قرغيزستان: ترجيح فوز مرشح الشمال مع احتمال دورة ثانية

السلطة الانتقالية دعت للتصويت بهدوء في الانتخابات.. و2متنافسان يهددان بالنزول للشارع

قرغيزية تدلي بصوتها في مركز اقتراع بمدينة أوش الجنوبية أمس (أ.ب)
TT

توافد الناخبون في قرغيزستان، أمس، إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد سيكون مطالبا بتضييق هوة الانقسامات التي تهدد الاستقرار في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في خطوة حيوية لاستكمال إصلاحات جريئة لإقامة أول ديمقراطية برلمانية في آسيا الوسطى. ودُعي الناخبون لاختيار رئيسهم من بين 16 مرشحا يظل أبرزهم ألماظ بك أتامبايف، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي رئيس الحكومة الحالي، وأداخان مادوعمروف، رئيس حزب «بوتون قرغيزستان» (قرغيزيا الموحدة) المعارض، وكامتشي بك تاجييف، زعيم الكتلة البرلمانية لحزب «أتا جورت» (الوطن) الموالية للحكومة. كانت استمارات الانتخابات قد تضمنت، حتى صباح أمس، أسماء 23 مرشحا جرى استبعاد 7 منهم في اللحظة الأخيرة.

وفي الوقت الذي رجحت فيه استطلاعات الرأي فوز أتامبايف، مرشح المناطق الشمالية، من الجولة الأولى، لم يستبعد مراقبون إجراء جولة ثانية؛ نظرا لكثرة عدد المرشحين، ورشحوا لخوضها كل من أتامبايف ومادومرادوف، مرشح المناطق الجنوبية في قرغيزستان، بوصفهما المرشحين الأوفر حظا لخوض انتخابات الإعادة.

كان المنافسان مادوعمروف وتاجييف مقربين من الرئيس المخلوع كرمان بك باقييف، ولا يتمتعان بقاعدة قوية بين الغالبية القرغيزية في الجنوب المضطرب، مما يثير قلق الأوزبك الذين يشكلون أقلية، وكانوا الضحايا الرئيسيين لأعمال العنف العرقية التي أسفرت عن سقوط 470 قتيلا العام الماضي. وهما لا يثيران ارتياح الشمال أيضا، الذي يضم الجزء الأساسي من النخبة السياسية والاقتصادية. وقد توعد هذان المرشحان بنزول أنصارهما إلى الشارع في حال حصول عمليات تزوير.

من جهتها، دعت الرئيسة بالوكالة، روزا أوتونباييفا، أمس، الناخبين إلى الامتناع عن «المشاركة في أي مظاهرة سلبية» لحماية السلام الهش. وقالت أوتونباييفا، التي تولت الرئاسة بالإنابة بعد انتفاضة 2010 والتي لا يحق لها الترشح للانتخابات الرئاسية: «يجب عدم تحريض الشعب على ارتكاب أعمال غير مشروعة وتقويض دولتنا». وأضافت: «إنني واثقة من أن الشعب القرغيزي سيصوت بهدوء وسيمتنع عن أي مظاهر سلبية. الناس يقدرون السلام والتفاهم. قبل عام واحد كنا على حافة هاوية، والآن نعرف ثمن الوحدة».

وعلى الرغم من قبول قرغيزستان للرقابة الدولية التي عهدت بها إلى ممثلي الكثير من المنظمات والهيئات الدولية وشارك فيها ما يقرب من 700 منهم إلى جانب آلاف المندوبين عن المنظمات القرغيزية غير الحكومية فإن الساعات الأولى من انتخابات أمس سجلت الكثير من الشكاوى بسبب ما قيل حول انتهاكات تمثلت في تكرار تصويت الكثير من الناخبين وعدم ثبات الأحبار المستخدمة للحيلولة دون ذلك. كانت قرغيزستان قد أقرت مشاركة أبنائها في الخارج في العملية الانتخابية، وافتتحت لذلك 29 لجنة انتخابية في 23 بلدا أجنبيا، بينما وفرت استمارات خاصة لتصويت المواطنين ممن فقدوا نعمة البصر.

وتشهد قرغيزستان، البلاد الجبلية والفقيرة التي تعد 5 ملايين نسمة، انقسامات كثيرة بين القرغيز والأوزبك، وبين الشمال المديني والمزدهر نسبيا والجنوب الفقير والريفي عموما، وبين أنصار النظام السابق وأنصار النظام الجديد. ويعتبر استقرار قرغيزستان مسألة حاسمة للولايات المتحدة التي تملك في هذا البلد قاعدة جوية أساسية لنشر قواتها في أفغانستان. كما تملك روسيا في هذا البلد بنى تحتية عسكرية.