء جوي يعد جيشا مكشوفا».

وكان العراق قرر شراء 18 طائرة من طراز «إف - 16» من الولايات المتحدة، لكن تسلم الطائرات ودخولها في العمل بصورة فعلية يتطلب عدة سنوات.