تعثر في مشاورات «حلفاء» المشهد السياسي التونسي

التكتل الديمقراطي يطرح نفسه «قاطرة» لجميع القوى التقدمية

TT

ذكرت مصادر حزبية أمس أن المشاورات المكثفة بين أبرز الأحزاب الفائزة في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس تتعثر بسبب تشبث كل طرف بمواقفه وغياب روح التنازل بين «حلفاء» المشهد السياسي الجديد.

وقال أحد هذه المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية إن «التجاذبات القائمة وتمسك كل طرف خصوصا من الأحزاب الثلاثة الكبرى بمواقفه ربما مرده إلى أن المفاوضات لا تزال في بدايتها ولا يزال هناك بعض الوقت» قبل انعقاد المجلس التأسيسي المتوقع الأسبوع المقبل. وأشار راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي أكبر الفائزين في انتخابات المجلس التأسيسي في تصريحات أول من أمس في الدوحة إلى ذلك حين قال: إن «المفاوضات لا تزال في بداياتها» رغم تأكيده أن «نواة تشكلت لتحالف حكومي مقبل يتمثل في حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية (30 مقعدا) بالإضافة إلى حزب التكتل الديمقراطي (21 مقعدا) وهو قابل للتوسع».

غير أن مصدرا قريبا من حزب النهضة قال أمس «لم يتم الاتفاق حتى الآن على أي شيء. وحتى حزب المرزوقي المنسجم أكثر من غيره مع النهضة لا يوافق حتى الآن على تقييد فترة المرحلة الانتقالية بسنة».

وكانت أبرز الأحزاب السياسية في تونس وبينها حزبا النهضة والتكتل، وقعت اتفاقا قبل الانتخابات ينص على أن الفترة الانتقالية الثانية التي تلي الانتخابات لن تزيد على سنة، غير أن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية رفض ذلك ولم يوقع الوثيقة.

ويدعو المنصف المرزوقي إلى تنظيم مؤتمرات وطنية حول أبرز القضايا المطروحة اليوم في تونس لوضع استراتيجيات المستقبل مع تشكيل حكومة ائتلاف وطني يمكن أن تستمر في العمل 3 سنوات لإتاحة الفرصة لها لتنفيذ البرامج التنموية الملحة معللا بأن أي حكومة تعرف أنها ستنتهي مهامها في سنة لن تكون قادرة على مواجهة الوضع الاقتصادي المتدهور. وعقد مساء أول من أمس اجتماع بين قيادات في النهضة وحزب المؤتمر أشارت بعض المصادر إلى أنه كان يفترض أن ينضم إليه حزب التكتل لكن ذلك لم يحصل.

ومن جانبه قال مصطفى بن جعفر زعيم التكتل الديمقراطي الذي فاز بـ21 مقعدا في المجلس التأسيسي، أمس، إنه سيكون طرفا في حكومة مصلحة وطنية، داعيا إلى الحوار مع كل الأطراف في المجلس وطارحا نفسه «قاطرة» لقوى الوسط واليسار. وأوضح أن «مؤهلات التكتل تجعل منه حزبا قادرا على أن يكون قاطرة لجميع القوى التقدمية».

وأكد بن جعفر خلال مؤتمر صحافي في العاصمة التونسية أنه سيشارك في الحكم ولن يكون في المعارضة.

وقال: «إن الوجود داخل الحكومة يعطينا إمكانات أفضل لتجسيم التغيير.. الأفضل أن نكون في السلطة لنسهم في إعداد المرحلة المقبلة».