استقبال سوري حاشد لأسير محرر من السجون الإسرائيلية.. وسط هتافات تندد بالنظام

المعارضة تعبر عن امتعاضها من مواقف القنطار وتهديده «بقطع يد الثوار في سوريا»

TT

خصصت المعارضة السورية المظاهرات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد والمطالبة برحيل نظامه، والمتواصلة منذ سبعة أشهر، أمس تحية للأسير السوري المحرر من السجون الإسرائيلية وئام عماشة، حيث دعت صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيس بوك» إلى التظاهر تحت عنوان «اثنين الوفاء لوئام عماشة.. وحدهم الأحرار يحتفلون بالأحرار».

وخرجت مظاهرات في مدن وقرى سورية عدة، تركزت معظمها في ريف دمشق وحمص ودير الزور وريف حماه، تحية لعماشة، وهو من بين الأسرى المحررين غير الفلسطينيين، الذين شملتهم صفقة التبادل الأخيرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، حيث تم إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية، على خلفية اتهامه في عام 2005 «بتشكيل خلية لمناهضة إسرائيل، والارتباط بمنظمات محظورة والتخطيط لعملية اختطاف جندي إسرائيلي، وصدور حكم لاحق بسجنه لمدة 21 عاما ونصف العام».

وكان عماشة، المنحدر من هضبة الجولان المحتلة، وصل إلى قرية بقعاتا بعد أن أطلق سراحه من مركز شرطة كتسرين، وكان في استقباله كثر من أهالي الجولان في ساحات القرية، مرددين شعارات وهتافات مؤيدة للثورة السورية: «الله.. سوريا.. حرية وبس»، و«حرية.. حرية.. حرية»، و«يا درعا إحنا معاكي للموت».

ويظهر شريط فيديو تم عرضه على موقع «فيس بوك» حجم الأعداد التي استقبلت عماشة في قريته الجولانية، وترديد المستقبلين شعارات منددة في معظمها بالنظام السوري وممارساته القمعية ضد المدنيين المطالبين بحريتهم. وعلق الناشط السياسي السوري المعارض محمود طيبة في صفحته على «فيس بوك» بسخرية لاذعة، قائلا: «يخرج أسير من سجون الاحتلال الصهيوني، ويهتف مستقبلوه ضد احتلال النظام السوري.. لا نعرف أي الاحتلالين مجرم أكثر من الآخر، لكن يبدو أن الأولوية للشعب السوري هو التخلص من احتلال النظام السوري».

وكان الإعلام الرسمي السوري قد تجاهل حدث إطلاق سراح الأسير، الذي سبق أن أعلن من سجنه في 23 مايو (أيار) الماضي إضرابا عن الطعام «احتجاجا على ما يمارسه النظام السوري من اعتقال تعسفي وسفك دماء السوريين العزل وصل إلى حد المجازر الجماعية، وتضامنا مع المحتجين ودعما لمطالبهم بالحرية والكرامة الوطنية».

واعتبر أحد المحللين السياسيين، المقربين من المعارضة السورية، أن «هذه التسمية إضافة إلى أنها (رد جميل) للأسير المحرر الذي خرج ليتابع النضال مع أبناء شعبه ضد نظام الأسد، حيث أعلن العديد من المواقف المؤيدة للثورة السورية، فإن التسمية تعتبر ردا على تصريحات الأسير اللبناني المحرر سمير القنطار الذي قال إنه سيقطع يد الثوار في سوريا، في إشارة واضحة لوقوفه إلى جانب نظام الأسد ضد الشعب المطالب بحريته».

واستغرب المحلل موقف القنطار وتناقضه، وقال: «من أطلقوا التسمية أرادوا أن يقولوا إننا لسنا بحاجة لمواقف دعم من سمير القنطار، لا سيما أنه أصبح مقربا من أحد الأحزاب اللبنانية المتحالفة مع النظام السوري ويدور في فلكها»، موضحا أن «لدينا أسيرنا وئام عماشة وهو يعبر بصدق عن فكرة الحرية ويحارب على جميع الجبهات للحصول عليها، وحاليا النضال من أجل الحرية لا بد أن يكون ضد النظام السوري». ولفت إلى أن «خروج السوريين في مظاهرات شعبية لتحية أسير أمضى في سجون إسرائيل سنوات عديدة، يدل على أن الشعب السوري هو المقاوم لإسرائيل وليس نظامه الذي تجاهل خبر إطلاق سراح عماشة وغيّبه عن وسائل إعلامه».

وكان ناشطون معارضون قد أنشأوا على موقع «فيس بوك» صفحة بعنوان «رسائل محبة إلى الأسير وئام عماشة المتضامن مع حرية شعبه»، ضمت رسائل من سوريين تهنئه على خروجه من سجون إسرائيل، وتتمنى «خروج المعتقلين السوريين في سجون نظام بشار الأسد».

وفي إطار الردود على كلام القنطار، رأى حزب «الأحرار السوري» أن «ما قاله وادعاءه بأنه سيقطع يد الثوار المعارضين في سوريا، ما هو إلا مدعاة للتأكيد على أنه وضع نفسه ووضع كل ما حفل به تاريخه البطولي المزعوم تحت أقدام نظام القمع والإجرام بدمشق»، معلنا «أننا مستعدين لقطع لسان كل من يتطاول على ثورة الكرامة المباركة في سوريا».

يشار إلى أن المعارضة السورية تعتمد منذ فترة أسلوب إطلاق التسميات على جميع أيام الأسبوع وليس يوم الجمعة فقط، بهدف زيادة زخم المظاهرات الشعبية المطالبة برحيل نظام بشار الأسد.