لجنة شؤون الأحزاب توافق على أول حزب يرأسه أحد قيادات مسيحيي المهجر

رئيسه قال لـ «الشرق الأوسط»:: لست رجل دين

TT

وافقت لجنة شؤون الأحزاب السياسية في مصر، برئاسة المستشار محمد ممتاز متولي، النائب الأول لرئيس محكمة النقض، على تأسيس حزب «الحياة» ورئيسه مايكل منير بوصفه حزبا ليبراليا مصريا. ويعد منير أحد قيادات مسيحيي المهجر، وهو رئيس منظمة «أقباط الولايات المتحدة الأميركية»، وكثيرا ما هاجم النظام السابق بمصر واتهمه بالتمييز ضد المسيحيين.

وأعرب منير، في بيان له أمس، عن سعادته بقرار الموافقة على تأسيس الحزب، وقال: «آمل أن تكون سياسة منح الحريات هي الأساس، وأن يكون المنع هو الاستثناء»، كما قدم الشكر للجنة الأحزاب لمنحها الأعضاء المؤسسين للحزب الحق في حرية تنظيم أنفسهم تحت مظلة حزب ليبرالي مصري، مشيرا إلى أن المكتب التنفيذي للحزب سيعقد اجتماعا طارئا لمناقشة آليات العمل الحزبي في المراحل المقبلة.

وكان منير قد بدأ السعي لتأسيس الحزب في شهر أغسطس (آب) الماضي وتقدم بأوراق تأسيسه للجنة شؤون الأحزاب منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ليتم الاعتراف به رسميا أمس.

وقال منير لـ«الشرق الأوسط»: «لا أعرف سبب الهجوم على الحزب قبل إنشائه بدعوى أنه حزب مسيحي، فأنا لست رجل دين ولست واعظا لكي يقولوا إن الحزب مسيحي، وسبب الخلط قد يكون مواقفي السياسية السابقة بوصفي كنت مهتما بمشكلات المسيحيين في مصر»، وأضاف قائلا إن «الحزب معني في المقام الأول بحقوق الإنسان والحقوق السياسية ولا شأن لنا بأي أمور دينية»، موضحا أنه من بين مؤسسي الحزب يوجد ما بين 2500 إلى 3000 مسلم.

وتابع منير: «الأحزاب الإسلامية مثل (الحرية والعدالة) أو (النور) ضمت لعضويتها بضعة مسيحيين لتنفي عن نفسها شبهة استغلال الدين في العمل السياسي، أما نحن في حزب (الحياة)، فنحو نصف الأعضاء من المسلمين»، مشيرا إلى أن حزبه هو أسرع حزب تأسس بعد ثورة «25 يناير (كانون الثاني)؛ إذ استغرقت الإجراءات 6 أسابيع فقط»، وأضاف: «في النهاية، الفيصل في الحكم على أي حزب وتقييمه هو برنامجه المعلن وعمله، ونحن بالفعل بدأنا العمل وذهبنا إلى محافظات عدة وعقدنا الكثير من اللقاءات في النقابات وأماكن التجمعات».

وقال منير في تصريحات سابقة إن حزب «الحياة» سيكون توجهه ليبراليا مدنيا وليس دينيا، ويضم مسلمين بين أعضائه المؤسسين، موضحا أن فكرة إنشاء الحزب جاءت بعد أن فشلت الأحزاب الليبرالية الجديدة التي خرجت بعد ثورة «25 يناير»، وبصفة خاصة حزب «المصريين الأحرار»، في جذب عدد كبير من المسيحيين للانضمام إليها.

وكان منير قد أبدى معارضته، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» لما قاله البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس بمصر من أنه يرى أنه لا يجوز أن يتولى قبطي رئاسة الدولة، على أساس أنه لا يجوز لشخص من الأقلية العددية أن يحكم أغلبية مسلمة. وقال: «البابا رجل دين يتكلم بحكم منصبه، ولكن مبدأ الأغلبية والأقلية العددية ضد الديمقراطية، ففي أميركا مثلا انتخب المواطنون باراك أوباما وهو شخص من الأقلية العددية، رئيسا لهم. الديمقراطية هي أن يخوض كل من يرى في نفسه الكفاءة، الانتخابات، بصرف النظر عن الدين أو اللون أو الجنس».

وشهدت الفترة الماضية الموافقة على تأسيس العديد من الأحزاب ذات مرجعية إسلامية؛ منها حزب «الحرية والعدالة» الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب «النور» السلفي، وحزب «الوسط»، إلا أن حزب «الحياة» هو أول حزب تتم الموافقة عليه ويرأسه مسيحي من قيادات أقباط المهجر.