الناشطون السوريون: تهديدات الأسد تذكرنا بالقذافي

تساءلوا: لماذا لم يحرق المنطقة ويزلزلها عندما اعتدت عليه إسرائيل مرات عدة؟

TT

لم يمر حديث الرئيس السوري بشار الأسد لصحيفة «صنداي تلغراف» أول من أمس وتحذيره من أن أي تدخل غربي ضد دمشق سيؤدي إلى «زلزال» يحرق المنطقة بأسرها ووصفه المتظاهرين بـ«الإرهابيين»، إضافة إلى تأكيده أن سوريا مختلفة عن مصر وتونس واليمن، مرور الكرام بالنسبة للناشطين السوريين، بل شكلت هذه التهديدات التي يبدو أنها عادت بهم إلى خطابات العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، استفزازا لهؤلاء الشباب الذين أطلقوا العنان لآرائهم الرافضة لها، معتبرين أن مصير الأسد لن يختلف عن مصير القذافي والرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وفي هذا الإطار، قال الناشط السوري أيمن ناصر لـ«الشرق الأوسط» إن «وصف بشار الأسد الناشطين بالإرهابيين ليس إلا كلاما خارج الواقع يعكس غباء في التعامل مع ما يحصل في سوريا. وهو بالتالي لم ولن يتقبل التغيير الحاصل، لأنه على إدراك تام بأن أي تغيير سواء في السياسة أو في طريقة التعامل مع المتظاهرين سيؤدي إلى تغيير شامل يطاله هو ونظامه وسيودي به إلى النهاية المحتومة». وعن قول الأسد إن الوضع السوري اليوم هو صراع بين الإسلاميين والقوميين، يشير ناصر إلى أن «هذا التوصيف هو لتغطية السياسات الإجرامية التي يقوم بها الأسد، لأن الطرفين لا يمثلان وزنا على الأرض في سوريا، وما يحصل اليوم هي ثورة ضد الديكتاتورية للوصول إلى الحرية والكرامة، والثوار لا يمثلون أي فكر آيديولوجي محدد، بل هي مظاهرات شعبية يقوم بها شباب سوريون انضووا تحت راية التنسيقيات التي تشكل همزة الوصل بين بعضهم بعضا للتنسيق والتشاور في كل ما يتعلق بنشاطاتهم وتحركاتهم». واعتبر ناصر أن تهديد الأسد بأن أي نشاط غربي ضد دمشق سيؤدي إلى زلزال يحرق المنطقة، «كلام مكرر سمعناه قبل ذلك على لسان مبارك، ومن ثم على لسان القذافي، وها نحن اليوم نسمع النغمة نفسها على لسان الأسد». ويقول: «النظام السوري أقدم وأكثر إجراما، وليس عدد الضحايا المعلن عنه إلا نسبة ضئيلة مقارنة مع العدد الحقيقي الذي وصل إلى 10 آلاف، وما يظهره الإعلام من عمليات القتل والتعذيب بحق الشعب اضطره إلى الإعلان عن هذه الأخطاء بل عن الخطايا والجرائم».

كذلك امتلأت جدران مجموعات «فيس بوك» الخاصة بالناشطين، بالآراء المناهضة لحديث الأسد، فاعتبرت هدى السروجي أن «نهاية كل طاغية هي كأفعاله، مثل الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي نكل بمعارضيه في السجون وهو الآن في السجن، وكما وصف القذافي شعبه وقد قتل هو كالجرذ، فكانت نهاية كل منهما كما كان يعامل شعبه، ولم يعد أمامنا الكثير من الوقت كي نرى ماذا ستكون عليه نهاية بشار الأسد».

وقد رأى «جبران سوريا» أن «حديث الأسد يعكس بكل وضوح رفضه للمبادرة العربية ولا يزال يعيش حالة إنكار واقع الثورة»، معتبرا أن «التدخل العسكري الخارجي سيكون الطريق الأفضل لإزالته عن الوجود وإراحة الشعب من وحشيته وطغيانه».

وكذلك وصف محمد عبد الرحمن الرئيس السوري بـ«القومجي الذي لم يتخذ موقف العناد مع المتظاهرين مثلما فعل قادة الدول الأخرى»، وقال ساخرا: «هو فعلا لم يعاند الثوار وقام بإصلاحات بدأها بأوامر إطلاق النار على كل من خرج يطالب بالإصلاحات».

وفي حين عبر حلمي الخياط عن رأيه بالقول: «هرب عميد الديكتاتوريين، وسقط الفرعون الأكبر، وقتل ملك الطغاة، وبفضل الله سوف ننتصر على شاويش اليمن وفيروس سوريا»، قال عبد الله السعيد: «الإسلام لم يكن عدوا للقوميات العربية، ومن يتكلم عن القومية لا يتحالف مع إيران ضد العرب ويعترف بأن أمن سوريا من أمن إسرائيل». وكذلك سأل يوسف العظمة: «لماذا لم يحرق بشار الأسد المنطقة ويزلزلها عندما اعتدت عليه إسرائيل مرات عدة؟».

في المقابل، اعتبر أمير أحمد أن بشار الأسد ومعمر القذافي درسا في مدرسة الديكتاتورية نفسها، وسأل: «هل تذكرون تهديدات القذافي عندما قال سأحرق منطقة البحر المتوسط، وها هو بشار الأسد اليوم يستعمل اللغة نفسها. هل تذكرونه عندما هدد بمحاربة (القاعدة)؟ وبالتالي، فإن نهاية الأسد لن تكون مختلفة عن نهاية ملك أفريقيا الذي خرج من الحفرة».

كما علق «مواطن ليبي»: «أخوكم من ليبيا يقول لكم إن معظم الحكام العرب متخرجون من المدرسة نفسها ولا يفهمون تغيرات التاريخ.. يقولون الكلام نفسه ويقومون بالخطوات عينها، ونهايتهم ستكون واحدة».