قندهار: مقتل 4 أفغان في هجوم على مقر منظمة غير حكومية أميركية

كرزاي سيعلن في مؤتمر إقليمي في إسطنبول تسلم المهام الأمنية في 17 ولاية

TT

قتل أربعة أفغان، أحدهم قائد في الشرطة المحلية، أمس في تفجير انتحاري أمام مقر منظمة أميركية غير حكومية في قندهار، كبرى مدن جنوب أفغانستان، تلاه اشتباك بين اثنين من عناصر طالبان والشرطة، استمر نحو سبع ساعات.

وهو ثالث هجوم انتحاري خلال خمسة أيام ضد مصالح أميركية في أفغانستان. وقال قائد الشرطة في الولاية الجنرال عبد الرازق لوكالة الصحافة الفرنسية بعيد ظهر أمس إن «المعارك انتهت وكل المهاجمين قتلوا». وأضاف أن «عملية تمشيط تجري»، وكانت السلطات المحلية في قندهار ذكرت أن المهاجمين نفذوا عمليتهم في الساعة السادسة (01:30 بتوقيت غرينتش). وقال الناطق باسم الشرطة غورزانغ إن «انتحاريا فجر آلية مفخخة قرب مقر منظمة (إنترناشيونال ريليف اند ديفلوبمنت)، (الإغاثة والتنمية الدولية)، بينما دخل مهاجمان آخران إلى المبنى».

وأوضحت السلطات في الولاية أن الهجوم وقع «بشاحنة مفخخة». وأضاف غورزانغ أن موظفين أفغانا وحراسا أمنيين نيباليين كانوا داخل المقر خلال الهجوم، دون أن يوضح عددهم، لكنه قال إنهم تمكنوا من الخروج جميعا.

وقال الطبيب سردار في مستشفى «ميرويس» في قندهار لوكالة الصحافة الفرنسية إن «جثث أربعة أفغان وخمسة جرحى بينهم حارس نيبالي نقلوا إلى المستشفى». وأوضح الجنرال رازق أن بين القتلى قائد شرطة المنطقة السادسة «الذي جرح وتوفي متأثرا بجروحه في المستشفى». وأوضح أن القتلى الثلاثة الآخرين مدنيون.

وتبنت طالبان الهجوم، وقال الناطق باسم الحركة قاري يوسف أحمدي إن الحركة نفذت هجوما بسيارة مفخخة في المدينة، مكتفيا بالقول إنه يستهدف المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة غير البعيد عن مقر المنظمة غير الحكومية.

من جانبها قالت سلطات الولاية إن «مكاتب ووكالات للأمم المتحدة موجودة في المنطقة نفسها لكنها لم تتضرر». وبحسب موقع هيئة المساعدات الأميركية المستهدفة فإنها توفر مساعدات تنموية بقيمة 500 مليون دولار سنويا تشمل مشروعات في أفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، وتنشط في نحو 40 بلدا.

وقندهار المدينة الجنوبية المضطربة كانت مهدا للحركة الإسلامية المتشددة التي تشن حربا دامية منذ أطيح بها من السلطة أواخر 2001 إثر الغزو الذي تزعمته واشنطن لأفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2011.

ونجا مسؤول في الحكومة المحلية في قندهار كان قياديا سابقا في طالبان في المنطقة، أول من أمس، من انفجار قنبلة على الطريق في المدينة، حيث لحقت به إصابات طفيفة. كما شنت طالبان الجمعة هجوما كبيرا على قاعدة مدنية عسكرية مشتركة تحت إدارة أميركية في قندهار، وخاضت مواجهات استمرت أربع ساعات وأسفرت عن مقتل مترجم أفغاني وإصابة ثمانية أشخاص آخرين.

وفي العاصمة كابل شهدت بعثة الحلف الأطلسي التي تتزعمها واشنطن أول من أمس أحد أعنف الأيام خلال الحرب المستمرة منذ عقد حين هاجم مسلحون من طالبان بسيارة مفخخة قافلة تابعة لها، ما أسفر عن مقتل عشرة أميركيين وبريطانيين اثنين وكندي وأربعة أفغان. وبات مقبولا عدم إمكان إحراز نصر ميداني في تلك الحرب، حيث يدفع دبلوماسيون غربيون باتجاه إجراء محادثات للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية سياسية.

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر إقليمي في إسطنبول هذا الأسبوع يعلن خلاله الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عن مناطق في 17 ولاية سيتم نقل المسؤولية الأمنية فيها من الحلف الأطلسي إلى القوات الأفغانية.

وسيأتي هذا في إطار مرحلة ثانية من عملية نقل السلطات التي بدأت في يوليو (تموز) ومن المقرر أن تشهد تولي الأفغان المسؤوليات الأمنية عن البلاد بأكملها بنهاية 2014 حينما تختتم قوات الأطلسي مهامها القتالية. غير أن قدرة الجيش والشرطة الأفغانيين على ضمان أمن البلاد تبقى موضع تشكيك كبير، في وقت تصعد طالبان هجماتها ولا تبدي حتى الآن استعدادا للدخول في محادثات.