المقدم فياض لـ «الشرق الأوسط»: جنبلاط لن يتنازل عن استقلاليته لصالح أي فريق

مواقف رئيس «التقدمي» الأخيرة تغازل «14 آذار» وتبقي شعرة معاوية مع «8 آذار»

TT

أثارت المواقف التي أعلنها رئيس جبهة «النضال الوطني» النائب اللبناني وليد جنبلاط، أول من أمس، في الجمعية العمومية للحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه، قراءات سياسية مختلفة على الساحة اللبنانية، لا سيما لناحية تمسكه بثوابته السياسية في ما يتعلق بمقاربة مجمل القضايا المحلية والإقليمية، وإعادة تأكيده على تمايزه عن فريقي الأكثرية والأقلية لناحية دعمه تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باعتباره «مبدأ أساسيا وجوهريا كمدخل للاستقرار»، وتأكيده على «أهمية سلاح المقاومة دفاعيا، والعودة إلى طاولة الحوار لمناقشة الخطة الدفاعية».

وكان جنبلاط، الذي أعلن أن ترشحه لرئاسة الحزب يتم للمرة الأخيرة مبديا رفضه مبدأ «التوريث السياسي»، جدد موقفه من الأحداث التي تشهدها سوريا، معلنا تبنيه الكامل لمبادرة الجامعة العربية لإنهاء العنف في سوريا.

وتعليقا على مواقف جنبلاط، اعتبر القيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن «مواقف جنبلاط ليست بجديدة وسبق له أن أعلنها خصوصا خلال مقابلته الأخيرة منذ أقل من أسبوعين عبر قناة (المنار) التلفزيونية (الناطقة باسم حزب الله)، خصوصا لناحية إشارته إلى نقاط الاتفاق والاختلاف مع حزب الله»، مشيرا إلى أن جنبلاط «أكد حفاظه على استقلاليته التي لا يتخلى عنها لصالح أي فريق سياسي».

وأوضح أن إعلان جنبلاط ترشحه لرئاسة الحزب للمرة الأخيرة يأتي «في إطار تفعيل الكوادر الحزبية الشابة، وتشجيعها على التقدم إلى المواقع القيادية الأولى»، مؤكدا أنه «يعلن بهذا الموقف ثقته بالشباب وقدراتهم، وهو يخلي لهم الساحة ليتقدموا، لأنه في ظل المنافسة على الرئاسة مع وليد جنبلاط لن يسعى أحد للتقدم إلى هذا الموقع، إلا أنه حين يخلي هذا الموقع يصبح الأمر متاحا».

ولفت فياض إلى أن جنبلاط «دعا قبل الربيع العربي منذ الجمعية العمومية للحزب في عام 2009 إلى ورش تنظيمية كبرى للحزب تبدأ بالخلايا الصغيرة وتنتهي بقمة الهرم الحزبي، وذلك في إطار التركيز على دور الشباب واستعادة موقع اليسار النضالي إلى جانب العمال والفقراء». وعن استبعاده بموجب الانتخابات التي تمت أول من أمس وحزبيين قدامى عن مجلس القيادة، شدد فياض على أن «من يتوجه إلى الديمقراطية ويرتضي بها طريقا يجب أن يقبل بنتيجتها»، مشيرا إلى أن «ما إصرارنا على البقاء على حلبة المنافسة السياسية إلا من باب إعطاء الزخم للشباب والأخذ بيدهم وتشجيعهم».

وشدد مفوض الإعلام في «الحزب التقدمي الاشتراكي» رامي الريس على أن «وليد جنبلاط في موقعه الدائم إلى جانب السلم الأهلي، فأين يكون السلم الأهلي يكون هو»، موضحا: «إننا عندما تركنا «14 آذار» لم نخرج لنلتحق بـ«8 آذار». وأضاف: «ما قاله جنبلاط يدخل في إطار المواقف التي قالها في السابق من المحكمة الدولية (التي إن لم تمول فهي مستمرة بعملها ولا يمكن إيقافها)»، لافتا إلى أن «جنبلاط كعادته يجري قراءة مستمرة لما يحصل من حولنا، وبالتالي أعاد في الموضوع السوري التذكير بالمقترحات التي قدمها لخروج سوريا من الأزمة».

وفي سياق قراءة مواقف جنبلاط، اعتبر النائب عن تيار المستقبل معين المرعبي أن «مكان جنبلاط الطبيعي هو في (14 آذار)، وكلامه وقفة ضمير ووقفة الإنسان مع نفسه»، بينما قال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب الأسبق فارس سعيد أن «جنبلاط صعد تجاه سوريا و(برد) مع حزب الله لأسباب كلنا نعرفها وهو لا يريد أن يصطدم مع الحزب».

ورأى سعيد أنه «لا يمكن أن يكون الشخص تقدميا بتأييده المقاومة في لبنان وفي الوقت نفسه يدعم نظاما ينزع أظافر الأطفال ويقوم بتعذيب النساء لأنهم يساعدون المصابين في حماه»، معتبرا أن جنبلاط «وجه رسالة واحدة وهي انتسابه إلى الربيع العربي»، وهو لم يترك «8 آذار» ليذهب إلى «14 آذار».

أما عضو كتلة النائب ميشال عون النائب عباس هاشم فلفت إلى أن «لا جديد في كلام جنبلاط سوى الكلمة التي أشار فيها إلى أن تمويل المحكمة هو مبدأ أساسي وجوهري للاستقرار»، مطالبا جنبلاط بأن «يوضح كلامه كي لا يكون جرس إنذار لما يحاك في الداخل اللبناني».