إسطنبول: مؤتمر حول أفغانستان ستطلب خلاله واشنطن من دول الجوار عدم التدخل

هجمات طالبان بلغت أعلى مستوياتها

مواطنون أفغان يتطلعون إلى بقايا التفجير الانتحاري الذي ضرب العاصمة كابل وأدى إلى مقتل 16 جنديا أميركيا أول من أمس (أ.ب)
TT

تستضيف إسطنبول بعد غد الأربعاء مؤتمرا دوليا حول أفغانستان ستطلب الولايات المتحدة خلاله من دول الجوار عدم التدخل في الشؤون الأفغانية.

وصرحت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «نعمل مع الحكومة الأفغانية لمساعدتهم (الأفغان) على ضمان التزام جميع جيرانهم باحترام سيادة وسلامة الأراضي الأفغانية ودعم المصالحة الأفغانية».

وتسهم الولايات المتحدة بأكثر من ثلثي جنود حلف شمال الأطلسي المنتشرين في أفغانستان والمقدر عددهم بـ140 ألفا.

وأضافت كلينتون أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أن «ذلك سيكون نقطة أساسية عندما سأذهب إلى إسطنبول الأسبوع المقبل للقاء وزراء خارجية المنطقة»، مشددة بوضوح على أن واشنطن تنتظر من جيران أفغانستان ألا يتدخلوا في الشؤون السياسية والعسكرية لهذا البلد.

وينتظر أن يشارك نحو عشرين دولة ومنظمة في مؤتمر إسطنبول والذي سيشارك فيه أيضا وزراء الخارجية الفرنسية ألان جوبيه والألماني غيدو فسترفيله إضافة إلى مندوبين عن الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (الصين وبريطانيا وروسيا إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا).

كذلك ستحضر وزيرة الخارجية الباكستانية هينا رباني خار إلى إسطنبول لكن على اللائحة الرسمية للمشاركين التي قدمتها السلطات التركية بقيت الخانة المخصصة لإيران فارغة.

وقد توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان حليفها الأساسي منذ نهاية عام 2001 في حربها ضد المتمردين الطالبان في المنطقة إلى حد كبير في الأشهر الماضية خصوصا بعد أن قتل كومندوز أميركي محمول جوا سرا أسامة بن لادن في الثاني من مايو (أيار) في شمال باكستان. وفي 21 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي دعت الولايات المتحدة باكستان إلى اتخاذ «تدابير مشددة في الأيام أو الأسابيع» المقبلة للقضاء على معاقل المتمردين الطالبان الأفغان على أراضيها ودفعهم إلى صنع السلام مع حكومة كابل.

وقد قتل أول من أمس ما لا يقل عن 17 شخصا بينهم خمسة عسكريين وثمانية موظفين مدنيين من قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان (إيساف)، جميعهم من الأميركيين، إضافة إلى أربعة أفغان في هجوم انتحاري في كابل تبنته حركة طالبان.

وسيسبق مؤتمر إسطنبول الثلاثاء اجتماع جديد لقمة ثلاثية بين تركيا وأفغانستان وباكستان برئاسة الرئيس التركي عبد الله غل.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلتشوك اونال بأن هذا الاجتماع الثلاثي يهدف إلى توسيع التعاون والحوار بشكل أكبر بين أفغانستان وباكستان. وفي ما يتعلق بمؤتمر إسطنبول حول أفغانستان قال اونال إن مستقبل جنوب آسيا يمر عبر التعاون الإقليمي.

وفي إسطنبول يتوقع أن تروج كلينتون للمشروع الأميركي المعروف بـ«طريق الحرير الجديد» الذي يهدف إلى حرية التبادل بين دول المنطقة في إطار خطة طويلة الأمد ترمي إلى ترسيخ السلام والاستقرار على الصعيد الإقليمي. وسيتبع مؤتمر إسطنبول في مطلع ديسمبر (كانون الأول) المقبل مؤتمر في بون بألمانيا.

وقد كثف طالبان الذين طردوا من الحكم قبل عشر سنوات على يد تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة، بشكل كبير تمردهم في السنوات الأخيرة على الرغم من وجود قوات عسكرية دولية من المقرر أن تنسحب بحلول نهاية عام 2014. وعلى الرغم من مليارات الدولارات التي صرفت منذ سقوط نظام طالبان أواخر عام 2001 فإن أفغانستان ما زالت تعد من أفقر دول العالم إذ يعيش نصف سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة تحت خط الفقر بحسب الأمم المتحدة.