طالباني يستعد لتقديم مشروع للبرلمان العراقي لتفعيل تنفيذ المادة 140

مصدر كردي لـ «الشرق الأوسط»: : اتفقنا مع بغداد على إعادة الأراضي لأصحابها في كركوك

الرئيس العراقي جلال طالباني («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار مساعي القيادة الكردية لإعطاء دفعة لتنفيذ المادة 140 المتعلقة بتطبيع أوضاع المناطق المتنازع عليها، وخصوصا كركوك، يستعد الرئيس العراقي، جلال طالباني، لتقديم مشروع خاص باستعادة الحدود الإدارية للمحافظات المشمولة بالمادة 140، المعروفة بالمناطق المتنازع عليها، إلى ما قبل صدور قرارات ومراسيم النظام السابق، التي استقطعت الكثير من الوحدات الإدارية من محافظات عراقية وألحقتها بمحافظات أخرى.

ويأتي هذا المشروع في إطار جهود الوفد الكردي الذي أجرى مفاوضات في بغداد خلال الفترة الأخيرة حول المشكلات العالقة، حيث أشار الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة الإقليم، إلى «أن الرئيس طالباني منهمك حاليا بجمع القرارات الصادرة عن مجلس قيادة الثورة المنحل، والمراسيم الجمهورية التي صدرت في عهد النظام السابق، لتقديمها ضمن مشروع واحد إلى مجلس النواب العراقي، بهدف إلغائه بقانون، نظرا لأن تلك القرارات الصادرة عن مجلس قيادة الثورة كانت لها قوة القانون». وبموجب تلك القرارات تم استقطاع وحدات إدارية (أقضية ونواحي) من حدود عدد من المحافظات، منها (ديالى وكركوك والموصل وأربيل والسليمانية) وبعض محافظات الوسط (كربلاء والأنبار)، وألحقت بغير محافظاتها الأصلية، بهدف تغيير الواقع السكاني، في إطار سياسة التعريب والتطهير العرقي الذي مارسه النظام السابق.

وأكد مصدر في الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط» أنه أثناء المفاوضات التي أجراها الوفد الحكومي في بغداد الأسبوع الماضي، تم الاتفاق على إعادة الأراضي إلى مئات المواطنين الذين صودرت منهم أراضيهم الزراعية، وخصوصا من التركمان والكرد في محافظة كركوك، وكانت هذه أحد أهم المطالب التركمانية خلال الفترة الماضية. في غضون ذلك كشف مصدر في ديوان رئاسة الإقليم عن «أن التركمان تقدموا بعدة مطالب إلى رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، أثناء زيارته الأخيرة إلى كركوك، منها إجراء تغييرات على مستوى مسؤولي الإدارة بالمحافظة، وإعطاء التركمان بعض المناصب الأمنية، وزيادة عددهم في تشكيلات قوات الشرطة المحلية، ووقف التجاوزات على ممتلكاتهم وأراضيهم، إلى جانب الطلب من رئيس الإقليم الدفاع عن حقوقهم القومية في المركز، وقد وعد بارزاني تركمان كركوك بتلبية جميع مطالبهم».

وكانت الجبهة التركمانية، على لسان نائب رئيسها، قد تعهدت بوقف عدائها للكرد، والدخول معهم في تحالف قوي مستقبلا، ونقل موقع «سبةي» الكردي التابع لحركة التغيير المعارضة، عن علي هاشم مختار أوغلو، نائب رئيس الجبهة التركمانية، قوله: «بعد زيارة الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، طلبنا من رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، زيارة محافظة كركوك، وهذا ليس ضد بارزاني، وإنما هناك الكثير من المشكلات التي يفترض أن يحلها رئيس الوزراء العراقي، ونؤكد أن الجبهة التركمانية تتطلع إلى تحالف حقيقي بين التركمان والكرد في العراق، وأنها لن تعادي الكرد بعد الآن، وتعلن الجبهة عن ندمها على فترة العداء التي مرت بينهما خلال السنوات الماضية».

إلى ذلك وفي أول زيارة له إلى كركوك منذ تسلمه مهام عمله الجديد كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة في العراقي، التقى مارتن كوبلر، مبعوث اليونامي في العراق، أول من أمس، المسؤولين الإداريين في مبنى ديوان المحافظة، وبحث مع حسن توران، رئيس مجلس المحافظة، مجمل الأوضاع الراهنة في المحافظة، سيما المسائل العالقة التي بحاجة إلى دعم كل الأطراف، وبالأخص بعثة اليونامي، لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية في المحافظة. وقال رئيس مجلس المحافظة في تصريح عقب لقائه مارتن كوبلر: «إن هذه الزيارة هي الأولى لكوبلر منذ تسلمه مهام عمله، وقد بحثنا مجمل القضايا الراهنة في المحافظة، وكيفية قيام الأمم المتحدة بدورها في إيجاد حلول لهذه المسائل، من خلال فتح قنوات حوار جديدة بين الأطراف السياسية في كركوك، وجمعهم على طاولة الحوار الجدي البناء، بغية الوصول إلى معالجات توافقية لكل المشكلات العالقة في محافظة كركوك».