القوات السورية تزرع مئات الألغام على تخوم الحدود اللبنانية الشمالية لمنع تسلل النازحين وفرار الجنود

الجيش اللبناني يؤكد وجوده الدائم وتدخله الفوري لوقف أي خرق سوري قد يحصل

TT

كشفت مصادر ميدانية أن «قوات الجيش السوري المنتشرة في المناطق السورية المتاخمة للحدود اللبنانية الشمالية، زرعت أعدادا كبيرة من الألغام على طول هذه الحدود ولكن داخل الأراضي السورية». وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجيش السوري نصب مئات الألغام على أطراف أراضي بلدات هيت والبويت والمشيمسة والعريضة السورية المواجهة للبلدات اللبنانية، وبشكل متفاوت ومتعرّج». مشيرة إلى أن «بعض هذه الألغام المزروعة في أرض قاحلة يمكن رؤيتها بالعين المجرة، لكن العدد الأكبر منها مزروع في أرض محروسة وهي (الألغام) مغطاة بالتراب وقد تنفجر بأي شخص يدوس عليها لأن هناك استحالة لرؤيتها». ولفتت إلى أن «الهدف من هذه الألغام الحد من التسلل المدنيين والمصابين إلى الأراضي اللبنانية، والحؤول دون فرار جنود سوريين بسبب تردي الوضع في الداخل، لكنها لا توقفه بشكل نهائي». مؤكدة أن «لا أضرار أو أخطار كبيرة من هذه الألغام على القرى اللبنانية، لكنها قد تتسبب بأذية مزارعين سوريين ورعاة فضلا عن المتسللين». أما في منطقة البقاع فأفادت معلومات أن «قوة مدرعة من الجيش السوري تقدمت صباحا باتجاه منطقة مشاريع القاع محلة الجورة حيث عمدت على زرع الألغام والأشراك قبل أن تنسحب إلى مواقعها داخل الأراضي السورية».

إلى ذلك أصدرت قيادة الجيش اللبناني بيانا جاء فيه «كَثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن تطورات تحصل على الحدود البرية مع سوريا، فتارة يتم تداول معلومات حول دخول قوات عسكرية إلى الأراضي اللبنانية، ومطاردة فارين، وتارة يتم الحديث عن عمليات زرع ألغام داخل أو خارج الحدود اللبنانية، وقد ترافقت هذه المعلومات مع تساؤلات حول دور الجيش حيال هذه التطورات»، وأكدت القيادة أنَّ «وحدات الجيش تتدخل بصورة فورية لمعالجة أي خرق إذا حصل، وهي تتابع مهمّاتها بدقة لجهة ضبط الحدود ومنع التهريب وتسلل المسلحين، عملا بتوجيهات السلطة السياسية، كما أنها تنسّق مع الجانب السوري عند الحاجة في إطار الاتفاقيات المعقودة بين البلدين، وذلك لمعالجة أي خلل أمني على الحدود المشتركة بما يحفظ الأمن والاستقرار على جانبي هذه الحدود».

وفي هذا الإطار أبدى ناشطون لبنانيون ارتياحهم لموقف قيادة الجيش اللبناني، واصفين إياه بـ«المتقدم جدا»، وأكد الناشطون لـ«الشرق الأوسط»، أن «بيان قيادة الجيش عكس ارتياحا واسعا لدى أهالي القرى الحدودية في شمال لبنان، سيما لجهة تشديده على الوجود الداعم لوحدات الجيش ومنع التوغل». وشددوا على أن «الجيش يبقى الملاذ الأول والأخير للناس وهو موقف منتظر من قبل البلدات التي أقلقتها الخروقات السورية على مدى الأسابيع الماضية، وكانت تطالب الدولة القيام بدورها في حفظ أمن المنطقة».

إلى ذلك استغرب النائب أنطوان سعد «دخول الجيش السوري إلى أراض لبنانية والقيام بكل ما يريده ثم يغادر، مقابل صمت مطبق من قبل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن وزير الدفاع فايز غصن وكل الوزراء المعنيين». كما استغرب ما قيل عن خطف السوريين الثلاثة من بئر حسن أنه جاء لأسباب مادية، سائلا: «هل لأسباب مادية يتم دهم أماكن إقامة سوريين بسيارات رباعية الدفع؟ حيث ما تحتاج هذه السيارات من محروقات لإتمام العملية يبلغ أكثر مما يملكه هؤلاء العمال من أموال، وبالتالي هذا دليل على خوف هؤلاء المخطوفين من كلام مغاير لهذه الرواية».