قبيل مغادرته أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بساعات إلى واشنطن أمس، بحث برهم صالح رئيس حكومة الإقليم مع وزير التجارة الخارجية الفرنسي بيير لولوش الوضع السياسي والأمني في العراق، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين فرنسا والإقليم، ودفع الشركات الفرنسية لدخول سوق المنافسة الاستثمارية في كردستان.
وتحدث صالح عقب محادثاته الرسمية مع الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك حضرته «الشرق الأوسط»، عن أنه بحث مع وزير التجارة الخارجية الفرنسي العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، واتفق الجانبان على العمل من أجل رفع مستوى التبادلات التجارية وتنمية العلاقات السياسية والثقافية بين الإقليم وفرنسا، مضيفا «لقد بحثنا أيضا الاتفاقات التي وقعت بين إقليم كردستان وفرنسا العام الماضي أثناء زيارة السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني إلى باريس والعمل من أجل تنفيذها، كما بحثنا مسألة عقد منتدى اقتصادي في أربيل بمشاركة الشركات الفرنسية العاملة في العراق وكردستان، ولقد وجدنا من الوزير الفرنسي إعجابا شديدا بالنهضة التي تشهدها كردستان، ونأمل من الجانب الفرنسي أن يترجم ذلك إلى المزيد من التعاون البناء في مختلف المجالات السياسية والثقافية والتجارية».
من جهته، أشار الوزير الفرنسي إلى أن «كلمة كردستان لها وقع طيب في قلوب الفرنسيين الذين دعموا في مراحل متعددة نضال الشعب الكردي من أجل نيل حريتهم، ولذلك انتهزنا فرصة وجودنا في العراق لزيارة كردستان ولو لفترة قصيرة لنتباحث مع القادة الكرد حول تعزيز التعاون الثنائي بين فرنسا والإقليم». وأضاف «ناقشنا مع رئيس حكومة الإقليم وضع خطة لتفعيل تعاوننا المشترك وتنفيذ الاتفاقات التي وقعت سابقا وسنعمل من جانبنا على تشجيع الشركات الفرنسية لدخول سوق المنافسة في العراق وكردستان». وأشار الوزير الفرنسي إلى أحداث المنطقة وقال «منذ مطلع العام الجاري تشهد العديد من الدول العربية تغييرات وتطورات مهمة، وبدأت شعوب هذه المنطقة تتجه نحو نيل حريتها واسترداد كرامتها، وفرنسا تدعم هذه التوجهات والتحركات الشعبية، وفي هذا الإطار فإن الحكومة الفرنسية ستبذل كل جهودها من أجل دعم تجربة إقليم كردستان وتحقيق مستقبل أفضل لشعبه». وأشار الوزير الفرنسي إلى أنه «زار العديد من الدول العربية وسيزور دولا أخرى في الخليج من أجل إبداء الدعم الفرنسي لتحقيق المزيد من الديمقراطية في هذه الدول».
إلى ذلك، أعلن مصدر مقرب من رئيس حكومة إقليم كردستان أن «برهم صالح سيتوجه إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة رسمية بناء على دعوة وجهت إليه من مؤتمر أميركي يعقد هناك حول التغييرات التي طرأت على العالم العربي نتيجة الثورات والانتفاضات الشعبية التي شهدتها عدة بلدان عربية مطلع العام الجاري والتي أطاحت بعدة أنظمة حكم شمولية في المنطقة». وبسؤال صالح حول جدول زيارته إلى الولايات المتحدة واللقاءات التي سيجريها هناك، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «منذ مدة طويلة لم أزر الولايات المتحدة وتلقيت دعوة من مؤتمر سيعقد هناك حول التطورات التي حدثت في المنطقة العربية، وسألتقي بالطبع بمسؤولي الإدارة الأميركية للتباحث معهم حول الشأنين العراقي والكردستاني، بما في ذلك مسألة الانسحاب الأميركي من العراق بحلول نهاية العام الجاري، وتأثيرات ذلك الانسحاب على الوضع الأمني في المناطق العراقية عموما، والمناطق المتنازع عليها على وجه الخصوص».