مسؤول أميركي يدعو الدول العربية لدعم جهود واشنطن لزيادة الضغوط على الأسد للتنحي

الخارجية الأميركية ترحب بجهود الجامعة العربية وتتخوف من أن يتخذها الرئيس السوري وسيلة للمماطلة

TT

رحبت الولايات المتحدة بدعوة الجامعة العربية لدمشق لإنهاء العنف، وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية: «إننا نفهم أن مهمة لجنة الجامعة العربية هي مطالبة النظام السوري بوقف جميع أعمال العنف، وبدء حوار بين الحكومة السورية والمعارضة، بهدف تنفيذ الإصلاحات السياسية التي تستجيب لتطلعات الشعب السوري، وأن الولايات المتحدة ترحب بالجهود التي تبذلها الجامعة العربية لإقناع النظام السوري بوقف العنف ضد الشعب السوري، والسماح لهم بممارسة حقوقهم المعترف بها دوليا».

وأضاف المسؤول الأميركي: «إننا نتخوف من أن النظام السوري سيحاول أن يتخذ من المفاوضات أسلوبا للمماطلة، بينما يواصل قتل وسجن كل الأصوات المعارضة داخل سوريا». وطالب المسؤول الأميركي أن تقوم وفود الجامعة العربية بالتحدث إلى الشعب السوري التي يقفون وراء النظام والمسيرات التي تدعم النظام السوري. وقال: «إنه على الرغم من كل الدعوات، فإن أعمال العنف والاحتجاجات والاعتقالات ما زالت مستمرة في سوريا».

وشدد المسؤول الأميركي على أن لجوء الأسد لاستخدام القوة المميتة والقتل العشوائي يجب أن يتوقف، الآن، مشككا في رغبة النظام السوري في الحوار على الرغم من إعلانات الرئيس الأسد لكثير من النوايا الحسنة والإصلاحات. وقال المسؤول بالخارجية الأميركية: «لا يمكن لأي حوار له مصداقية أن يتم بين قوات أمنية وعسكرية تقوم بقتل وسجن وتعذيب السوريين الأبرياء في محاولة لإسكات المعارضة».

وألقى المسؤول الأميركي الكرة في ملعب السلطات السورية قائلا: «فقط يمكن للنظام السوري أن يتخذ خطوات لوضع حد للعنف، من خلال سحب القوات السورية فورا، والإفراج عن الآلاف المحتجزين بصورة غير قانونية».

وحول التقارير التي أشارت إلى دور للولايات المتحدة في إعادة الملف السوري إلى مجلس الأمن، وإرسال مراقبين لحقوق الإنسان إلى دمشق، قال المسؤول الأميركي: «إننا نواصل حث النظام السوري على منح حق الوصول الفوري وغير المقيد والمستمر، للمراقبين الدوليين لحقوق الإنسان، وأن تسمح سوريا بدخول لجنة تحقيق تابعة لمجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، ودخول الصحافيين من الهيئات والمصادر الإعلامية المختلفة».

وفي إشارة غير مباشرة إلى تدخل إيران ودعم النظام في سوريا، حذر المسؤول الأميركي دولا في المنطقة العربية من تقديم الأسلحة للنظام السوري، وقال: «إن دولا في المنطقة العربية ودول العالم تتحدى فرض العزلة الدولية على النظام، ينبغي لدول في المنطقة الامتناع عن تقديم الأسلحة للنظام ليستخدمها في قمع مواطنيه».

وطالب المسؤول الأميركي الدول العربية بأن تنضم إلى جهود الولايات المتحدة لزيادة الضغوط على الأسد ونظامه حتى يتنحى عن الحكم.

وكانت جامعة الدول العربية قد دعت دمشق إلى إنهاء القمع الدموي للمتظاهرين في سوريا، وأرسلت اللجنة الوزارية العربية رسالة عاجلة إلى السلطات السورية، أعربت فيها عن «امتعاضها» لاستمرار عمليات القتل.

إلى ذلك، نشر المعهد العربي الأميركي بواشنطن، أمس، نتائج استطلاع للرأي، أشار فيه إلى أن الأسد قد يكون على الطريق ليصبح منبوذا في المنطقة العربية، وقال استطلاع الرأي الذي أجري في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين على أربعة آلاف عربي من ستة دول (المغرب ومصر ولبنان والأردن والسعودية والإمارات)، إن الحكومة السورية أصبحت معزولة وتنظر إليها الشعوب العربية بازدراء.

وأشارت نتائج الاستطلاع إلى أن الغالبية الساحقة من المستطلعة آراؤهم في الدول الست التي شملتها الدراسة، تقف إلى جانب السوريين ضد الحكومة السورية، وبلغت نسبة الدعم 83 في المائة في المغرب و100 في المائة في الأردن.

وفي سؤال حول إمكانية أن يستمر الأسد في الحكم، جاءت أعلى النسب الإيجابية لصالح استمراره لا تتعدى 15 في المائة في المغرب، و14 في المائة في مصر، بينما تناقصت إلى نسب أقل في بقية الدول التي استبعدت استمرار الأسد في الحكم، وجاء الدعم الأكبر للرئيس السوري من لبنان، حيث لا يزال اللبنانيون يدعمون حزب الله ويدافعون عن دور إيران في سوريا.