مظاهرة في جامعة القلمون المقربة من النظام.. والإدارة تعلق الدوام وتخلي السكن الداخلي

الاحتجاجات تصل إلى الجامعات الخاصة.. واشتباكات بالأيدي بين طلبة مؤيدين ومعارضين للنظام في درعا

صورتان بثتهما مواقع سورية معارضة لمظاهرة الطلاب بجامعة خاصة، في محافظة درعا، أمس
TT

لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس (آذار) الماضي، شهدت الجامعات السورية الخاصة أمس تحركات احتجاجية، وقال طلاب في الجامعة العربية الدولية - محافظة درعا - إنه بعد جلسة حوار كانت مقررة يوم أمس في الجامعة حصل اشتباك بالأيدي بين طلاب مؤيدين للنظام وآخرين مناهضين للنظام الذين قاموا بصبغ مياه البحيرة في الجامعة باللون الأحمر، في إشارة إلى لون الدم.

وانفضت الاشتباكات بعد تدخل أمن الجامعة الذي انحاز للطلاب المؤيدين، وفي الوقت نفسه خرجت مظاهرة في جامعة القلمون أكبر الجامعات الخاصة في سوريا، وتقع في منطقة القلمون وسط البلاد. وقال طلاب في الجامعة إن إدارة الجامعة قامت بتعليق الدوام إلى 11 / 12 / 2011. كما قامت بإخلاء السكن الجامعي خلال أقل من ساعة، وذلك على خلفية مظاهرة كبيرة خرجت في الجامعة أمس، حيث دعا مجموعة من الطلاب للوقوف دقيقة صمتا على «أرواح الشهداء» أمام الكافيتريا في الجامعة، وإعلان موقفهم الرافض للحوار مع النظام، وما أن قرأوا الفاتحة على أرواح القتلى حتى علت الأصوات والهتافات الداعية لإسقاط النظام ونصرة حمص ودرعا وإدلب بعد أن تجمع نحو ألفي طالب. على أثرها جاء رئيس الجامعة سليم دعبول وطلب عقد اجتماع مع المتظاهرين في المسرح المكشوف، إلا أن الطلاب لم يستجيبوا وعاودوا الهتاف بأصوات أعلى نحو نصف ساعة، وكان قد تجمع عدد من الطلاب المؤيدين وراحوا يهتفون للرئيس السوري بشار الأسد وشقيقه ماهر الأسد، بينما هتف المعارضون لإسقاط النظام والحرية للشعب السوري، ثم انفضت المظاهرة بعد مشادات قليلة.

وقامت إدارة الجامعة بتعليق الدوام إلى 11 ديسمبر (كانون الأول) المقبل ودعت إلى إخلاء السكن الجامعي خلال أقل من ساعة.

يشار إلى أنها المرة الأولى التي تشهد فيها الجامعات الخاصة مظاهرات أو تحركات بهذا الحجم، إذ تعد الجامعات الخاصة لا سيما جامعة القلمون مؤسسات علمية مملوكة لرجال أعمال مقربين من النظام أو من أبناء وأقارب المسؤولين. وسليم دعبول، رئيس الجامعة، يعتبر أحد أكبر المساهمين في جامعة القلمون، وهو نجل أبو سليم دعبول، المدير السابق لمكتب الرئيس السابق حافظ الأسد لسنوات طويلة، وهو من مدينة دير عطية التي تعد من المدن السورية القليلة المحظوظة بعطايا النظام من حيث الخدمات والتنمية. وتقع الجامعة وسط منطقة القلمون التي تتوسط البلاد وتصنف ضمن البؤر السورية الساكنة. إلا أن غالبية طلاب جامعة القلمون هم من أبناء الطبقة الوسطى التقليدية في حمص وحماه وإدلب ودمشق، وأبناء الميسورين والمسؤولين أيضا، ومنذ بدأت الأحداث في درعا واشتداد الأزمة في حمص وحماه، حصل شرخ بين الطلاب، وانقسم مجتمع الجامعة بين مؤيدين أشداء ومناهضين أشداء، إلا أن أحدا لا يتوقع أن يصل الأمر إلى حد التجرؤ على الخروج بمظاهرة رغم شعور غالبية الطلاب في الجامعة بالغبن جراء ارتفاع تكاليف الدراسة فيها، من حيث ارتفاع الأقساط السنوية وأجور السكن والنقل، والتركيز على ربحية الجامعة بالدرجة الأولى.

ومع اشتداد الأزمة لم تتخذ الجامعة أي إجراء تظهر فيه تعاطفها مع طلاب المناطق الساخنة لا سيما حمص وإدلب، فحسب بعض الطلبة، كان يتم تكثيف برامج الامتحان وبشكل يصعب النجاح فيها، كما منعت سيارات الجامعة من توصيل طلاب حمص إلى منازلهم لأسباب أمنية.

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 7 مدنيين وجنديا منشقا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن في سوريا. بينما شهدت العاصمة دمشق مظاهرة احتجاجات دعت إلى إسقاط الأسد.

وقتل مدنيان أحدهما شاب في التاسعة والعشرين من عمره برصاص قناصة في مدينة حمص (وسط)، أحد معاقل الاحتجاج، كذلك قتل 3 مدنيين منهم اثنان في حي الخالدية بحمص، وتحديدا في شارع القاهرة إثر إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن، إضافة إلى مدني ثالث قتل بإطلاق رصاص في حي كرم الشامي في المدينة.

وكان قتل مدني وجندي منشق في محافظة حماه (شمال) برصاص قوات الأمن وجنود كانوا يطاردونهما.

كما قتل مدني بالرصاص في حرستا بريف دمشق بينما كانت قوات الأمن تقوم بعمليات دهم في هذه المدينة، فاعتقلت 13 شخصا على الأقل، كما ذكر المرصد.