رئيس لجنة الدفاع عن الحي: لن يمروا إلا على جثثنا

إسرائيل تحيي خطة قديمة لهدم حي البستان في القدس.. لإقامة حديقة توراتية

TT

أحيت السلطات الإسرائيلية خطة قديمة في القدس، تقضي بإقامة حديقة توراتية في حي البستان في سلوان قرب المسجد الأقصى، على أنقاض نحو 88 منزلا قائما في الحي، ويفترض أن تهدم.

وعادت السلطات الإسرائيلية أمس وسلمت بعض منازل الحي إخطارات بالهدم، قبل أن تنفجر مواجهات محدودة مع السكان أدت إلى انسحاب الفريق الإسرائيلي المتوقع أن يواصل عمله في الأيام القليلة القادمة.

وقال فخري أبو دياب، رئيس لجنة الدفاع عن سلوان، وأحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم: «لقد حضروا هذه المرة مع وحدة لوجيستية خاصة مهمتها بالعادة تصوير المنطقة المراد هدمها ووضع خطة الهدم والانتشار الأمني الذي يرافقها».

وأضاف لـ«لشرق الأوسط»: «نعتبر أنهم تقدموا خطوة خطيرة على طريق تنفيذ مخطط هدم حي البستان».

وكانت بلدية القدس قررت إقامة حديقة توراتية في المكان في 2005، لكن مواجهات عنيفة بين سكان الحي والجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى رفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خطة هدم المنازل الفلسطينية، والضغط على إسرائيل أجل الخطة عدة سنوات. والعام الماضي، قررت محكمة الشؤون المحلية في القدس هدم 22 منزلا من أصل 88 كمرحلة أولى، وأمس بدأت طواقم البلدية والشرطة إعادة توزيع إنذارات الهدم مرة أخرى.

وقال أبو دياب «إنهم يستهدفون الحي بأكمله، 88 منزلا مقامة على 57 دونما، من أجل بناء حديقة تلمودية». وأضاف: «في المرحلة الأولى يريدون هدم 22 منزلا ثم هدم الباقي».

وأبلغت السلطات الإسرائيلية أهالي الحي أنهم يسكنون في حديقة يهودية، عمرها 3000 عام، وكان يتجول فيها الملك داود.

وتقول الروايات الإسرائيلية إن اسم البستان، هو امتداد وتأكيد على وجود حديقة داود، إلا أن سكان الحي الفلسطينيين يقولون إن التسمية متعلقة بصفات المنطقة دائمة الخضرة التي تجري فيها المياه طيلة أيام السنة وكانت سلة القدس الغذائية.

وقال أبو دياب «نحن أصحاب الأرض» وأضاف: «نحن نحب الحياة، لكن هذا لا يوازي أن نرى أولادنا ونساءنا في الشوارع، هذا لن يكون إلا بعد مرور الجرافات على جثثنا».

ومن شأن الخطوة الإسرائيلية في حال تنفيذها إثارة مواجهات كبيرة في المنطقة المتوترة أصلا.

وقال بيان لمركز وادي حلوة في الحي «برغم ما سيترتب عليه من مشاحنات ومواجهات في مدينة القدس، فإن السلطات الإسرائيلية عازمة على هدم بيوت في حي البستان بسلوان خلال الأسابيع القادمة لبناء ما يسمى (حديقة الملك التوراتية) والتي ستكون امتدادا لمستوطنة مدينة داود في حي وادي حلوة بسلوان».

ويوجد في سلوان 17 بؤرة استيطانية، 15 منها في وادي حلوة، و2 في بطن الهوا، إحداهما «بيت يوناتان» الأشهر من بين هذه البؤر، التي طالما فجرت مواجهات مع الأهالي. وهذه البؤر طبعا محروسة بشكل كبير من قبل المستوطنين، وهؤلاء الحراس محروسون أيضا من قبل الشرطة والجيش الإسرائيلي.

ويبلغ عدد أهالي سلوان اليوم نحو 55.000 نسمة، يتوزعون على 13 حمولة من أهل البلدة، إضافة إلى سكانها من الخارج. ويعتقد المؤرخون أن نشوء بيت المقدس يرتبط ارتباطا وثيقا بسلوان، وقد تطرق المؤرخون والجغرافيون إلى بلدة سلوان عند بحثهم لبيت المقدس.

ويحاذي سلوان من الشمال المسجد الأقصى المبارك وسور البلدة القديمة من القدس الشريف وحي المغاربة الذي دمره الاحتلال بعد حرب 1967 وأقاموا في محله حيا يهوديا، ومن الغرب حي الثوري، ومن الجنوب أراضي بيت صفافا التي أقيم عليها معسكر الجيش البريطاني وجبل المكبر، وعرب السواحرة الغربية، ومن الشرق قرى أبو ديس والعيزرية والطور.