«التقدمي» التونسي لن يشارك في حكومة يرأسها «النهضة» لكنه لن يتخذ مواقف مناوئة له

اللوز: حزبنا يمر بلحظة تقييمية مهمة بعدما قلل من قوة خصومه

TT

كشف المنجي اللوز، رئيس الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي التقدمي التونسي، أن التوجه العام يؤكد أن الحزب لن يشارك في حكومة يشكلها أو يرأسها حزب النهضة، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة اتخاذ موقف مناوئ من الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن «التقدمي» سيحكم عليها من خلال مدى تعاطيها مع الملفات والقضايا الثقيلة التي تنتظرها على غرار التشغيل، والتوازن بين الجهات، والأمن، وإنعاش الاقتصاد.

وأضاف اللوز لـ«الشرق الأوسط» أن الحزب يمر بلحظة تقييمية مهمة بعدما قلل من قوة خصومه السياسيين، خاصة حزب النهضة، منافسه المباشر، مما أدى إلى إخفاقه في انتخابات المجلس التأسيسي بعد أن بوأته مختلف استطلاعات الرأي المرتبة الثانية بعد حزب النهضة.

واعترف اللوز بأن «التقدمي» لم يقدر حقيقة قوة «النهضة» على الميدان، وهول من قوته، ونفخ في صورته دون أن يؤسس لوضع تنظيمي يكفل له الوصول إلى أكبر قدر ممكن من الناخبين، وقال: «نحن نعترف بأننا خسرنا في السباق الانتخابي، ولكننا سنعود».

وقال اللوز إن الحزب الديمقراطي التقدمي عقد أول من أمس اجتماعا ضم مختلف قياداته واستمر أكثر من تسع ساعات خصصت لتقييم أسباب الفشل في الانتخابات الماضية.

وبشأن أهم الاستنتاجات التي توصلت لها قيادة الحزب، قال اللوز إن سوء التقدير للوضع الجيوسياسي في المنطقة العربية كان وراء جزء من الإخفاق، مشيرا إلى أن الموجة القوية الآن تتجه نحو إعطاء الفرصة للإسلام السياسي لقيادة المنطقة، ولم تكن لتونس إمكانية الخروج من هذا الاتجاه. وأوضح أن هذا الوضع الجديد هو الذي جعل المنافسة مع حزب النهضة تبدو كأنها معركة من أجل الهوية. وقال إن التونسيين انتخبوا «من يخاف الله»، بالمعنى التقليدي، على حد تعبيره. وكانت مسألة الهوية والمشاعر الدينية حاضرة بقوة في الحملة الانتخابية، وقال إن قضية «قناة نسمة» وتوظيفها سياسيا ساهمت بدورها في خسارة الحزب نقاطا مهمة أمام خصمه المباشر.

وحول تقدم الحزب للتونسيين بوصفه حزبا يسعى إلى حكم البلاد، قال اللوز إن سوء التقدير للوضع النفسي للناخب التونسي أفقد الحزب كثيرا من مسانديه، مشيرا إلى أنه سعى بسرعة نسبية إلى استقرار الحكم، في حين أن بقية الأحزاب واصلت الحديث بمنطق ثوري، والشعب كان يطالب بالمحاكمات والقصاص. وأضاف قائلا إن «التقدمي» مر إلى مرحلة بناء تونس الجديدة بعيدا عن الضغائن والأحقاد، وهذا الأمر أضر كثيرا به وبنتائجه المسجلة في انتخابات المجلس التأسيسي.

وبشأن فتح «التقدمي» أبوابه أمام فلول التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب زين العابدين بن علي)، قال اللوز إن موقف الحزب من التجمع، والعناصر القديمة جعل منافسيه يشنون عليه حملات موجهة قللت من فرص نجاحه.

واعترف اللوز بالقدرة التنظيمية الهائلة لحزب النهضة، قائلا إن «لديه تنظيما محكما، ومختلف عناصره يخضعون للانضباط»، وهو أمر مختلف بالنسبة للحزب التقدمي على الرغم من الأعداد الكبيرة من مناضليه.

وقال اللوز إن الحزب الديمقراطي التقدمي يتعلم من أخطائه، وإنه أنفق كثيرا من الأموال على العمليات الإشهارية والدعائية أثناء الحملة الانتخابية، وكان الأجدى بالنسبة له لو وضعها في الميدان ووجهها للاتصال بالمباشر بالناخبين.

ولاحظ اللوز أن القوائم الانتخابية للتقدمي كانت تشكو من أوجه قصور كثيرة، ولم تعول كثيرا في الجهات على الأسماء التي تكفل لها كامل حظوظ النجاح.